الأكراد يستعيدون تل أبيض من داعش سوريا: مقتل 1502 مدني الشهر الماضي

37

دمشق – وكالات: وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل 1502 مدني في سوريا، بينهم 288 طفلاً دون الثامنة عشرة، خلال شهر يونيو، في أعلى حصيلة شهرية للقتلى المدنيين منذ بدء العام الحالي. أما إجمالي القتلى من مدنيين وعسكريين خلال الشهر الماضي فقد بلغ 5247 شخصاً، وهي ثاني أعلى حصيلة شهرية للقتلى منذ بداية 2015.

 وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 230 ألف شخص. إلى ذلك تمكن المقاتلون الأكراد من طرد تنظيم داعش مجدداً من مدينة تل أبيض الإستراتيجية الحدودية مع تركيا، فيما يبدو أن أطراف النزاع الأخرى في سوريا باتت تستلهم أساليب الرعب المعتمدة من المتطرفين.

 وأوقع النزاع المتشعب والمتعدّد الجبهات وأعمال العنف المروعة التي تشهدها البلاد في يونيو أعلى حصيلة شهرية من القتلى المدنيين منذ بدء العام 2015. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن “طرد المقاتلون الاكراد تنظيم داعش من حي مشهور فوقاني الذي كان سيطر عليه الثلاثاء” في مدينة تل ابيض المختلطة العربية الكردية في محافظة الرقة، أبرز معاقل التنظيم المتطرف.

 وتسبّبت الاشتباكات بين الطرفين بمقتل ثلاثة مقاتلين أكراد وأربعة عناصر من تنظيم داعش، وفق المرصد. وأكد المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل “القضاء نهائياً على مجموعة داعش التي دخلت الحي” و”طردها من المنطقة”.

 ونجح التنظيم الثلاثاء في اقتحام مدينة تل أبيض مجدداً بعد أسبوعين من طرده منها وسيطر على أحد أحيائها الشرقية. وتحدث الأكراد عن “عملية تسلل”.

 وبالسيطرة على تل أبيض في 16 يونيو، تمكن الأكراد من قطع طريق إمداد مهم للتنظيم عبر تركيا ومن ريف الرقة إلى مدينة الرقة، مركز المحافظة. وشن التنظيم الأسبوع الماضي هجوماً مفاجئاً على مدينة كوباني (شمال) التي كان انسحب منها في يناير تحت وطأة المعارك مع الاكراد والغارات الجوية من الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية، وسيطر على عدد من الأبنية فيها في نقاط عدة.

 لكن الأكراد نجحوا في طرده منها مجدداً بعد يومين. وفيما تراوح العمليات العسكرية مكانها من دون تحقيق انجازات تذكر لأي من الأطراف على الأرض، بات الرعب سيد الموقف من دون منازع على الساحة السورية بعد أربع سنوات من الحرب. وخلال الأيام الأخيرة، نفذ تنظيم داعش عمليات قتل مروعة جديدة بينها إعدام سيدتين بقطع الرأس للمرة الأولى في سوريا أمام حشد من المواطنين.

 وأوضح المرصد أن السيدتين أعدمتا مع زوجيهما يومي الأحد والاثنين في محافظة دير الزور (شرق) بعد اتهامهم بـ “ممارسة السحر”. كما أعدم التنظيم سيدتين الثلاثاء بإطلاق النار على راسيهما بتهمة “التعامل والتخابر مع النظام النصيري”. وأعلن المرصد أمس صلب التنظيم ثمانية أشخاص وهم أحياء في مدينة الميادين في دير الزور (شرق) بسبب تناولهم الطعام في شهر رمضان.

 وعلق التنظيم في أعناق الرجال الثمانية لوحات صغيرة كتب على كل منها “يصلب يوماً كاملاً ويجلد سبعين جلدة لإفطاره في رمضان”. وسبق للتنظيم أن صلب عشرين شخصاً وهم أحياء بينهم قاصران، وبذلك يرتفع عدد الأشخاص الذين نفذ بهم تنظيم داعش “هذا العقاب” منذ بدء شهر رمضان إلى 28، بحسب المرصد. في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثمانية أشخاص على الأقل جرّاء غارات جوية لقوات النظام استهدفت بلدة صيدا، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب “وجود جرحى في حالات خطرة”.

المصدر: الراية