الأمم المتحدة تستأنف إدخال المساعدات إلى سورية
أعلنت الأمم المتحدة استئناف إرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سورية، مع توجه قافلة جديدة الخميس إلى منطقة على أطراف دمشق.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس ليركي في بيان “نرسل اليوم قافلة مشتركة من عدة وكالات تنقل مساعدات طارئة إلى محافظة دمشق المحاصرة”.
وأوضح ليركي أن استئناف توزيع المساعدات جاء بسبب الحاجة الإنسانية الملحة التي تحتم على المنظمة الدولية البقاء حتى في أصعب الظروف، لكنه شدد على ضرورة ضمان “مرور آمن” للقافلات.
وأضاف أن الأمم المتحدة تأمل إرسال قوافل مساعدات إنسانية أخرى في الأيام المقبلة إلى مناطق محاصرة في سورية يعيش فيها نحو 600 ألف شخص، مشيرا إلى أن القرار بشأن تلك القوافل سيتخذ “كلا على حدة”.
وكانت الأمم المتحدة قد أعربت مساء الأربعاء عن استعدادها لاستئناف إرسال المساعدات إلى الأماكن المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها في سورية والتي علقتها الثلاثاء بعد غارة على قافلة إنسانية في أورم الكبرى قرب حلب الاثنين أدت إلى مقتل 21 شخصا وتدمير 18 شاحنة.
خروج مقاتلين من حي الوعر
وفي سياق متصل، خرج الخميس 123 مقاتلا معارضا مع عائلاتهم من حي الوعر، آخر معقل للفصائل المقاتلة في مدينة حمص وسط سورية، تنفيذا لاتفاق سابق بين الحكومة والفصائل المقاتلة.
وأعلن محافظ حمص طلال البرازي “خروج 123 مسلحا و157 مدنيا من عائلات المسلحين إلى ريف حمص الشمالي”، وتحديدا إلى بلدة الدار الكبرى تحت سيطرة الفصائل.
وهذه المرة الثانية التي يخرج فيها مقاتلون من حي الوعر تطبيقا لاتفاق تم التوصل إليه مطلع كانون الأول/ديسمبر، بإشراف الأمم المتحدة التي غاب ممثلوها الخميس عن عملية الإجلاء.
واحتفظ المسلحون بموجب الاتفاق بأسلحتهم الخفيفة وعمد عدد منهم إلى إخفاء وجوههم وكان بعضهم يرتدي الزي العسكري المرقط.
وحمل المسلحون وأفراد عائلاتهم أمتعتهم وما تسنى لهم أخذه من حاجيات. وتولى الهلال الأحمر السوري إجراء فحوصات طبية أولية ومساعدة النساء والأطفال.
وكان من المقرر بدء إخلاء المسلحين من الحي الاثنين لكن غياب فريق الأمم المتحدة تسبّب في تأجيل تنفيذ الاتفاق حتى الخميس وفق محافظة حمص.
غارات كثيفة واشتباكات (9:21 ت.غ)
تعرضت الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب شمالي سورية لغارات كثيفة ليل الأربعاء الخميس أدت إلى اندلاع حرائق، تزامنا مع معارك عنيفة بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة جنوب غرب المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس إن طائرات حربية نفذت بعد منتصف ليل الأربعاء 14 غارة على الأقل على حيي بستان القصر والكلاسة في مدينة حلب، مشيرا إلى أن قصفا جويا آخر استهدف أحياء العامرية وحلب القديمة.
وأكد مدير المرصد المعارض رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن الغارات الكثيفة على الأحياء الشرقية تسببت في حرائق خصوصا في حي بستان القصر في شرق المدينة، وقال إن عناصر الدفاع المدني عملوا لوقت طويل على إخماد النيران.
واتهم ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي طائرات النظام السوري وروسيا بإلقاء قنابل حارقة على الأحياء الشرقية. ولم يكن في الإمكان التأكد من ذلك.
وتسببت الغارات على الأحياء الشرقية في حلب منذ الأربعاء بمقتل 12 مدنيا بينهم طفلان، وفق المرصد، في حصيلة هي الأعلى داخل المدينة منذ إعلان الجيش السوري الاثنين انتهاء هدنة استمرت أسبوعا.
أما الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية، فشهدت سقوط قذائف أطلقتها فصائل مقاتلة بعد منتصف الليل على أحياء ميرديان والرواد وبستان الزهرة والمشارقة.
وفي موازاة ذلك، قال المرصد إن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في منطقة الراموسة جنوب غرب مدينة حلب، بين القوات النظامية وحزب الله اللبناني من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) من جهة أخرى.
على جبهات أخرى، أفاد المرصد بأن ضربات جوية استهدفت مناطق عدة في محافظتي حمص وحماة وسط سورية، فيما قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن الغوطة الشرقية قرب دمشق تعرضت الخميس لغارات.
تأتي التطورات في سورية، فيما يرتقب أن تعقد “المجموعة الدولية لدعم سورية” اجتماعا جديدا في نيويورك في مسعى لإنقاذ العملية الدبلوماسية الرامية لوقف الحرب.
المصدر : سوا