الأمم المتحدة تستأنف مساعداتها إلى سورية…و«مجموعة الدعم» تلتقي في نيويورك
استأنفت الأمم المتحدة اليوم (الخميس) إرسال مساعداتها الانسانية إلى المناطق المحاصرة في سورية، مع توجه قافلة جديدة الى منطقة على أطراف دمشق، وذلك بعدما علّقتها ثلاثة أيام على خلفية قصف قافلة مساعدات في ريف حلب أسفر عن مقتل 13 من الهلال الأحمر السوري.
وصرح الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ينس ليركي في بيان: «نرسل اليوم قافلة مشتركة من وكالات عدة تنقل مساعدات طارئة الى محافظة دمشق المحاصرة»، معبرا عن أمل الامم المتحدة في إرسال قوافل أخرى في «الايام المقبلة».
ميدانياً، قتل 12 شخصاً على الأقل بينهم «وزير في الحكومة الموقتة» المنبثقة عن المعارضة السورية في تفجير استهدف اليوم تجمعاً في مدينة انخل في محافظة درعا في جنوب البلاد.
وافاد المسؤول عن العلاقات العامة في «الحكومة الموقتة» شادي الجندي بأنه من بين القتلى وزير الإدارة المحلية يعقوب العمار، مؤكداً إصابة العشرات بجروح جراء تفجير استهدف افتتاح مخفر للشرطة المحلية في مدينة انخل. وأضاف ان بين القتلى ناشطين معارضين وعسكريين ومسؤولين محليين».
ونعت «الحكومة الموقتة» على موقعها الالكتروني عمار الذي قتل مع مجموعة إثر تفجير غادر في مدينة إنخل.
وقال رئيس «الحكومة الموقتة» جواد ابو حطب ان «التفجير لن يجعلنا نتراجع عن مبادئنا»، معتبراً أنه «يشكل تحدياً لاعضاء الحكومة» الذين يقيم عدد منهم في الداخل السوري.
ويتحدر العمار (1981) من محافظة درعا التي تعد مهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت ضد النظام السوري منتصف آذار (مارس) 2011 قبل أن تتحول الى نزاع دموي تسبب حتى اليوم بمقتل اكثر من 300 الف شخص.
وتأسست «الحكومة الموقتة» في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، وتعاقب على رئاستها واعضاؤها شخصيات عدة. وهي تتولى ادارة شؤون المناطق تحت سيطرة المعارضة في الداخل السوري، ويتم انتخاب رئيسها من قبل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وتجددت الغارات الجوية على الأحياء الشرقية في مدينة حلب ليل أمس، تزامناً مع معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة جنوب غربي المدينة، يأتي ذلك فيما أعلن مسؤولون أن «المجموعة الدولية لدعم سورية» ستعقد اجتماعاً جديداً في نيويورك، اليوم، برئاسة الولايات المتحدة وروسيا في محاولة لإنقاذ العملية الديبلوماسية.
وستجتمع الدول الـ 23 الأعضاء في هذه المجموعة من أجل الدفع في اتجاه وقف النار وتسوية سياسية محتملة للنزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.
وتعرضت الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب شمال سورية إلى غارات كثيفة ليلاً تسببت باندلاع حرائق كبرى، تزامناً مع معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة جنوب غربي المدينة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «طائرات حربية نفذت بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس 14 غارة على الأقل على مناطق في حيي بستان القصر والكلاسة في مدينة حلب»، مشيراً إلى «قصف جوي استهدف أيضاً أحياء العامرية وحلب القديمة».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن الغارات الكثيفة على الأحياء الشرقية تسببت باندلاع حرائق كبرى خصوصاً في حي بستان القصر في شرق المدينة.
واتهم ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي طائرات النظام السوري وروسيا بإلقاء قنابل حارقة على الأحياء الشرقية. ولم يكن في الإمكان التأكد من ذلك.
وتسببت الغارات على الأحياء الشرقية في حلب منذ أمس بمقتل 12 مدنياً بينهم طفلان، وفق «المرصد»، في حصيلة هي الأعلى داخل المدينة منذ اعلان الجيش السوري الاثنين انتهاء هدنة استمرت اسبوعاً.
وتعرضت الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام لسقوط قذائف أطلقتها فصائل مقاتلة بعد منتصف الليل على أحياء ميرديان والرواد وبستان الزهرة والمشارقة.
في موازاة ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة في منطقة الراموسة جنوب غربي مدينة حلب. وأفاد المرصد عن «مواجهات عنيفة تواصلت صباحاً في المنطقة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) من جهة اخرى».
على جبهات أخرى، تعرضت الغوطة الشرقية قرب دمشق إلى غارات جوية تزامناً مع غارات استهدفت مناطق عدة في محافظتي حمص وحماة في وسط البلاد، وفق «المرصد».
المصدر: الحياة