الأنفاق الكثيفة لتنظيم “الدولة الإسلامية” تجبر قوات سوريا الديمقراطية على التباطؤ في تقدمها ضمن جيب ضفة الفرات الشرقية والتنظيم يستقدم معدات عسكرية إلى جبهاته

9

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: لا يزال القطاع الشرقي من ريف دير الزور يشهد استمرار القتال بشكل عنيف بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، على محاور في الجيب الأخير للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ورصد المرصد السوري تركز القتال في محاور الباغوز والسوسة وهجين، عقب تمكن قوات سوريا الديمقراطية والتحالف من التقدم داخل بلدة الباغوز وتثبيت سيطرتها في عدد من النقط وتقدمها كذلك في منطقة السوسة، إضافة للتقدم في بلدة هجين وسيطرتها على مواقع ونقاط فيها وتثبيت تواجدها، وسط هجمات معاكسة تتعرض لها هذه النقاط بين الحين والآخر من قبل عناصر التنظيم، الذين يعتمدون في دفاعهم عن المنطقة على 3 طرق أولها الألغام التي زرعت في المنطقة وثانيها الأنفاق التي تسهل حركتها في ظل القصف المكثف والتواجد المستمر لطائرات التحالف، وثالثها الهجمات المعاكسة بالمفخخات والأحزمة الناسفة والاشتباكات.

المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن القتال لا يزال عنيفاً والمعركة تشهد صعوبات نتيجة كثرة الأنفاق التي يعتمد تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها، والتي كان حفرها خلال الفترة التي سبقت العمليات العسكرية في هذا الجيب، كما أن قوات سوريا الديمقراطية تعتمد على عمليات التقدم خلال النهار وتراوح مكانها ليلاً أو تضطر إلى التراجع خشية الهجمات المعاكسة التي تتم بآليات مفخخة وانتحاريين، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن التنظيم شوهد وهو يستقدم تعزيزات عسكرية ومعدات من غرب نهر الفرات وينقلها إلى الجيب الأخير له في شرق الفرات، فيما أكدت المصادر أنه تعمد طائرات التحالف الدولي لتأخير تنفيذ ضرباتها خشية تنفيذ مجازر بحق المدنيين المتبقين في الجيب الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية” بشرق نهر الفرات، كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه عمليات قصف مدفعي من قبل التحالف الدولي بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، والتي تسبب بمزيد من الأضرار والدمار في البنى التحتية، كذلك نشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد خلال الـ 48 ساعة الأخيرة تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم داخل بلدة الباغوز بالتزامن مع هجومها وتقدمها في منطقة السوسة في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وترافقت الاشتباكات مع تفجير عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” لأنفسهم باحزمة ناسفة وآليات مفخخة، وسط قصف مكثف من قبل التحالف والقوات الفرنسية وقوات سوريا الديمقراطية على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه.

كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد خلال الـ 48 ساعة الأخيرة مقتل ما لا يقل عن 24 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، جراء القصف من قبل طائرات التحالف الدولي والقصف المدفعي والصاروخي والاشتباكات والتفجيرات الانتحارية، كما وثق المرصد السوري 10 مقاتلين من قوات مجلس دير الزور العسكري وقوات سوريا الديمقراطية ممن قضوا في آخر 48 ساعة في الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة، ليرتفع إلى 50 على الأقل أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، عدد عناصر قسد الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول الجاري، فيما ارتفع إلى 81 على الأقل عدد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين قتلوا في الاشتباكات هذه، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى ووجود جرحى بحالات خطرة، كذلك رصد المرصد السوري نقل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لعشرات الأشخاص والعوائل إلى مخيم البحرة المؤلف من أكثر من مئة خيمة، في ريف بلدة هجين، والذي أنشأته قسد والتحالف، بغرض إيواء العوائل النازحة وعوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث من المرتقب أن يجري استقبال النازحين في المخيم خلال الأيام القليلة المقبلة، كما كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر موثوقة، أكدت أن ما يزيد عن 100 من عناصر قوات الأمن الداخلي الكردي “الآسايش”، توجهوا إلى بلدة هجين ومحيطها، بغرض تثبيت نقاط سيطرة بعد تقدم قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة، فيما كان نشر المرصد السوري قبل 72 ساعة من الآن، أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أكدت للمرصد السوري أن تنظيم “الدولة الإسلامية” يعتمد في عملياته العسكرية في الجيب الخاضع لسيطرته عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والذي يشهد هجوماً من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، يعتمد على 3 عناصر رئيسية في صد الهجوم هذا، ألا وهي الأنفاق التي جرى حفرها من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، في أسفل بلدات المنطقة، والتي تربطها ببعضها، كما تصلهم بخط الجبهة ولمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في محيط الجيب، ما يتيح لهم حرية الحركة دون التعرض لقصف من الطائرات الحربية التابعة للتحالف أو لاستهداف من القوات البرية العاملة في المنطقة، بالإضافة للاعتماد على شبكة ألغام كثيفة جرى زراعتها قبل انطلاقة العملية العسكرية في الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، كما يعتمد التنظيم على الهجمات المعاكسة، التي تجري ضد قوات سوريا الديمقراطية العاملة في المنطقة، في محاولة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، أيضاً كانت وردت معلومات للمرصد السوري من عدة مصادر، تحدثت عن قيام عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالتسلل عبر نهر الفرات، إلى الضفاف الغربية لنهر الفرات، حيث مناطق سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد أن العناصر يعمدون للانتقال بعدها إلى بادية دير الزور، حيث مناطق تواجد التنظيم وسيطرته، على غرار ما جرى قبل في حزيران ونيسان الفائتين من العام الجاري 2018، من قيام نحو 400 مقاتل من تنظيم “الدولة الإسلامية” من جنسيات سورية وغير سورية، عبرت من الجيب الواقع في شرق الفرات، والمطوق من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعمة من قبل التحالف الدولي، إلى غرب نهر الفرات، على شكل مجموعات، حيث جرى العبور من منطقة الشعفة، بعد عمليات قصف مكثفة من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” على مناطق سيطرة النظام والمسلحين الموالين لها في غرب نهر الفرات