«الأوروبي» يدرس فرض عقوبات على داعمي النظام السوري

32

يدرس قادة دول الاتحاد الاوروبي في قمتهم، اليوم (الخميس)، في بروكسل التي سيبحثون خلالها بشكل خاص دور روسيا في النزاع السوري “كل الخيارات بما يشمل عقوبات اضافية” تستهدف “الجهات الداعمة لنظام” الرئيس السوري بشار الاسد، حسب مسودة اتفاق حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.

وتطرق نص سابق اعتمده وزراء خارجية الدول الـ28 الاعضاء مساء الاثنين، خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ، إلى عقوبات جديدة محتملة ضد “سوريين” يدعمون نظام الاسد. ولم تعد الاشارة إلى هذه الجنسية موجودة في مسودة الاتفاق- المؤقتة – ما يعني عمليا عدم استبعاد القمة فرض عقوبات على الروس.

وجاء في مسودة الاتفاق للقمة “الاتحاد الاوروبي يفكر بكل الخيارات بما يشمل اجراءات مقيدة اضافية تستهدف افرادا وكيانات تدعم النظام، إذا استمرت الفظاعات الحالية”.

والاثنين اعتمد وزراء خارجية الدول الـ28، بيانا يدعو إلى مواصلة جمع أدلة يمكن أن تؤدي إلى إحالة المسؤولين عن قصف حلب إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للرد على أعمال يمكن “أن ترقى إلى جرائم حرب”.

وفي هذا الاطار تم تحديد هدف “فرض اجراءات مقيدة اضافية ضد سوريا تستهدف أفرادا وكيانات سورية تدعم النظام، طالما أن القمع مستمر”.

ومساء أمس، لوح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل بالتهديد بعقوات ضد روسيا في ختام قمة في برلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما حذر هولاند من فرار متطرفين من الموصل في العراق إلى الرقة في سوريا في ظل الهجوم الذي تشنه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة ثاني أكبر مدن العراق من تنظيم “داعش”. وقال لدى افتتاح اجتماع رفيع المستوى في باريس لدرس مستقبل الموصل السياسي “علينا أن نتحرك على أفضل وجه على صعيد ملاحقة الارهابيين الذين بدأوا مغادرة الموصل للوصول إلى الرقة” مضيفا “لا يمكن أن نقبل بانتشار الذين كانوا في الموصل”.

وتزامنًا مع القمة، تدور اشتباكات يرافقها قصف مدفعي متبادل عند معبر بين شطري مدينة حلب مشمول بالهدنة الروسية، بعد وقت قصير من دخول هذه الهدنة حيز التنفيذ، وفق ما أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.

وحددت موسكو ثمانية معابر لخروج المدنيين والمقاتلين من الاحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام السوري والواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة في حلب. والمعبر الذي يشهد اشتباكات هو معبر بستان القصر (من الجهة الشرقية)- مشارقة (من الجهة الغربية)، وقالت موسكو إنّه مخصص لخروج المقاتلين ومن يرغب من المدنيين. ويطلق عليه أيضا اسم سوق الهال. كما أفاد المراسل الموجود في الجهة الشرقية من معبر بستان القصر عن اشتباكات وقصف مدفعي متبادل. وأكّد مصور للوكالة من الجهة الغربية للمعبر سماع طلقات نارية وسقوط خمس قذائف على المعبر.

بدوره تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن “سقوط ثماني قذائف على حي المشارقة”.

ودخلت الهدنة الانسانية التي اعلنتها روسيا من جانب واحد في حلب عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (05:00 ت غ) بهدف فتح الطريق أمام إجلاء مدنيين ومقاتلين راغبين بمغادرة الاحياء الشرقية.

وخصص طريق الكاستيلو شمال حلب أيضا للمقاتلين، حسب الإعلان الروسي.

وبعد حوالى شهر على هجوم لقوات النظام على الاحياء الشرقية ترافق مع غارات جوية روسية وسورية كثيفة أوقعت مئات القتلى، توقفت الغارات منذ صباح الثلاثاء بعد إعلان موسكو عن الهدنة.

وتسبب القصف الروسي والسوري المكثف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، بتدمير عشرات المستشفيات والمخابز ومحطات ضخ المياه في اطار تصعيد للهجمات أسقط مئات القتلى المدنيين في الاسابيع الاخيرة.

وتقول المعارضة إنّ هدف موسكو ونظام الاسد هو اخلاء المناطق التي تسيطر عليها من المدنيين حتى يسهل السيطرة على المدينة بأكملها. كما تقول إنّها تعد لهجوم واسع لكسر حصار حلب، مشيرة إلى فشل الضربات الجوية الروسية على الرغم من حملة القصف الشرسة.

وكان دبلوماسي كبير بحلف شمال الاطلسي قد قال نقلا عن معلومات لاجهزة مخابرات غربية، إنّ سفنا حربية روسية قبالة ساحل النرويج تحمل قاذفات مقاتلة من المرجح استخدامها لتعزيز هجوم نهائي على مدينة حلب المحاصرة في سوريا خلال أسبوعين.

وفشل اتفاقان لوقف اطلاق النار بين الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء القتال في حلب. وتقول الامم المتحدة إنّه يوجد نحو ثمانية آلاف مقاتل للمعارضة اجمالا في حلب.

على صعيد متصل، قصفت طائرات تركية مقاتلين أكرادا مدعومين من الولايات المتحدة في شمال سوريا بأكثر من 20 ضربة جوية الليلة الماضية مما يسلط الضوء على الاهداف المتعارضة للبلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي في ساحة قتال تزداد تعقيدا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت متأخر من مساء أمس، أنّ الطائرات استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الاكراد في ثلاث قرى شمال شرقي مدينة حلب كانت القوات قد انتزعتها من تنظيم “داعش”.

وأكد الجيش التركي أن طائراته الحربية نفذت 26 ضربة جوية على 18 هدفا لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا وقتلت ما بين 160 و200 من المسلحين. لكن المرصد أورد عددًا أقل بكثير للقتلى، قائلا إنّ 11 شخصًا قتلوا وأصيب عشرات بجروح.

وذكر مسؤولون من الادارة الكردية القيادة التي تدير أغلب مناطق شمال شرق سوريا أنّ عشرات قتلوا.