الإعلان عن جبهة سياسية تعنى بعودة السوريين المهجرين واللاجئين والنازحين…كفى أنانية ومحاصصة

743

أعلن مجموعة من السياسيين والناشطين السوريين عن تأسيس جبهة العودة والبناء السورية كجسم سياسي بهدف إلى إبراز حق عودة جميع المهجرين واللاجئين واستعادة دورهم ومساهمتهم في إعادة بناء الدولة السورية على أساس عقد اجتماعي جديد أساسه المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات والعدالة.

وتشدد الجبهة على أهمية مراعاة وضعية المهجرين واللاجئين والنازحين الذين تحولوا لمجرد أرقام وضحاها وسط صراع محموم.

وتنظر إلى أهمية العمل جميعاً لإعادة هؤلاء الذين يعانون معاناة مضاعفة.

وتنتقد ما تسميه بأنانية ومحاصصة بعض القوى السورية التي تلعب على الطائفية ونشر الفوضى الذي لن يخدم القضية السورية.

ويتطلع المؤسسون إلى توحيد القوى والأحزاب السياسية لبناء سوريا التي ثار لأجلها ابناءها.

البيان:

البيان التأسيسي لجبهة العودة والبناء

“انطلاقاً من الواقع الحالي الذي تتناقص فيه آمال السوريين في الوصول إلى صيغة حكم ديمقراطي متعدد وعادل يضمن الحرية والمساواة والكرامة لجميع أبناء الوطن، وإدراكاً منّا لمدى صعوبة وتزايد معاناة اللاجئين والمهجرين والنازحين الذين اضطروا للهروب من مدنهم وقراهم ومنازلهم، نعلن عن تأسيس جبهة العودة والبناء كجسم سياسي سوري يهدف إلى إبراز حق عودة جميع المهجرين واللاجئين واستعادة دورهم ومساهمتهم في إعادة بناء الدولة السورية على أساس عقد اجتماعي جديد أساسه المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات وتحكمه العدالة دون إقصاء لأية جهة أو طرف سوري.

يستند المؤسسون لجبهة العودة والبناء، إلى نتائج حواراتهم الموسعة التي خاضوها على مدى السنوات الماضية، مع طيف واسع من المواطنين داخل سوريا وخارجها، وأيضاً مع العديد من القوى الوطنية المحلية، حيث تتشارك الجبهة الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والسياسية مع السوريين المبعدين عن وطنهم وتعتبر قضيتهم مسألة وطنية بامتياز لا يمكن تناسيها أو إغفالها أو التنازل عنها.

تراقب الجبهة عن كثب، كيف يتم تناسي أوضاع المهجرين واللاجئين والنازحين السوريين الذين تحولوا إلى مجرد أرقام وضحايا وسط صراع محموم تقوده قوى إقليمية ودولية على الأرض السورية، حيث باتت تلك القوى تتحكم بشكل واضح وجليّ بالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب السوري، فيما لم تتمكن المعارضة السورية ولا حتى نظام الأسد والقوى المحسوبة عليه من إنتاج أي جسم سياسي أو إنساني يُعنى ويهتم بقضية إعادة اللاجئين والمهجرين والنازحين إلى ديارهم التي أجبرتهم الحرب على الفرار منها.

تنظر جبهة العودة والبناء إلى أن مسألة تناسي أوضاع المهجرين واللاجئين والنازحين من قبل النظام والمعارضة تعكس شكلاً من أشكال النقص الحاد في المشهد السياسي السوري العام، حيث ورغم الأعداد المهولة للاجئين والمهجرين والنازحين السوريين، لم تتصدر أية جهة سورية لجهة تمثيل حقيقية للإنسان السوري الذي ترك منزله بحثاً عن الأمن والأمان، بسبب الحرب متعددة الوجوه، والأوضاع الاقتصادية، والتدمير الحاصل دون التفكير في كيفية إمكانية إعادة هؤلاء المهجرين وتقديم العون لهم كي يساهموا في وضع المداميك الأساسية لبناء ما تهدم.

نحن في جبهة العودة والبناء، لا نرى أي أفق لسوريا وللسوريين إلا بتطبيق القرار الأممي 2254، واستبعاد كل من تلطخت يداه بدماء السوريين. وبناء عليه فإن الجبهة تؤمن بأن السبيل الوحيد لخلاص سوريا والسوريين مما هم عليه الآن يكمن في خلق مسار جديد تتكاتف فيه جميع القوى الوطنية من أجل بناء مشروع وطني سوري وعقد مؤتمر عام يؤسس لخلق مسار جديد وبيئة آمنة تسمح بعودة المهجرين إلى ديارهم ومساهمتهم في إعادة بناء دولة العدالة والديمقراطية الجديدة.

وفي هذا المقام، تدعو الجبهة جميع القوى السياسية السورية إلى الابتعاد عن الأنانية والمحاصصة الحزبية أو الطائفية الضيقة والعمل بدلاً عن ذلك على تطوير المشتركات وتذليل الخلافات فيما بينها بما يساهم في منع الدول الإقليمية والدولية التدخل بشؤون سوريا الداخلية وترك أمر بناء الدولة السورية الديمقراطية للسوريين أنفسهم عبر تجمع وتوحيد القوى والأحزاب السياسية حول مشروع سوري وطني واعد يمثل جموع المواطنين وعلى كامل التراب السوري.

لذلك ترى جبهة العودة والبناء أن الحاجة باتت ملحة لتظهير تمثيل سياسي يعمل على حق عودة المهجرين من منازلهم ضمن المشهد السوري، وتعتبره أمراً بالغ الأهمية فهو لا يغطي فقط النقص في هذا المشهد السياسي العام، بل ويساهم أيضا في مساعدة السوريين على المشاركة الضرورية في صياغة مستقبل سوريا، من خلال تمثيل هؤلاء المهجرين بما يمنع احتكار تمثيلهم لقوى ساهمت أساساً في إخلائهم من مناطقهم الأصلية، سواء كان النظام أم المعارضة.

تسعى جبهة العودة والبناء لحشد المتضررين من كل أبناء الشعب السوري، من أجل العمل معهم ولأجلهم بما يضمن عودتهم الآمنة والفعلية لمناطقهم التي خرجوا منها. كما تعمل الجبهة على مد جسور التواصل المستمر مع القوى الحقوقية داخل وخارج سوريا من أجل التذكير المستمر بقضية اللاجئين السوريين، كي لا يتم تناسي حقوقهم أو التخلي عنها.

كذلك فإن جبهة العودة والبناء ستعمل في كل المحافل الدولية والإقليمية وفي كل المجالس والمؤتمرات من أجل المطالبة بدعم هذا الحق وصولاً الى تحقيق العودة الآمنة لكل من ترك دياره قسرياً سواء بالإجبار أو بسبب الهرب من الحرب وويلاتها.

وستعتمد الجبهة أي نشاط سياسي أو حقوقي يضمن الوصول إلى حق العودة والتنظيم الاجتماعي والسياسي لجميع المبعدين عن ديارهم بحيث يصبح هذا المسار إطاراً سياسياً وطنياً شاملاً يشارك في برنامج الإدارة والتنمية على كامل التراب السوري.

المؤسسون:

1. انتصار الخطيب: ناشطة نسوية
2. بشار الحاج علي: ديبلوماسي سابق
3. بشار عبود: كاتب وسياسي
4. صلاح بلال: أكاديمي
5. صعب الحريري: سياسي
6. علي الحميدي: محامي
7. عمر المسالمة: حقوقي
8. قاسم الخطيب: سياسي
9. مثقال نوفل: سياسي/منظم ساحة الكرامة
10. معتصم الرشيد: سياسي
11. مها غزال: صحفية
12. هند مجلّي: ناشطة نسوية”