الاغتيالات تتواصل ضمن مناطق سيطرة قسد في شرق الفرات عبر مزيد من التفجيرات التي تطال مقاتلين في قسد والآسايش وعناصر سابقين في التنظيم
محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: سمع دوي انفجار عنيف في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، تبين أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة قرب جسر البلدة بمقاتل سابق من عناصر تنظيم”الدولة الإسلامية”، قام بتسوية مع قوات سوريا الديمقراطية، حيث أكدت مصادر متقاطعة أن العبوة انفجرت أثناء محاولة المقاتل زرعها في المنطقة، في استمرار لعمليات الاغتيال التي يقوم بها التنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الـ 31 من شهر آذار/ مارس الفائت، أنه تواصل قوات سوريا الديمقراطية حملاتها الأمنية ضمن مناطق سيطرتها للحد من الفلتان الأمني المتصاعد فيها، من استهدافات وتفجيرات واغتيالات ينفذها خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” وخلايا تابعة “لدرع الفرات”، والتي تسببت بفوضى وفلتان أمني واسع ضمن مناطق سيطرة قسد بالإضافة لمقتل وإصابة عدد كبير من قسد ومن المدنيين، المرصد السوري رصد اعتقال قوات سوريا الديمقراطية لـ 9 أشخاص من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” صباح اليوم الأحد الـ 31 من شهر آذار الجاري، في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قسد شرق سوريا، بعد عملية استخبارتية لها، وتأتي عملية الاعتقال هذه بعد يوم من تمكن قوات الأمن الداخلي والاستخبارات العاملة في منطقة منبج من إلقاء القبض على الخلية في منبج، إذ نشر المرصد السوري يوم أمس السبت، أن قوات الأمن الداخلي والاستخبارات العاملة في منطقة منبج، بالقطاع الشمالي الشرقي من ريف محافظة حلب، تمكنت من إلقاء القبض على الخلية التي نفذت أكبر هجوم بعد الإعلان الرسمي للانتصار على تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي استهدفت حاجزاً لقوات الدفاع الذاتي في منطقة منبج على طريق حلب، وتسببت بقتل 8 عناصر من القوات هذه، بالإضافة لإصابة اثنين آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، وأكدت المصادر الموثوقة أنه جرى تعقب المهاجمين بعد التعرف عليهم من خلال كاميرات مراقبة، فيما رصد المرصد السوري مواصلة تنفيذ قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الداخلي “الآسايش” وقوات الاستخبارات، تنفيذ حملاتها الأمنية بحثاً عن متهمين بالانتماء لخلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” وخلا أخرى مرتبطة بجهات إقليمية، مسؤولة عن تنفيذ الاغتيالات وعمليات القتل بحق مدنيين وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية وقوات الآسايش والدفاع الذاتي في العديد من المناطق السورية
المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن الحملات الأمنية جرت في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بريف حلب الشمالي الشرقي وريف دير الزور، وضمن سلسلة الاغتيالات ومحاولات القتل، التي تستهدف قوات سوريا الديمقراطية والمدنيين والأشخاص الذين توعدهم التنظيم في إعلان ثاره في الـ 19 من آب / أغسطس من العام 2018، وحتى اليوم الـ 30 من مارس الجاري، وثق المرصد السوري تسبب عمليات الثأر بقتل 268 شخصاً من المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا ضمن 4 محافظات هي حلب ودير الزور والرقة والحسكة بالإضافة لمنطقة منبج في شمال شرق محافظة حلب، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، حيث رصد المرصد السوري اغتيال هذه الخلايا لـ 77 مدني من ضمنهم طفلان اثنان ومواطنتان في ريف دير الزور الشرقي وريف الحسكة ومدينة الرقة وريفها ومنطقة منبج، إضافة لاغتيال 187 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قادة محليين في المناطق ذاتها، فيما قضى 4 من عناصر التحالف الدولي، كما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط عشرات الجرحى جراء عمليات الاغتيال هذه، في حين كان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد منذ إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية”، عملية الثأر من قوات سوريا الديمقراطية، انتقاماً لخسارته للنفط والموارد الاقتصادية في شرق الفرات، عبر منشورات جرى توزعها بشكل سري في بلدات وقرى خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بدء عمليات قتل وذبح واختطاف واغتيال وتفجيرات، هدفها نشر الفوضى والانفلات الأمني ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية
وعلى الرغم من انتهاء تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل كامل كقوة عسكرية مسيطرة في منطقة شرق الفرات، وبخاصة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الممتدة من منبج وحتى الحدود السورية – العراقية، إلا أن نشاط التنظيم لا يزال مستمراً على شكل خلايا تعمل ضمن المناطق سالفة الذكر، من خلال تنفيذ تفجيرات وهجمات واغتيالات وعمليات قتل، طالت مدنيين ومقاتلين وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الداخلي “الآسايش”، على يد الخلايا التي رجحت المصادر للمرصد السوري بوجود من 4000 – 5000 عنصر متوارين في قرى وبلدات ومدن خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ممن تسللوا في أوقات سابقة إلى هذه المناطق وشكلوا خلايا نائمة بعضها يتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية” والبعض الآخر يتبع لجهات إقليمية أو مدفوع منها، لتنفيذ عمليات فوضى في المنطقة واستهداف قوات سوريا الديمقراطية ومناطق سيطرتها، لتوقع في كل مرة خسائر بشرية، تتفاوت أعدادهم وفقاً لطبيعة الاستهداف، كذلك نشر المرصد السوري في الـ 31 من آب / أغسطس الفائت من العام الجاري 2018، أن العشرات من المتطوعين في شرق الفرات عمدوا لترك صفوف القوات العاملة في التجنيد الإجباري ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن العشرات من المتطوعين في صفوف قوات الدفاع الذاتي المؤلفة من قوات مجندة إجبارياً ومن إداريين متطوعين في صفوفها، عمدوا لفسخ عقودهم مع هذه القوات، خشية الانتقام منهم من قبل الخلايا التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي بدأت بمناشير وزعت في ريف دير الزور الشرقي، في الـ 19 من آب / أغسطس الفائت، في قرية الزر بشرق دير الزور، كما أن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن الأشخاص الذين تطوعوا في واجب الدفاع الذاتي، وعملوا في مهام مختلفة، بعقد تبلغ مدته 23 شهراً، براتب قدره 115 ألف ليرة سورية، مقابل تسريح بعضهم في الوقت ذاته من واجب الدفاع الذاتي، عمدوا لفسخ عقودهم والتزموا منازلهم، خشية اغتيالهم من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي وجه تهديدات إلى النظام والمسلحين الموالين له، وإلى قوات سوريا الديمقراطية، بـ “القصاص” منهم ومن كل المتعاملين معهم وبخاصة في الجانب النفطي، كما شاركت هذه الخلايا في محاولة للتنظيم تحقيق توسعة لجيبها في شرق الفرات، عبر المشاركة في خلخلة الصفوف الخلفية لقوات سوريا الديمقراطية من خلال تنفيذ هجمات تزامناً مع هجمات للتنظيم من جيبه الأخير بشرق الفرات.