الانفلات الأمني يتسع في مدينة حلب ويفرز مزيداً من الجرائم آخرها قتل طفل بعد اختطافه ورمي جثته في المدينة

22

محافظة حلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: لا يزال الفلتان الأمني يتواصل مفرزاً مزيداً من الجرائم التي يذهب ضحيتها أبرياء على أيدي مجرمين أو شبيحة وغيرهم، ضمن مدينة حلب التي تشهد صراعاً لأمراء الحرب، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، العثور على جثمان طفل في الـ 7 من عمره مقتولا بعد أن نزعت ثيابه عنه، وقالت مصادر أنه نزعت ثيابه عقب اغتصابه ثم تم قتله ورميه في منطقة أرض الصباغ في حي صلاح الدين بمدينة حلب، قرب أنقاض البيوت المدمرة، في حين نفت مصادر عملية الاغتصاب، وأكدت أنه جرت محاولات قتله عدة مرات متتالية خلال الخطف، بوسائل مختلفة، فيما يذكر أن الطفل فقد يوم أمس ولم تكلل محاولات أهله بالعثور عليه بالنجاح، ليعثر عليه مقتولا صباح اليوم، ونشر المرصد السوري في الـ 12 من أيلول / سبتمبر من العام 2018، أنه تشهد مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، استمرار الفلتان الأمني، فكثرة الميلشيات المسيطرة على المدينة وانتهاكات الشبيحة فيها، أثارت حفيظة ساكنيها وضاقوا ذرعاً بها، فمن قتل إلى سرقة إلى اغتصاب إلى نهب وتشليح، تحت أنظار الجهات الأمنية المسؤولة عن المدينة، حيث قضى شخص وأصيب آخرون بجراح، جراء إطلاق نار من مسلحين مجهولين على مطعم الصياد قرب دوار الشعار بمدينة حلب ليل أمس، ثم لاذوا بالفرار، فهذه المشاهد تتكرر في المدينة لتدب الرعب في صفوف قاطنيها، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 8 من شهر أيلول / سبتمبر الجاري أنه عايش سكان وأهالي مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام، مضايقات وانتهاكات متواصلة على خلفية ممارسات المسلحين الموالين لقوات النظام “الشبيحة والقوات الرديفة”، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاستياء الذي ساد لدى أهالي مدينة حلب، من ممارسات الشبيحة الذين استباحوا حرمة المدينة من بطش ونهب وسرقة واغتصاب وفرض أتاوات على الباعة المتجولين أو أصحاب المحال في مناطق متفرقة من مدينة حلب، وما صب الزيت على نار الاستياء في نفس سكان المدينة، ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان من قيام شبيحة من لواء الباقر التابع لشيخ عشيرة البكارة نواف البشير، الذي أعلن في وقت سابق “العودة إلى حضن النظام”، على قتل ضابط في صفوف الأمن الجنائي التابع لنظام الأسد، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري من مصادر أهلية، فإن ضابطاً برتبة رائد من الأمن الجنائي، قتل أثناء مداهمة أحد المطلوبين من شبيحة لواء الباقر بتهمة “اغتصاب طفلة” بمنطقة باب الفرج وسط مدينة حلب، حيث جرى قتل الرائد، بعد إطلاق النار عليه من قبل شبيحة لواء الباقر ليتمكنوا من تهريب المتهم باغتصاب طفلة.
حادثة اغتصاب الطفلة أشعلت الاستياء في نفوس سكان مدينة حلب، الذين باتوا يشاهدون التجاوزات والانتهاكات وعمليات القتل والاعتداء الجسدي بشكل يومي، دون وجود أي رادع للشبيحة الذين باتوا يستبيحون كل يريدونه، دون تمكن سلطات النظام الأمنية أو العسكرية من ردعهم، فيما اعترفت قيادة لواء الباقر بانتساب المعتدي على الطفلة، إلى صفوف قواتها، وأن ما قام به “تصرف فردي” كما أدعت أنها قامت بتسليم المطلوبين للأجهزة الأمنية، في حين نفت مصادر متقاطعة أن يكون اللواء قد سلم الجاني بل سلموا أحد المقاتلين في صفوفه دون السن القانوني مدعين بأنهم هو من قام باغتصابها، بعد أن هاجموا الدورية التابعة لقوات النظام خلال محاولتها اعتقال الجاني الحقيقي، فيما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل أقل من عام من الآن أنه رصد استياءاً شعبياً من حواجز المسلحين الموالين للنظام، التي وصفها الأهالي بأنها حواجز لـ “التشليح والنهب”، وأكدت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن هذه الحواجز تعمد إلى فرض مبالغ مالية على كل أنواع البضائع التي تمر على الحواجز المقامة عند أطراف مدينة حلب، وعلى المواطنين المتنقلين على هذه الحواجز، كما أكد الأهالي أن الإتاوات باتت تفرض حتى على المواطنين الذين يحملون معهم أدوية أو أغذية أطفال أو أمتعة، وتقوم هذه الحواجز منذ أشهر بفرض مبالغ مالية مختلفة الكم.

كما كان أهالي بثوا شكواهم للمرصد السوري لحقوق الإنسان في الفترة ذاتها، قائلين أنهم بعد أن أجبروا على النزوح من منازلهم في مناطق العمليات العسكرية بمنيان ومشروع 1070 شقة ومشروع 3 آلاف شقة والحمدانية وأطراف حلب الجديدة بمدينة حلب، بدأوا بالعودة لمنازلهم، ليتفاجئ غالبيتهم بقيام حواجز المسلحين الموالين للنظام المنتشرة على المداخل المؤدية إلى الأحياء التي تتواجد فيها منازلهم، بمنعهم من الدخول إليها، فيما تمكن البعض من الوصول إلى منازلهم، بعد دفع رشاوى للمسلحين الموالين للنظام ليجدوها كما لم يتركوها، وأنكر عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها عمليات التعفيش التي قامت بها مجموعات موالية للنظام، ممن تمتهن السرقة، وبعضهم يدفع رشاوى كبيرة لجهات قيادية، ومن ثم يقومون بفرض أتاوات على المارة والمتواجدين في مناطق نفوذهم، ليحصِّلوا أضعاف ما دفعوه، كما يقومون بسرقة محتويات المنازل، من الأدوات الكهربائية وصولاً إلى النقود والمصاغ وأسلاك الكهرباء الممدة داخل الجدران ومعدات الحمامات والمطابخ، والبعض أكد بأنه رصد السرقات بأم عينه، وأعطت قوة النفوذ لدى هؤلاء “الحرامية والمعفشين” كما يقول أحد الأهالي، أعطتهم القدرة على سرقة المنازل بوجود أصحابها، وعلى الرغم من ادعاء سلطات النظام بملاحقة السارقين من المسلحين الموالين لها، أكد أهالي بمدينة حلب للمرصد السوري، أن الاستياء حينها ازداد، لأن عمليات السرقة ما تزال مستمرة يوماً بعد يوم، وبوتيرة أكبر، ولا أحد يريد الخروج من هذه المناطق بدون ثروة، وأجهزة النظام الأمنية لا تريد التصريح بفشلها، ولكنهم يماطلون حتى تنتهي الأمور لوحدها، وتقف عمليات السرقة، وأكد أهالي في وقت سابق رصدهم لعمليات سرقة في وضح النهار، حيث يقوم أشخاص ومسلحون موالون للنظام بعد سقوط القذائف على أحياء مدينة حلب الغربية، بإسعاف الجرحى، ومن ثم العودة إلى سرقة منازل المصابين أو الشهداء، ويؤكد أحدهم بأن مخابرات النظام التي اعتقلت عشرات آلاف الشبان وزجت بهم في سجونها ومعتقلاتها، غير قادرة على أن توقف مجموعات لا يعلم من يسندها، عن سرقاتها وما تقوم به بحق مواطنين قضوا عمرهم حتى تمكنوا من امتلاك متجراً أو منزل يتعرض اليوم للسرقة على يد مسلحين موالين للنظام.