الانفلات الأمني يتواصل ضمن إدلب ومحيطها من ريفي حماة وحلب مخلفاً المزيد من الخسائر البشرية التي رفعت تعداد المدنيين من ضمنهم لنحو 60 شخصاً
لا يزال الفلتان الأمني مستمراً في اليوم الثاني من الشهر الخامس لتصاعده، في مناطق سيطرة الفصائل في محافظة إدلب وأرياف حلب الغربية وشمال حماة، حيث عثر على جثمان شاب مقتولاً في أطراف بلدة كفرجوم بريف حلب الغربي، ولا تزال ظروف وأسباب مقتله مجهولة حتى اللحظة، كما رصد المرصد السوري عملية سرقة تعرض لها أحد العاملين في مجال الصيرفة وتحويل العملات من منطقة كفرنبل بريف معرة النعمان، حيث جرى سرقة حقيبة منه، تحمل مبالغ مالية بملايين الليرات السورية، وذلك تزامناً مع إخفاق الفصائل في إعادة ضبط الأمن في مناطق سيطرتها، ما يفتح الباب على مصراعيه، أمام عمليات اغتيالات جديدة في المنطقة، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس أنه سمع دوي انفجار عنيف في مدينة إدلب صباح يوم الاثنين الـ 27 من آب / أغسطس من العام الجاري 2018، ناجم عن انفجار عبوة ناسفة قرب دوار الزراعة في المدينة، ما أسفر عن أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، حيث يعد هذا أول عملية تفجير في الشهر الخامس من سريان الانفلات الأمني في محافظة إدلب ومحيطها، منذ بدء تصاعدها في الـ 26 من نيسان / أبريل من العام الجاري 2018
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية التي وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، فإنه يرتفع إلى 290 شخصاً على الأقل عدد من اغتيلوا في أرياف إدلب حلب وحماة، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 57 مدنياً بينهم 9 أطفال و6 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و201 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و30 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تصاعد الاغتيالات هذه منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت، من العام الجاري، لتستكمل شهرها الرابع على التوالي، يوم الـ 26 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، حيث نفذت الاغتيالات في قسمها الأكبر من قبل خلايا نائمة تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي بدأت تنشط في أعقاب إنتهاء وجودها في إدلب وريف حماة الشرقي، حيث نفذت الاغتيالات بوسائل مختلفة، من إطلاق نار إلى تفجير عبوات ناسفة، إلى تفجير دراجات نارية مفخخة، وصولاً لتفجير سيارات وعربات مفخخة، واختطاف وذبح وتعليق جثامين، وجرت عمليات الاغتيال في مدينة إدلب وأريافها الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، وريف حلب الغربي، والقطاع الشمالي من ريف حماة، وسفوح جبال اللاذقية، كذلك كان رصد المرصد السوري إخفاق الفصائل العاملة في الريف الإدلبي وأرياف حلب وحماة، في ضبط الفلتان الأمني، على الرغم من الحملات الأمنية التي ساهمت في اعتقال عشرات الأشخاص بتهم الانتماء لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، واعتقال وإعدام وقتل العشرات من العناصر المنتمين لهذه الخلايا، خلال الحملات الأمنية في مناطق سريان واستشراء الفلتان الأمني، إذ أن بعضهم جرى إعدامه بعد اعتقاله مباشرة، والبعض الآخر أعدم بعد التحقيق معه، وبعضهم قتلوا خلال القتال والاشتباكات عند مداهمة مقرات هذه الخلايا التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية، إذ بلغ 75 على الأقل عدد عناصر التنظيم والخلايا هذه الذين قتلوا منذ نهاية نيسان / أبريل من العام الجاري 2018، من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية، من ضمنهم 36 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة في مناطق سلقين وسرمين وسهل الروج وعدد من المناطق الأخرى في الريف الإدلبي.