التحالف الدولي: دعم المناطق المحررة يمنع عودة «داعش»
قال اللواء جيمس جارارد قائد القوات الخاصة في التحالف الدولي لمكافحة «داعش» في حديث إلى «الشرق الأوسط» إنه رغم التقدم الكبير الذي أحرزته «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية بغطاء جوي من التحالف شمال شرقي سوريا فإنه «ليس كافيا لمنع عودة» نشاط التنظيم الإرهابي شرقي سوريا، داعيا إلى استمرار الانخراط في دعم الاستقرار في المناطق المحررة من «داعش».
وأوضح جارارد في المقابلة التي أجريت عبر البريد الإلكتروني، إن «قوات سوريا الديمقراطية حررت أكثر من 97 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش في سوريا وإن هذا (الإنجاز الكبير) حصل بفضل (شجاعة ومثابرة) القوات الحليفة لواشنطن».
في المقابل، لفت جارارد إلى أنه في الوقت الذي تعتبر أيام الوجود الجغرافي لـ«داعش» معدودة، فإن التنظيم الإرهابي لا يزال يزخر بقدرات «قاتلة» وطموح للعودة إلى سوريا والعراق. وأوضح أن «داعش» يحتفظ بقيادات و«كادر رفيع»، كما يتمتع باحتياطات مالية كبيرة وآلة دعائية نشطة، وهي كلها مكونات رئيسية لإعادة إطلاق التمرد. وشدد اللواء جارارد على ضرورة بقاء المجتمع الدولي منخرطا في المنطقة. وقال: «يجب أن ندعم جميعا جهود الاستقرار التي تبذلها المجالس المدنية لضمان عدم استغلال «داعش» لحوكمة غير فعالة ولمظالم المواطنين». وأضاف: «قوات سوريا الديمقراطية على وشك الانتصار في الحرب، لنضمن الفوز بالسلام». وتابع اللواء الأميركي أن استثمار المجتمع الدولي في شمال شرقي سوريا الآن، يعد بمثابة استثمار في الأمن الوطني، خاصة وأن انتعاش «داعش» يهدد أمن جميع الدول. ورأى أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هو دعم المجتمع الدولي لمساعي المجالس المحلية في شمال شرقي سوريا لاسترجاع البنى التحتية والخدمات التعليمية والوصول إلى الرعاية الصحية. واستطرد: «أظهر الشعب السوري صمودا لافتا، ونحن مدينون لهم بالأدوات اللازمة لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد دعا في مطلع أبريل (نيسان) الماضي إلى «الخروج» من سوريا «قريبا»، لتطمئن وزارة الدفاع حلفاءها بعد ذلك بأنه لا انسحاب للقوات الأميركية قبل «إنهاء مهمتها».
وكثف التحالف الدولي قصفه لمعاقل «داعش» شرق سوريا قبل أسابيع، وأوضح اللواء الأميركي أن القوات المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة «تعمل مع وعبر وبقوات سوريا الديمقراطية لتسريع هزيمة بقايا (داعش) في وادي نهر الفرات الأوسط وعلى الحدود السورية – العراقية». وأضاف أن الغارات الجوية المنسقة عن قرب من طرف قوات التحالف الدولي والقوات العراقية عبر الحدود تعزز العمليات البرية التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية. وأشار اللواء جارارد إلى أن التحالف قام بـ225 غارة جوية في شهر مايو (أيار) الماضي، مسجلا ارتفاعا بنسبة 304 في المائة مقارنة مع غارات شهر مارس (آذار) و123 في المائة مع شهر أبريل.
وجدد اللواء جارارد التزام التحالف وحلفائه بهزيمة «داعش»، و«وضع الشروط التي تؤهل عمليات تعزيز الاستقرار الإقليمي».
وعن التقدم الذي أحرزه التحالف منذ تكثيف عملياته شرق سوريا، ذكر اللواء جارارد إنه القوات تتعقّب قادة «داعش» الرئيسيين، لافتا إلى أنه في 17 مايو الماضي تمّت تصفية أحمد الحمدوني، وهو مسؤول رفيع في التنظيم كان يعمل ساعيا لدى قيادات «داعش» ويحمل رسائلهم بين سوريا والعراق. واعتبر اللواء أن مقتل الحمدوني قرب بلدة دشيشة «يعيق قدرة قيادات التنظيم الإرهابي على التواصل بشكل آمن، ويعزز خطر كشفهم للعلن أو تعريضهم للمزيد من العزلة».
ويدير «داعش» أكثر من ألف مقاتل في جيب دشيشة والفرات الأوسط. وحذّر اللواء جارارد من أن «داعش» لا يزال قادرا على إدارة مناورات عبر عناصر ذات حجم كبير في سوريا، وتنسيق وتخطيط هجمات ضد قوات التحالف وأهدافه في جميع أنحاء المنطقة وفي الغرب، على الرغم من تدهوره.
وفي مسعى لحماية العناصر الأميركية الموجودة على الأرض، رفض اللواء جارارد تحديث أعداد الجنود المتمركزين في سوريا، واكتفى بالإشارة إلى الأرقام التي كشفت عنها وزارة الدفاع الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) 2017، والتي تشير إلى وجود 5200 عنصرا في العراق وألفين في سوريا. وكان اللواء جارارد ذكر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 أن عدد القوات الأميركية في سوريا يراوح 4 آلاف عنصر.
وفي محاولة للمس مدى اختلاف المهمة التي يقودها اللواء جارارد ضد «داعش» في سوريا والعراق عن تكليفاته العسكرية السابقة، استفسرت «الشرق الأوسط» ما إذا كان اقتصار الدور الأميركي على الغارات الجوية وطول المعركة يؤثر على معنويات القوات. ونوه اللواء جارارد بأعضاء التحالف الدولي المكون من 71 عضوا، وخصوصا «محاربي قوات سوريا الديمقراطية الشجعان» وقوات الأمن العراقي. وقال إنهم يقتربون من تحقيق الانتصار العسكري على «داعش» بوتيرة أسرع مما كان متوقعا. وأضاف: «إنه إنجاز رائع وكل الفضل يعود إليهم».
المصدر: الشرق الأوسط