التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يتحضرون لعملية عسكرية ضد آخر جيب للتنظيم في شرق نهر الفرات ويستقدمان تعزيزات مع إلقاء مناشير تحذيرية

41

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محيط الجيب الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق نهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث رصد المرصد السوري وصول المزيد من الآليات والمدرعات مع عشرات الجنود والعناصر من قوات سوريا الديمقراطية، ومن ضمنهم عناصر تابعين لقوات التحالف الدولي، تمهيداً للبدء بعملية عسكرية واسعة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وإنهاء تواجده في هذا الجيب، لتكون بذلك كامل المنطقة الواقعة شرق الفرات من حدود العراق شرقاً، حتى الريف الغربي لعين العرب (كوباني)، ومن الحدود السورية – التركية شمالاً، وحتى نهر الفرات غرباً، ويأتي ذلك بالتزامن مع إلقاء طائرات التحالف منشورات على مناطق في الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، تطالب الأهالي بالخروج قبل بدء العملية العسكرية، وتطالب عناصر التنظيم بتسليم أنفسهم.

هذه التعزيزات وعمليات إلقاء المناشير، جاءت في أعقاب دخول المواد الغذائية وخروج سكان من جيب التنظيم الأخير في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، فإن عملية خروج ودخول جرت من وإلى الجيب الخاضع للتنظيم، حيث رصد المرصد السوري دخول عشرات الشاحنات، التي تحمل مساعدات غذائية إلى الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، عبر معبر الشفعة، حيث يقوم عناصر التنظيم باستلام الشحنات ومن ثم بيعها لعناصره، وبيع الفائض للمدنيين المتبقين في الجيب، والبالغ عددهم أكثر من 3 آلاف معظمهم من جنسيات عراقية ومن عوائل عناصر التنظيم، وفي المقابل رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج العشرات من العوائل الموجودة في مناطق السوسة وهجين والشعفة والباغوز، في الجيب الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية” بشرق نهر الفرات، عبر معبر الشعفة، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي، إذ تجري عملية تفتيشهم وترك العائلات السورية منها بالانتقال إلى ريف دير الزور، فيما يتم نقل العوائل غير السورية وغالبيتها من العراقيين، إلى مخيمات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الحسكة، فيما أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أنه شوهدت قوات فرنسية متواجدة على المعبر الواصل بين الجيب الأخير للتنظيم بشرق الفرات ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور الشرقي، وجاء ذلك بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الجيب الأكبر للتنظيم في سوريا يوم الأحد الـ 5 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، في ريف دير الزور الشمالي، كام جاءت بعد توقف عملية الهجوم على هذا الجيب، كما كانت طائرات التحالف الدولي ألقت سابقاً منشورات على دفعتين، تضمنت الأولى نداءاً إلى المدنيين بالابتعاد عن تجمعات التنظيم، فيما طالب التحالف في الدفعة الثانية من مناشيره، المدنيين بالخروج من هذا الجيب بسبب اقتراب الهجوم على التنظيم ضمن الجيب الأخير له عند ضفة الفرات الشرقية

أيضاً نشر المرصد السوري أمس السبت ما حصل عليه من معلومات من عدة مصادر موثوقة، والتي أكدت للمرصد أن قوات التحالف الدولي استقدمت المزيد من العتاد إلى مناطق في محافظة الحسكة، حيث مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن قوات التحالف الدولي استقدمت نحو 150 شاحنة تحمل أسلحة ومعدات وذخائر وآليات إلى مطار الشدادي الذي أقامته قوات التحالف في المنطقة الواقعة في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، حيث أكدت المصادر أن الأسلحة وصلت خلال الساعات الـ 24 الفائتة، ويأتي استقدام هذه المعدات لتوسعة مطار الشدادي من قبل التحالف الدولي، وأكدت المصادر الموثوقة أن التحالف يركز جهوده على توسعة مطار الشدادي في الوقت الحالي، رغم وجود قواعد عسكرية أخرى ومطارات مثل قاعدة الهول وقاعدة البحرة وقواعد أخرى منتشرة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الحسكة وكامل شرق نهر الفرات، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد خلال الأسابيع الفائتة وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، من عناصر ومعدات وآليات وعربات مدرعة، لبدء عملية السيطرة على الجيب الواقع في بادية دير الزور على الحدود السورية مع العراق، لإنهاء الاتصال الخارجي مع التنظيم، وحصره في الداخل السوري بشكل كامل، كذلك يأتي هذا التركيز على الريف الجنوبي للحسكة، بعد إنهاء قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، في نهاية حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2018، تواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة في محافظة الحسكة، حيث نشر المرصد السوري حينها أن قوات سوريا الديمقراطية استكملت عملياتها العسكرية في محافظة الحسكة، وتمكنت من فرض سيطرتها على كامل الجيب المتبقي لتنظيم “الدولة الإسلامية” من القطاع الجنوبي في المحافظة، لينتهي وجود التنظيم بشكل كامل كتنظيم مسيطر على محافظة الحسكة، تبعتها عمليات تمشيط لنزع الألغام التي زرعها التنظيم قبيل انسحابه الكامل من المنطقة، نتيجة الهجوم العنيف الذي بدأ مطلع حزيران / يونيو الجاري من العام 2018، ونتيجة القصف المكثف المرافق لها وضربات التحالف الدولي، حيث شاركت قوات فرنسية وإيطالية وأمريكية وقوات غربية إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في العملية ضد التنظيم في جنوب الحسكة