التضليل الروسي: “تحرير الشام” ستنفذ هجوماً كيماوياً..برعاية بريطانية

32

كعادتها، وقبل أي هجوم متوقع لمليشيات النظام على مناطق المعارضة، تزعم روسيا بأن فصائل معارضة أو “إرهابية” تُعد لتنفيذ “هجوم كيماوي لاتهام قوات الحكومة السورية به”. الأمر ذاته تكرر في حلب الشرقية والغوطة الشرقية ودرعا.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف، أعلن أن “الإرهابيين من جماعة هيئة تحرير الشام يستعدون لعمل استفزازي من أجل اتهام دمشق باستخدام الكيماوي ضد المدنيين في محافظة إدلب”. وأضاف أن “مسلحي التنظيم قد نقلوا 8 حاويات مليئة بالكلور إلى مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب لتنظيم مسرحية الهجوم الكيماوي المزعوم”.
ولا تكلّ وزارة الدفاع الروسية من ترديد المزاعم ذاتها، رغم أن كل التقارير الدولية، وتحقيقات المنظمات الدولية، أشارت بشكل واضح إلى عدم تخلص النظام السوري من ترسانته الكيماوية واستخدامها مراراً وتكراراً في الغوطتين الشرقية والغربية وفي خان شيخون. وتندرج “المعلومات” التي تقدمها وزارة الدفاع الروسية ضمن خانة “الأنباء الكاذبة” التي تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي.
وأوضح كوناشينكوف: “تنفيذ هذا الاستفزاز الذي تشارك فيه بنشاط المخابرات البريطانية، سيصبح حجة جديدة لقيام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بضربة جوية وصاروخية ضد دوائر الدولة والمنشآت الاقتصادية السورية”.
ووصلت إلى منطقة جسر الشغور، وفق “معلومات” وزارة الدفاع الروسية، “مجموعة خاصة من المسلحين الذين مروا بفترة تدريب على استخدام المواد السامة تحت إشراف خبراء من شركة أوليفا العسكرية البريطانية الخاصة”. و”من المتوقع أن يقوم هؤلاء المسلحون مرتدين لباس الخوذ البيضاء بتقليد عملية إنقاذ المصابين في الهجوم”.
ومنذ حاولت المخابرات الروسية اغتيال العميل السابق المنشق سكريبال وابنته في بريطانيا، بسلاح كيماوي، وما تبعها من توتر العلاقات مع لندن إلى حدّ القطيعة، لا تكل موسكو من اتهام بريطانيا بالتحضير لهجمات كيماوية مزعومة في سوريا بغرض توفير الذريعة لقصف قوات النظام.
وقال كوناشينكوف: “لهذا الهدف وصلت إلى الخليج العربي منذ أيام المدمرة الأميركية The Sullivans وعلى متنها 56 صاروخاً مجنحاً، كما وصلت إلى قاعدة العديد الجوية في قطر المقاتلة الاستراتيجية الأميركية В-1В وعلى متنها 24 صاروخاً مجنحاً من طراز AGM-158 JASSM”.
وأشار إلى أن “التصريحات غير المبررة لعدد من المسؤولين الكبار في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حول نيتهم الرد بشدة على “استخدام الكيماوي من قبل الحكومة السورية، تمثل دليلا غير مباشر على تحضير الولايات المتحدة وحلفائها لعدوان جديد ضد سوريا”.
استباق فرنسا وبريطانيا وأميركا للمعركة الوشيكة على إدلب بتحذير النظام وداعمه الروسي، في ذكرى مجزرة العام 2012 الكيماوية في الغوطة الشرقية، والتهديد بعدم التسامح مع استخدام النظام للسلاح الكيماوي في إدلب، دفعت القيادة الروسية لتلفيق جملة اتهامات، باتت أشبه بالكليشيات قبيل كل معركة جديدة للنظام ضد المعارضة.
وبحسب “روسيا اليوم” فقد “هدد مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون، بتوجيه ضربات جديدة ماحقة ضد الجيش السوري، إذا ما استخدمت دمشق أسلحة كيماوية”. ونقلت الوكالة عن “بلومبرغ”: “تم توجيه هذه التهديدات خلال اجتماع بولتون مع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، في جنيف الخميس”. و”السلطات الأميركية تزعم أن لديها معلومات عن احتمال استخدام الجيش السوري لأسلحة كيماوية خلال تحرير الأراضي التي ما زال المسلحون يتحكمون فيها، لذلك فإن الولايات المتحدة مستعدة للرد بعمليات عسكرية أكثر قوة من قبل، ضد سوريا”.

المصدر: المدن