التطورات الميدانية هي من ستفرض مسار الحل السياسي في سوريا.. وهروب الميليشيات العراقية وميليشيا حزب الله اعتراف بانهيار النظام
تتسارع الأحداث في سوريا بعد الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام واستعادة حلب وإدلب ومناطق أخرى كانت تحت سيطرة النظام وحلفائه، لكن يبدو أن من سانده أكثر من عقد ومنعه من السقوط تخلى عنها ليس خفيا بل علنيا حيث أعلنت مصادر أن روسيا أبلغت سوريا بأن أي تدخل لها سيكون محدودا وأن لديها أولويات أخرى في هذا التوقيت، مبرزة انشغالها في الحرب مع أوكرانيا ما جعلها تغيب عن المشهد الداعم خلال التطورات الأخيرة.
تقارير تحدثت عن تصريحات لمسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز للأنباء، قال عبرها أن طهران تنوي إرسال صواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا وزيادة عدد مستشاريها العسكريين هناك لدعم النظام السوري في المعركة مع المعارضة وهيئة تحرير الشام، ونتضارب هذا مع معطيات تتحدث عن إجلاء قيادات إيرانية إلى العراق ولبنان من فيلق القدس التابع للحرس الثوري إضافة إلى بعض موظفي السفارة.
وتتمسك طهران ظاهريا باستمرار دعم دمشق، وهي التي تعلم أن وصول هيئة تحرير الشام للحدود العراقية السورية يعني نهايتها لا في سوريا فقط بل لبنان.
ويؤكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن عدد القتلى والشهداء يتجاوز 900 شخص، وبرغم الدم يواصل السوريون مقاومتهم من أجل المضي نحو تحقيق الاستقرار وبناء دولة موحدة براية تجمعهم ومبادئ تتفق حولها مختلف الأطراف دون إقصاء.
ويرى المحامي والحقوقي، حسين السيد، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الانسان، أن روسيا وإيران كانا شريكا الأسد في قتل السوريين ولن يكون لهما أي دور قادم ومستقبلي في سوريا الجديدة “ما دام الثوار دخلوا بوابات دمشق فهذا سيحدد شكل الحل السياسي في سوريا”.
ويعتبر السيد أن ماحدث مؤخرا فنّد ما روجته عديد الأطراف كون الثورة انطفأت و نظام التوحش في دمشق قد انتصر و استتب له الأمر على الصعيد الداخلي والخارجي.
وتابع، “هبّ بشجاعة رجال أشداء أبطال من تحت الانقاض ومن مخيمات النزوح والتشرد كانوا بالأمس أطفالا شهدوا ذبح آبائهم وأمهاتهم واغتصاب اخواتهم على يد عصابات الأسد ومليشيات إيران، هؤلاء الشباب المقاوم أصبحوا رجالا تدربوا على القتال وعلى كافة أنواع السلاح الخفيف والمتوسط وصنعوا الطائرات المسيرة بقدراتهم الذاتية وإرادتهم الحرة وايمانهم بأن الحق لابد وأن يعود لأصحابه وأن سوريا لابد أن تعود لأهلها …”.
وأفاد بأن هؤلاء الشباب هم النواة الحقيقية لسوريا والقوة التي ستضمن سيادتها الوطنية، ” سوريا هي قصة شعب ظلمه نظام طائفي مجرم لزمن طويل يقوم أبناؤه اليوم برفع هذا الظلم عن أنفسهم وأهلهم وذويهم و يسترجعون أرضهم ومدنهم وقراهم التي هُجروا منها قسراً وهذا حق مشروع لهم تكفله كل القوانين والأعراف الدولية، لا يعتدون على أحد ولا يقاتلون خارج حدود بلادهم وليس لهم أهداف سوى استعادة وطنهم ليعود أبنائه إليه وينعموا بحريتهم وكرامتهم التي سلبها ذلك النظام المتوحش طيلة عقود طويلة “.
وأكد الحقوقي السوري أن الحق دائما ينتصر مهما طالت آلة العنف والقتل والتهجير ومهما استعانت بأساليب لتستمر.
لا تزال المواقف الدولية تجاه التطورات الأخيرة ضبابي وحتى دعوات التهدئة والجلوس إلى طاولة الحوار كانت هذه المرة ضعيفة، ويعيد الخبراء ذلك لعدم توضح الرؤية حول مستقبل الوضع في سوريا، خاصة وأن هيئة تحرير الشام قد سيطرت على مدن كبرى ومهمة استراتيجيا وتكتيكيا وبينت عملية ردع العدوان أن جيش النظام ليس بتلك القوة والثبات ولا يملك ما تملكه من تدريب وأسلحة.
ويذكر أن العملية ليست وليدة لحظة تهور بل تم العمل عليها سنوات وساهمت دولا في توفير الأسلحة الحديثة وتدريب هؤلاء الشباب الذين هُجروا من مناطقهم هربا من الموت والتنكيل وعادوا بنية تحريرها وأن كانت الديار “مدمرة ” وضجيها مقطوعا بلا أصوات.
بدوره، علق المحلل السياسي وائل علوان، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن التطورات الأخيرة، عن الهجوم الذي كان فرصةً للمعارضة السورية للاستثمار في الضعف والتفكّك والانهيارات التي أصابت النظام وحلفائه، مشيرا إلى أن التقدم السريع كشف قوة المعارضة وتراجع دمشق مادفع بقية الأطراف في مختلف المناطق إلى استثمار الأحداث التي بدأتها فصائل المعارضة والتقدم بثبات.
وأوضح أن النظام إنهار بشكل كامل وأفشل نوايا ومخطّطات الأطراف الداعمة بتحقيق طموحات سياسية واقتصادية في سوريا.
وتطرق علوان إلى زيارة غير بيدرسون إلى الدوحة لمناقشة إعلان المرحلة الانتقالية لكن يسبق الميدان كل المسارات السياسية ولن يكون هناك طريق مستقر حيث سيعرض الواقع تغييرات كبيرة.
وأشار المحلل السياسي إلى انسحاب المليشيات العراقية أمس قبل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المعابر الحدودية مع العراق، وقبلها فرّت مليشيات حزب الله من مطار الشعيرات باتجاه القصير ومن حمص باتجاه القصير أيضا، وغالبا ما بدأوا الهروب من هناك(القصير)باتجاه لبنان.