التغيير الديمغرافي الممنهج من قبل إيران وأذرعها يحول “مملكة زنوبيا” إلى مملكة أشباح

49

 

4 سنوات ونحو 8 أشهر على سيطرة النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين على مدينة تدمر الآثرية ومناطق أخرى من الريف الذاته ضمن محافظة حمص، بعد معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، هذه السيطرة لم تعد بالفائدة على أهالي المنطقة بشيء يذكر بل على العكس تماماً، فسيطرة النظام وحلفائه كسيطرة التنظيم الذي احتل المدينة الآثرية في العام 2015 وتبادل السيطرة مع النظام مرة أخرى بعدها بأكثر من عام قبل أن يسيطر النظام أخيراً على المدينة عام 2017، ومنذ ذلك الحين والمدينة خاوية من أهلها ولم يعد إلى عشرات العائلات ويقدر عددهم وفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان بنحو 90 عائلة فقط، غالبيتهم العظمى لديهم أبناء في صفوف المسلحين الموالين للنظام.
هذه المدينة الآثرية التي كانت تعج بالحياة ووصل عدد سكانها الأصليين والنازحين إليها عام 2014 إلى أكثر من 150 ألف نسمة، ومع سيطرة التنظيم في 2015 بدأ الأهالي بالخروج منها تباعاً ولم يتغير الحال مع سيطرة النظام ولم يعد إلا قلة قليلة منهم إلى مناطقهم وكما أسلفنا معظم الذين عادوا لديهم أبناء ضمن المسلحين الموالين للنظام، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن المدينة يقطنها مئات العائلات من جنسيات غير سورية من عوائل الميليشيات الموالية لإيران غالبيتهم من لواء فاطميون الأفغاني، والبقية من جنسيات أخرى أبرزها العراقية، كما يتواجد الروس في مطار تدمر العسكري، وعليه فإن المدينة منقسمة بين الجناح الروسي والجناح الإيراني، وتمارس الميليشيات التابعة لإيران انتهاكات يومية بحق من تبقى وعاد من المدنيين فضلاً عن الانتهاكات الممارسة بأملاك وممتلكات المهجرين من المدينة.
والحال ذاته ينطبق على مناطق أخرى في البادية الحمصية، فمدينة السخنة الواقعة على اتستراد دمشق – دير الزور أيضاً خاوية من أهلها وهي التي كان يبلغ تعداد سكانها أكثر من 50 ألف، بينما الآن لا يوجد إلى قلة قليلة منهم في الوقت الذي تسرح الميليشيات التابعة لإيران والنظام في المنطقة، أما قرية آرك التي تمتاز بفاكهة “التين” والواقعة على بعد نحو 30 كلم عن مدينة تدمر، فكان عدد سكانها يزيد عن 7000 شخص بينما الآن لا يوجد فيها إلا بضعة عوائل وتسيطر الميليشيات التابعة لإيران والنظام عليها.
في حين أن قرية مرهطان الواقعة على بعد نحو 50 كلم من تدمر، كانت تضم مئات الأشخاص السوريين من أهالي القرية سابقاً بينما الآن يحتلها أشخاص غير سوريين بعضهم من حزب الله اللبناني، وقسم منهم سوريين من الميليشيات الموالية للنظام وإيران.
وعلى ضوء ما سبق نجد أن “مملكة زنوبيا” كما يحلو للسوريين تسميتها تحولت لمملكة أشباح بفضل عملية التغيير الديمغرافي الممنهجة التي تقوم بها إيران عبر ميليشياتها وبذرائع مختلفة كما تفعل ذات الشيء في مناطق سورية مختلفة وسبق للمرصد السوري لحقوق الإنسان واشار لها، وعليه فإننا بالمرصد السوري نطالب المجتمع الدولي بضرورة وضع حد لما تقوم به إيران داخل الأراضي السورية على مرأى ومسمع العالم أجمع.