التنظيم يتقدم في حلب وموسكو : النصرة تحبط الهدنة
احتوى النظام السوري حساسية قيام فيدرالية كردية شمال البلاد لدى الاتراك عبر تصريح السفير السوري في موسكو رياض حداد ان سوريا ترفض ذلك بهدف تطويق ردة الفعل التركية خصوصا ان الجيش التركي خرق الحدود السورية، وتوغل في منطقة ريف حلب الشمالي الغربي بعمق 700 متر ونصب حاجزاً لتفتيش المدنيين في المنطقة. في غضون ذلك,ادى وصول قوة أميركية مؤلفة من نحو خمسين عنصرا إلى منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي للمشاركة بوصفهم مستشارين عسكريين إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الاكراد عمودها الفقري الى استفزاز تركيا التي انتقدت واشنطن بشدة على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو بإن الولايات المتحدة «تكيل بمكيالين» إذا لم تعتبر أن وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.واعلن تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحافي، أنه من غير المقبول لجنود أميركيين أن يضعوا شعار منظمة ارهابية (وحدات حماية الشعب الكردية) على ملابسهم وننصحهم بوضع شعارات داعش والنصرة والقاعدة عندما يتوجهون الى المناطق الاخرى في سوريا وشعارات بوكو حرام عندما يذهبون الى افريقيا.
اما روسيا، فقد اتهمت هيئة اركانها جبهة النصرة بسعيها لاحباط الهدنة من خلال التصعيد العسكري في المناطق الخاضعة لسيطرتها والى استغلال وقف الأعمال القتالية، والقرب الجغرافي بين مواقع إرهابييها ومواقع تشكيلات «المعارضة المعتدلة»، التي لا تضربها القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو السوري، ما سمح لجبهة النصرة باستعادة قدراتها على القتال جزئيا، والحصول على المزيد من الذخيرة والأسلحة وإطلاق عمليات هجومية نشطة. وقد تطابق الموقف الروسي والاميركي حيال هذا الامر اذ افادت هيئة الاركان الروسية أن القوات الجوية والفضائية الروسية كثفت بدءا من 20 أيار الماضي غاراتها على منشآت إنتاج النفط وشاحنات تهريب النفط إلى تركيا مشيرة الى أن موسكو وواشنطن تتفقان حول ضرورة استهداف القاعدة الاقتصادية لتنظيمي «داعش» و»النصرة»، وتجريان مشاورات موضوعية بهذا الشأن على مستوى الخبراء انما في الوقت ذاته، وجهت روسيا انتقادات للولايات المتحدة معتبرة ان «تأخر» أميركا في مشاركتها بعمليات عسكرية بسوريا قد يضر بعملية السلام حيث صرح رئيس قيادة العمليات الرئيسية بهيئة أركان الجيش الروسي سيرغي رودسكوي: «للأسف شركاؤنا الأميركيون لا يقومون بأي خطوات حاسمة ما عدا الإلحاح في المطالبة بعدم شن غارات على جبهة النصرة… لأن وحدات المعارضة المعتدلة ربما تتمركز في مناطق قريبة». وتابع: «مزيد من التأخير من جانب شركائنا الأميركيين في حل مسألة التفرقة بين وحدات المعارضة التي تملك (واشنطن) نفوذا عليها وبين الإرهابيين… يؤدي إلى عرقلة عملية السلام ويتسبب في استئناف الأعمال العسكرية بسوريا».
على الصعيد الميداني، قصفت طائرات روسية بقنابل عنقودية مخيم للنازحين في ريف حلب شمال سوريا ما اسفر عن سقوط ثمانية قتلى وعدد من الجرحى بينهم مدنيون كما اسقطت على بلدة حريتان قنابل عنقودية ايضا بالمظلات غير انها لم تنفجر، وقد حذر الدفاع المدني السكان من عدم الاقتراب من القنابل التي لم تنفجر، وطلب منهم البقاء في الطوابق السفلية وعدم الخروج إلا للضرورة، ومنع الأطفال من التجوال في الشوارع حفاظا على سلامتهم، في ظل التصعيد الجوي على المدينة.
وقتل ستة آخرون في غارات روسية مكثفة وأخرى للنظام السوري على مدينة حلب وريفيها الشمالي والغربي، واستهدف القصف أحياء الميسر وبعيدين والحيدرية وطريق الباب في حلب، وبلدات كفر حمرة وعندان والأتارب.
بموازة ذلك، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على عدة قرى في ريف المحافظة ذاتها بمساعدة عناصر من الخلايا النائمة التابعة للتنظيم في المنطقة، مما أدى إلى قطع الطريق الواصل بين مدينتي إعزاز ومارع، وحصار مارع بشكل كامل من قبل مسلحي التنظيم، بالإضافة لوضع مدينة إعزاز تحت مرمى نيرانه. وقد اسفر هجوم داعش على قرية كلجبرين بريف حلب الى سقوط 14 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال وخمس نساء. الى جانب ذلك، انتزع تنظيم الدولة الإسلامية أراضي من مقاتلين سوريين امس وبات أكثر قربا من مدينة تقع على طريق إمداد معارضين مسلحين يحاربون التنظيم المتشدد ويستمدون دعما من الخارج حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وردا على سيطرة داعش على عدة قرى في ريف حلب, شنت كتائب المعارضة السورية هجوما مضادا لاسترجاع النقاط التي سيطر عليها التنظيم وإعادة فتح الطريق بين المدينتين والقرى المحيطة بها والمتبقية تحت سيطرة كتائب المعارضة بالقرب من الحدود السورية التركية في ريف حلب الشمالي.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن نحو 100 ألف مدني في سوريا عالقون بين الحدود التركية ومناطق الاشتباك بين الفصائل المعارضة وتنظيم داعش الذي أحرز تقدما في ريف حلب الشمالي.
أما في إدلب شمال غرب سوريا فقد سقط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى بانفجار سيارة مفخخة أمام مسجد شعيب في مدينة إدلب أثناء صلاة الجمعة امس.
المصدر:الديار