الجيش السورى يواصل قصف أحياء حلب جواً و«واشنطن» تُهدّد بتعليق المحادثات مع «موسكو»
تواصلت المعارك والغارات الجوية فى سوريا، أمس، وسط حالة من الجمود السياسى بعد توتر المناقشات بين الولايات المتحدة وروسيا حول المفاوضات والعملية السياسية. وعلى الصعيد الميدانى، واصل الجيش السورى غاراته على مواقع المعارضة والفصائل المسلحة، حيث أعلن عن تمكّن قواته من تدمير تجمّعات وتحصينات لتنظيم داعش فى قريتى برد والقصر بريف السويدا، فيما قُتل 6 مدنيين فى الغارات التى يشنّها الجيش السورى، بينهم 4 أطفال بمدينة إدلب، حسب المرصد السورى لحقوق الإنسان أمس.
وأشار مصدر عسكرى سورى، فى تصريحات لوكالة أنباء «سانا» السورية، إلى أن وحدات من الجيش دمرت مقرات ونقاطاً محصّنة لمسلحى «جبهة النصرة» فى حارة البدو وحى الكرك وشمال غرب جسر الغارية الغربية فى درعا. وحقّقت قوات الجيش السورى، أمس، تقدُّماً ميدانياً فى شمال ووسط مدينة حلب على حساب الفصائل المعارضة، بدعم جوى من الطائرات الروسية. ودعت منظمات غير حكومية إلى وضع حدٍّ لمعاناة مدينة حلب، حيث يحاصر الجيش السورى أكثر من 250 ألف شخص فى الأحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوى الذى أوقع مئات القتلى والجرحى. ودعت، أمس، منظمة أطباء بلا حدود إلى وقف «حمام الدم» فى حلب، بعد ساعات على تأكيد منظمة «سيف ذى تشيلدرن» أن الأطفال لم يعودوا بأمان فى حلب حتى تحت الأرض، بسبب استخدام «قنابل خارقة للتحصينات» فى القصف.
ونفّذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق فى بلدة مورك بريف حماة الشمالى ومناطق أخرى بالقرب منها من جهة ريف إدلب الجنوبى، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وعلى الصعيد السياسى فى سوريا، ندّد الرئيس الأمريكى باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشكل حازم مساء أمس أول، بالغارات «الوحشية» التى يشنّها الطيران الروسى والسورى على الأحياء الشرقية لحلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة. وقال البيت الأبيض، فى بيان، إن «الرئيس والمستشارة ندّدا بأشد العبارات بالغارات الجوية الوحشية لروسيا والنظام السورى على شرق حلب»، واتفق «أوباما» و«ميركل» على أن روسيا والنظام السورى «يتحمّلان مسئولية خاصة لوضع حد للمعارك فى سوريا، وتسهيل وصول مساعدات إنسانية للأمم المتحدة إلى المناطق المحاصرة، التى يصعب الوصول إليها فى البلاد».
ومن جانب آخر، أعلن المتحدث باسم «الكرملين» ديمترى بيسكوف، أمس، أن روسيا ستواصل «عمليتها الجوية دعماً للحملة ضد الإرهاب التى تخوضها القوات المسلحة السورية»، معتبراً أن تصريحات المسئولين الأمريكيين عشية مرور عام على بدء التدخل العسكرى الروسى فى سوريا «غير بنّاءة»، فى حين أكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، أن بلاده توشك على تجميد محادثاتها مع روسيا بشأن تسوية النزاع السورى. واعتبر مدير العمليات الإنسانية فى الأمم المتحدة ستيفن أوبريان، مساء أمس الأول، أن الوضع فى حلب هو «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن»، وفى موقف جديد يدل على تدهور العلاقات الأمريكية – الروسية حيال سوريا، قال «كيرى»: «نوشك على تعليق المحادثات، لأنه بات من غير المنطقى وسط هذا القصف، أن نجلس ونحاول أخذ الأمور بجدية». وتابع مهاجماً روسياً دون أن يسميها بالاسم: «وسط كل ما يحصل حالياً، لا توجد أى إشارة إلى مسعى جدى». وتابع: «بلغنا مرحلة يتوجب علينا فى إطارها أن نبحث عن بدائل، ما لم يعلن أطراف النزاع بوضوح استعدادهم للنظر فى مقاربة أكثر فاعلية». وردت المتحدثة باسم «الخارجية الروسية» ماريا زاخاروفا، أن «أفضل هدية للإرهابيين ستكون رفض واشنطن التعاون مع روسيا لحل النزاع فى سوريا».
المصدر : الوطن