الجيش السوري يتعقب “داعش” إلى ما بعد تدمر موسكو وطهران تهنئان وواشنطن ترحّب

واصل الجيش السوري أمس تعقب تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) غداة طرده من مدينة تدمر الاثرية في تقدم ميداني يعد الابرز له ضد الجهاديين، تزامناً مع إعداده لشن هجمات جديدة على المعاقل الرئيسية للتنظيم في البلاد.

وفيما سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تهنئة الرئيس السوري بشار الاسد بتحرير المدينة تحت غطاء جوي روسي وبمشاركة من وحدات خاصة روسية، وضعت الخارجية الاميركية في موقف لافت طرد الجهاديين من تدمر بأنه “أمر جيد” ولكن من غير ان تهنئ الجيش السوري. كما هنأت طهران دمشق بهذا الانجاز. ورحب الامين العام للامم المتحدو بان كي -مون باستعادة المدينة الاثرية. ص10
وقال مصدر عسكري سوري: “يعمل الجيش السوري أولاً على تأمين محيط مدينة تدمر بشكل خاص وريف حمص الشرقي بشكل عام، وثانياً على القضاء على المسلحين الذين هربوا الى المناطق القريبة من تدمر”.
وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان “قوات النظام والمسلحين الموالين لها يستعدون بدعم جوي روسي، لشن هجوم جديد في اتجاه مدينة القريتين الواقعة جنوب غرب تدمر والسخنة شمال شرق تدمر”. وتحدث عن “معارك عنيفة تدور على اطراف مدينة القريتين حيث يسعى الجيش الى حماية اطراف تدمر لمنع الجهاديين من العودة اليها مجدداً”.
وأوضح المصدر العسكري، أن الجيش أرسل “حشوداً” الى مدينة القريتين و”بدأت صباح اليوم العملية العسكرية هناك” مشيراً الى ان المدينة “تشكل الوجهة المقبلة للجيش”. وقال: “العين حاليا على منطقة السخنة التي انسحب اليها تنظيم “داعش” من تدمر”، لكن “العملية العسكرية لم تبدأ فعلاً على الأرض بعد”.
وأورد المرصد انه اذا تمكن الجيش من السيطرة على مدينة السخنة، يصير في إمكانه التقدم الى مشارف محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على معظمها. أضف أن فإن سيطرة وحدات الجيش على بلدة الكوم الواقعة في شمال شرق تدمر تمكنه من الوصول الى تخوم محافظة الرقة في اشمال أبرز معاقل الجهاديين في سوريا.
ويبقى أمام الجيش حالياً طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية الواقعة على مسافة 60 كيلومترا جنوباً لاستعادة البادية السورية كاملة والتقدم نحو الحدود العراقية التي يخضع الجزء الاكبر منها لسيطرة التنظيم.
ورأى عضو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” هادي البحرة انه لو كان النظام السوري جدياً في التصدي للجهاديين لكان منعهم من السيطرة على تدمر قبل عشرة أشهر. وقال: “منذ البداية، قامت استراتيجية النظام على تضخيم الخطر الذي يشكله داعش ليقول للمجتمع الغربي: إما أنا وإما داعش”.
وغداة طرد الجهاديين منها، بدت تدمر أشبه بـ”مدينة اشباح” خلت من المدنيين الذين فر معظمهم في الايام الاخيرة.
وعاودت الطائرات المروحية حركة الاقلاع والهبوط في مطار تدمر العسكري وقت عملت وحدات الجيش على تفجير الالغام والعبوات التي خلفها التنظيم في الاحياء السكنية والمدينة الاثرية. وأعلن مصدر عسكري، تفجير “أكثر من 50 عبوة ولغماً منذ أمس (الاحد)” حتى ظهر أمس.

المصدر:النهار