الجيش السوري يتقدم مجدداً في حلب و «مطاردة» روسية – أطلسية في المتوسط
واصلت القوات النظامية السورية هجومها المضاد في حلب (شمال) واستعادت مدرسة الحكمة التي تقع في منطقة استراتيجية على الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة بعد يوم واحد من استرجاعها حي مشروع 1070 شقة. وتزامنت عودة القوات الحكومية إلى التقدم في حلب مع تأكيد الكرملين أن روسيا ستستأنف ضرباتها مواقع فصائل المعارضة بعد تعليقها لأكثر من 20 يوماً، فيما برزت مخاوف مع حصول حادث ما بين الأسطول الروسي الضخم الذي وصل إلى قبالة السواحل السورية وبين قطع بحرية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها «طاردت» غواصة هولندية كانت تتعقّب قطع البحرية الروسية في المتوسط.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) إلى اشتباكات تدور «بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام من جانب آخر، في أطراف ضاحية الأسد ومحيطها، وفي أطراف منطقة منيان بضواحي مدينة حلب وأطرافها الغربية، وسط قصف متبادل بين الجانبين». وتابع أن اشتباكات تدور أيضاً بين الطرفين «في جنوب وجنوب غربي مدينة حلب بعد سيطرة قوات النظام على مدرسة الحكمة اليوم (أمس)»، مضيفاً أن القوات النظامية «تحاول استعادة المزيد من المناطق التي خسرتها خلال الأسابيع والأشهر الفائتة» عندما شنت فصائل المعارضة هجومين ضخمين لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.
وكان الجيش السوري قال أول من أمس إنه استعاد منطقة مشروع 1070 شقة على المشارف الجنوبية الغربية لحلب وعلى امتداد الممر الحكومي إلى الأجزاء التي تسيطر عليها القوات النظامية في المدينة. وأكد «المرصد السوري» أن قوات الحكومة وحلفاءها سيطرت تماماً على هذه المنطقة واصفاً ذلك بأنه أهم مكسب للحكومة في حلب منذ أيلول (سبتمبر) الماضي. ونقلت «رويترز» عن مصدر في الجيش السوري إن الجيش والقوات المتحالفة معه بسطوا سيطرتهم الكاملة على المنطقة والتلال المحيطة بها. وكانت هناك محاولات متكررة لطرد المعارضة من هذه المنطقة منذ فصل الصيف.
في غضون ذلك، نقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله الثلثاء إن بلاده تستعد لاستئناف الضربات الجوية حول حلب «خلال الساعات المقبلة»، بعدما كان الكرملين قد أعلن الاثنين إن سلاح الجو الروسي سيبقي على وقف الضربات في حلب ما لم يشن مسلحو المعارضة هجوماً. وأوردت «إنترفاكس» أيضاً أن وزارة الدفاع الروسية قالت الأربعاء إن غواصات تابعة لحلف شمال الأطلسي تتعقب مجموعتها القتالية في البحر المتوسط وإن سفناً حربية روسية طاردت غواصة هولندية قامت بمناورات خطيرة بالقرب منها. وحشدت موسكو مجموعة قتالية كبيرة في البحر المتوسط تضم حاملة الطائرة الوحيدة لديها بهدف دعم حملتها الجوية في سورية.
وأبدى مسؤول أميركي رفيع رد فعل قوياً على الكلام الروسي عن قرب استئناف الضربات في حلب، إذ قال إن بلاده تسعى على الدوام إلى عدم تصعيد العنف لكن موسكو تستعرض عضلاتها دعماً للرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته: «التصعيد سيزيد من صعوبة تسوية الحرب الأهلية الوحشية في سورية وسيلقي المزيد من الشك على التزام روسيا التوصل إلى حل سياسي».
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن قصف المعارضة مناطق من حلب تسيطر عليها القوات الحكومية أودى بحياة العشرات.
وفي القدس (أ ف ب)، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف موقعاً للجيش السوري الأربعاء بعد ساعات من سقوط صاروخ أطلق من سورية على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وجاء في بيان الجيش أنه «رداً على سقوط صاروخ على إسرائيل في وقت سابق اليوم (أمس)، استهدف الجيش الإسرائيلي موقعاً للمدفعية تابعاً للنظام السوري» في شمال هضبة الجولان السورية. ويعتقد بأن الصاروخ سقط بالخطأ على الأراضي الإسرائيلية في خضم القتال بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة.
المصدر : الحياة