الجيش السوري يمضي نحو الحدود التركية والإمارات تؤيد تدخلاً برياً ضد “داعش”
مع استمرار الجيش السوري النظامي في التقدم نحو الحدود التركية، تصاعد الحديث عن احتمالات التدخل البري للسعودية في سوريا في إطار الائتلاف الدولي الذي يقاتل تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). وانضمت دولة الامارات العربية المتحدة الى السعودية والبحرين في تأييد تدخل كهذا. ونسبت شبكة “سي إن إن” الاميركية للتلفزيون الى مصدرين سعوديين أن ما يصل الى 150 الف جندي معظمهم سعوديون مع قوات مصرية وأردنية وسودانية يتدربون حالياً في المملكة في إطار خطط لمكافحة التنظيم الجهادي في سوريا. لكن دمشق وطهران حذرتا من عواقب أي توغل بري في الاراضي السورية.
ومن المقرر ان يلتقي وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر الاسبوع المقبل في بروكسيل مسؤولي دفاع من السعودية وغيرها من الدول الاعضاء في الائتلاف الدولي، لشرح الخطوات المقبلة في الحملة.
آلاف الفارين من المعارك
ولا يزال آلاف من السوريين الفارين من المعارك في ريف حلب الشمالي ينتظرون في أوضاع بالغة الصعوبة ان تتخذ انقرة قرارا بفتح حدودها أمامهم، وسط تحذير منظمات غير حكومية من ان وضع هؤلاء المدنيين بات “يائساً”.
والسبت، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده مستعدة لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين. وقال: “يسد النظام الطريق على قسم من حلب… اذا وصلوا الى أبوابنا وليس لديهم خيار آخر، واذا كان ذلك ضرورياً، فسنضطر الى السماح لأخواننا بالدخول”.
وأفادت منظمة “أطباء بلا حدود” انه في انتظار قرار انقرة، بات الوضع الانساني “يائساً” بالنسبة الى المدنيين ومعظمهم من النساء والاطفال.
وقالت مراسلة لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” إن نقطة العبور الوحيدة في شمال حلب عبر مركز أونجو بينار الحدودي ظلّت مغلقة الاحد.
وفي الجانب السوري من هذا المعبر في بلدة باب السلامة وفي مدينة اعزاز، لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين ينتظرون في أوضاع صعبة في مخيمات أقيمت على عجل.
وصرّح الناطق باسم جماعة “الجبهة الشامية” هيثم حمو في اتصال هاتفي: “انها مأساة. الذين لم يتمكنوا من الحصول على خيمة ينامون تحت اشجار الزيتون”. واضاف: “يحصل النازحون على وجبة غذائية واحدة يومياً وارتفعت أسعار المواد الغذائية”.
واستناداً الى حاكم محافظة كيليس سليمان تبيز، يقدّر عدد الاشخاص الذين وصلوا في الايام الاخيرة الى ضواحي مدينة اعزاز يقدر من 30 الفاً وقد يرتفع الى 70 الفاً.
الجيش يواصل تتقدمه
ميدانياً، أكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الجيش السوري يواصل تقدمه في ريف حلب الشمالي، حيث تدور اشتباكات جنوب قرية كفين التي تفصله عن بلدة تل رفعت، أحد أهم معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي.
وقال إن الاشتباكات تتواصل كذلك في محيط بلدة بيانون الواقعة على طريق الامدادات الرئيسية بين مدينتي حلب جنوباً واعزاز شمالاً. وتترافق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي مع غارات جوية روسية مكثفة.
وقال مصدر عسكري إن “العملية العسكرية مستمرة (في ريف حلب الشمالي)”، وان “الهدف الرئيسي لكل الجبهات هو قطع طرق الامداد والانتقال إلى جبهات أخرى”. وأوضح ان “معارك ريف حلب تتسم بالمساحات الشاسعة، والأرض المنبسطة، والطبيعة الجغرافية غير المعقدة، التي يسهل معها انتقال الجنود والآليات”.
ونجحت قوات النظام في تضييق الخناق أكثر على الاحياء الشرقية لمدينة حلب حيث يعيش نحو 350 الف مدني. كما لم يبق أمام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض ايضاً لقصف جوي في شمال غرب المدينة في اتجاه محافظة ادلب في الغرب والخاضعة تماماً لسيطرة الفصائل الاسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين.
ولا يقتصر الامر على الجيش السوري والمسلحين الموالين له، اذ سيطرت “وحدات حماية الشعب” الكردية خلال الايام الاخيرة على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامورة.
وقال المصدر العسكري انه بناء على ذلك فإن “الفصائل المسلحة باتت بين فكي كماشة، الأكراد، والجيش السوري”، وذلك على رغم “عدم صدور أي تصريح رسمي عن تنسيق كردي – سوري معلن”.
الى ذلك، تحدث المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة تدور ايضاً بين الفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة و”وحدات حماية الشعب” من جهة اخرى، وسط تقدم للاخيرة، في قرية العقلمية قرب مطار منغ العسكري.
وفي آب 2013 ، سيطر جهاديون من “داعش” ومقاتلون اسلاميون على هذا المطار العسكري، وانسحب عناصر التنظيم المتطرف منه في شباط 2014.
على جبهة اخرى، سيطر الجيش السوري على المنطقة الفاصلة بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق الجنوبي، استناداً الى الاعلام الرسمي والمرصد السوري. وتسيطر فصائل اسلامية على داريا منذ عام 2012 ويقع شمال غربها مطار المزة العسكري.
المصدر:النهار