الجيش السوري يُحرز تقدماً نحو القريتين بغطاء جوي باريس تُرحّب بطرد “داعش” من تدمر وتنتقد النظام

38

دارت اشتباكات عنيفة بين تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها في وسط سوريا، بعد يومين من هزيمة ميدانية كبيرة للتنظيم المتطرف الذي أجبر على الانسحاب من مدينة تدمر.

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له في بريد الكتروني أن “اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ما بعد منتصف ليل الاثنين – الثلثاء بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى في محيط مدينة القريتين والتلال المحيطة بها في ريف حمص الجنوبي الشرقي، تزامناً مع قصف جوي نفذته طائرات حربية سورية وروسية” على مناطق الاشتباكات.
وسجلت هذه الاشتباكات بعد يومين من استعادة قوات النظام بدعم جوي روسي السيطرة على مدينة تدمر الاثرية التي كانت خاضعة لسيطرة “داعش” منذ ايار الماضي والتي تبعد عن القريتين نحو 120 كيلومتراً.
وكان مصدر عسكري سوري أعلن الاثنين إن القريتين “تشكل الوجهة المقبلة للجيش” بعد تدمر، موضحاً ان “العين حالياً على منطقة السخنة التي انسحب اليها تنظيم “داعش” من تدمر”، من غير ان يبدأ الهجوم عليها بعد.
وسيطر “داعش” في 5 آب الماضي على مدينة القريتين التي تقع على طريق استراتيجي يربط تدمر بريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق، وأقدم على هدم أحد ابرز الاديرة المسيحية فيها. ولا يزال نحو 500 مدني في المدينة. وتسعى قوات النظام بعد سيطرتها على تدمر الاحد الى تحصين مواقعها في وسط سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “تمكنت قوات النظام ليلاً من السيطرة على كامل منطقة جبال الحزم الأوسط المشرفة على القريتين” اثر عملية عسكرية بدأتها صباح الاثنين لطرد الجهاديين منها. واستقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية جديدة الى المنطقة.
وشنت طائرات حربية روسية وسورية غارات كثيفة على أماكن سيطرة “داعش” في الأطراف الشرقية لمدينة تدمر ومنطقة السخنة في ريف حمص الشرقي.
وأوضح عبد الرحمن ان قوات النظام تواصل تفكيك الالغام والعبوات الناسفة التي تركها “داعش” خلفه في الاحياء السكنية وفي المدينة الاثرية، والتي لا يزال دخولها صعباً جراء ذلك.
وتوجه صباح أمس فريق روسي متخصص في نزع الالغام الى سوريا غداة اعلان رئيس هيئة الاركان العامة ان خبراء من قوات الهندسة في الجيش الروسي سيصلون “في الايام المقبلة” الى سوريا للعمل “على نزع الالغام من تدمر”. وبثت قناة تلفزيونية روسية رسمية شريطاً مصوراً يظهر توجه خبراء في مجال نزع الالغام، مزودين أجهزة كشف وردارات وكلاباً متخصصة، في طائرة نقل عسكرية من قاعدة جوية تبعد نحو 30 كيلومترا عن موسكو، الى تدمر.

الفريج
ورأى وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج ان “اعادة الامن والاستقرار الى مدينة تدمر خطوة اساسية في الانتصار النهائي على الارهاب التكفيري ورعاته وداعميه”. وقال في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الايراني الجنرال حسين دهقان ان “الدعم الذي قدمه أصدقاء سوريا وخصوصاً الجمهورية الاسلامية الايرانية لعب دوراً مؤثراً في تحقيق النصر على ارهابيي +داعش+ في تدمر”.

باريس
وغداة اشادة موسكو وطهران بهذا “الحدث البالغ الاهمية” (استعادة تدمر) والذي يندرج في “سياق مواصلة مكافحة التنظيمات الارهابية في سوريا”، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال بأن “انسحاب داعش من تدمر نبأ ايجابي”. لكنه أضاف “أن الانتصارات على داعش اليوم يجب ألا تنسينا أن النظام هو المسؤول الرئيسي عن النزاع وعن 270 الف قتيل سقطوا منذ خمس سنوات”.

اللاجئون
ومع دخول النزاع السوري سنته السادسة، اعلنت منظمة “أوكسفام” البريطانية غير الحكومية في تقرير ان “الدول الغنية اعادت توطين 1,39 في المئة فقط” مما يقارب خمسة ملايين لاجئ سوري. وقالت ان هذه النسبة “أدنى بكثير من العشرة في المئة من عدد الناس الذين هم في حاجة ماسة إلى مكان آمن”. وحضت الدول على “مضاعفة جهودها من أجل تقديم حصتها العادلة من الدعم لمئات الآلاف من اللاجئين” الفارين من سوريا.
واستناداً الى المنظمة، “تجاوز عدد اللاجئين السوريين 4,8 ملايين يتوزعون على تركيا ولبنان والأردن وغيرها من دول الجوار”.
ونشرت المنظمة التي تعمل في المجال الانساني تقريرها قبل انعقاد مؤتمر دولي في 30 آذار الجاري في رعاية الأمم المتحدة في جنيف، سيطلب خلاله من الدول توفير أماكن لاستقبال اللاجئين السوريين.

المصدر:النهار