الحاملة “كوزنيتسوف” قبالة سوريا والجيش يستعيد ماخسره في حلب
باتت حاملة الطائرات الروسية “اميرال كوزنيتسوف” التي ارسلت لتعزيز القوات العسكرية الروسية في سوريا، قبالة الساحل السوري، وفق ما اعلن قائدها الاميرال سيرغي ارتامونوف.
وقال ارتانوموف لقناة “روسيا الاولى” العامة ان “سفن مجموعة حاملة الطائرات الروسية وصلت الى المنطقة المحددة في شرق البحر المتوسط. انها تقوم بأداء مجمل مهماتها في المياه الى الغرب من الساحل السوري”.
واضاف ان الطائرات على متن حاملة الطائرات “كوزنيتسوف” تقوم بطلعات “يومية تقريبا” لا سيما للتدرب على التعاون مع الميناء السوري القريب.
يأتي الاعلان عن حاملة الطائرات في حين تخيم اجواء من التوتر على العلاقات بين روسيا والغرب في شأن حل النزاع السوري الذي اوقع اكثر من 300 الف قتيل منذ 2011.
وتنفذ روسيا منذ اكثر من سنة ضربات جوية دعما لقوات الحكومة السورية، لكنها اعلنت منتصف تشرين الاول ان حاملة الطائرات النووية الوحيدة “اميرال كوزنيتسوف” مع السفن المرافقة ستتوجه الى سوريا لتعزيز الوجود العسكري الروسي في المنطقة.
وقال الجيش الروسي حينها ان ارسال حاملة الطائرات والطراد “بيوتر فليكي” والمدمرة “اميرال كولاكوف” وسفن مضادة للغواصات سيتيح “الرد على اي شكل جديد من التهديد مثل القرصنة والارهاب الدولي”.
تتمركز حاملة الطائرات عادة في سيفيرومورسك في بحر بارنتس ويوجد على متنها طائرات عدة ومروحيات قتالية بينها الطائرات المطاردة “سوخوي-33 ” و”ميغ-29-كوبر” ومروحية “كا-52 ك”.
ولروسيا قاعدة جوية في حميميم بالقرب من اللاذقية من حيث قامت بالاف الغارات الجوية منذ بداية تدخلها في 30 ايلول 2015 ومنشآت عسكرية بحرية في طرطوس.
لكن روسيا اوقفت في 18 تشرين الاول غاراتها الجوية على حلب، العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا، والمقسومة منذ 2012 بين احيائها الغربية التي يسيطر عليها النظام واحيائها الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون والتي دمرتها عمليات القصف.
واعلنت روسيا ايضا عددا كبيرا من الهدنات الانسانية في حلب في الاسابيع الاخيرة، لاجلاء المدنيين والجرحى، وانسحاب المقاتلين وارسال المساعدة الانسانية.
لكن عملية الاجلاء قد فشلت، لأن المعابر الانسانية التي اقامها الجيش الروسي لهذه الغاية قد بقيت مقفرة تقريبا بسبب “القصف الدائم للمقاتلين”، كما ذكرت وزارة الدفاع الروسية.
وطالبت الوزارة السبت بضمانات من الامم المتحدة، وهي “الشرط الاساسي” المطروح لاقامة هدنة انسانية جديدة.
وجاء في بيان ان “وزارة الدفاع ستكون مستعدة للبحث في هدنات انسانية عندما يؤكد مندوبو المهمة الانسانية للامم المتحدة في سوريا بصورة رسمية انهم مستعدون وان من الممكن تقديم المساعدة الانسانية في حلب واجلاء المصابين والمدنيين المرضى منها”.
معارك حلب
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان القوات السورية استرجعت جميع المناطق التي خسرتها اثناء الهجوم الاخير للفصائل المعارضة لكسر الحصار على مناطقها شرق حلب.
وقال المرصد ان القوات السورية “مدعمة بحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وبغطاء من القصف الجوي والصاروخي والمدفعي المكثف” تمكنت من استعادة منطقة ضاحية الاسد ومنطقة منيان خارج المدينة.
بذلك تكون القوات السورية “استعادت كافة المناطق التي خسرتها” في هجوم فصائل المعارضة وبينها “جبهة فتح الشام” لمحاولة فك الحصار المفروض على احياء حلب الشرقية التابعة لهم منذ تموز.
وادى الحصار الى قطع طريق الامدادات الاخيرة الى احياء المعارضة ونقص في الاغذية والمحروقات.
وحاولت الفصائل تكرارا كسر الحصار المفروض منذ اكثر من ثلاثة اشهر وتمكنت من ذلك لفترة قصيرة في اب ، لكن تعذر ادخال المساعدات الى المنطقة منذ تموز.
كما سجل المرصد مقتل اكثر من 450 شخصا من المقاتلين والمدنيين منذ اطلاق الفصائل معركتهم الاخيرة لمحاولة كسر الحصار في 28 تشرين الاول.
وبين القتلى 215 مقاتلا معارضا سوريا واجنبيا بعضهم نفذ هجمات انتحارية، و143 عنصرا من القوات السورية.
كما قتل بحسب المرصد حوالى 100 مدني اغلبهم في مناطق غرب حلب التابعة للحكومة، وبينهم 29 ولدا قتلوا نتيجة قنابل اطلقتها الفصائل.
المصدر : النهار