الحرس الثوري الإيراني يسعى لاستقطاب متطوعين في صفوفه بشرق الفرات عقب تطويع الآلاف في صفوفه بغرب النهر وصولاً للجنوب السوري
في بيئة عدائية، تحاول إيران إيجاد مكان لقدمها، تحاول صبغ وجودها بصباغ سوري بحت، يبرر تحركاتها أمام خصومها ومحاكميها الدوليين، الذين يتوعدونها بحرب أو عزل أو طرد من الأراضي السورية، وبعد أن رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان التحركات الواسعة للإيرانيين من حرسها الثوري، وصولاً للميليشيات العاملة تحت إمرتها، من شريط غرب الفرات إلى الشريط مع الجولان السوري المحتل، وعمليات التطويع للآلاف من المدنيين والمقاتلين السابقين في صفوف الفصائل، فقد رصد المرصد السوري انتقال نشاط إيران إلى منطقة شرق الفرات، وعلم المرصد السوري أن خلايا سورية نشطة تعمل في منطقة شرق الفرات من الرقة ودير الزور، وأكدت المصادر الموثوقة أن خلايا عناصرها من الجنسية السورية، تعمل على تجنيد مقاتلين في صفوف قوات حرس الثوري الإيراني، حيث علمت على ضم عدد من الشبان ونقلهم إلى مناطق سيطرة القوات الإيرانية في غرب الفرات، فيما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن قوات سوريا الديمقراطية نفذت اعتقالات طالت عدة أشخاص بتهمة العمل لتجنيد متطوعين في صفوف الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية لإيران.
المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد ارتفاع عدد المتطوعين في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخراً، إلى نحو 1270 شخصاً من الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة، وذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور، فيما وثق المرصد السوري وصول عدد المتطوعين في الجنوب السوري إلى أكثر من 2390 متطوعا، كما شوهد عناصر من القوات الإيرانية مراراً وهي تتجول في ريفي درعا والقنيطرة، في الوقت الذي كان آخر ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان من الصراع الروسي – الإيراني على الأرض السورية، هو الصراع عبر المساعدات الغذائية، إذ أتاحت السنوات الثمانية التي عانت فيها معظم الأراضي السورية من الحرب والقتال والدمار والقصف، والتي عادت في الوقت ذاته على المواطنين بالجوع وفقر الحال وضعف القدرة الشرائية والنزوح والتشرد والتهجير، أتاحت للقوى التي تريد خلق أرضية سورية لوجودها، أن تلعب في ملعب المشاعر وتعزف على وتر سوء الأحوال المعيشية التي زاد وجود هذه القوى المتصارعة من سوءها، ورصد المرصد السوري قيام القوات الروسية خلال الـ 72 ساعة الأخيرة بتوزيع مساعدات على مناطق في القطاعين الغربي والشمالي الغربي من الريف الحموي، إذ وزعت هدايا للاطفال ومساعدات إنسانية وغذائية، ضمن المناطق القريبة من خطوط التماس مع الفصائل “الجهادية” والإسلامية والمقاتلة والواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح، في الوقت الذي تعمد فيه القوات الإيرانية لاستغلال حاجة السكان في غرب الفرات والجنوب السوري والمنطقة الممتدة بينهما، ومدهم بالمساعدات الإنسانية والغذائية، من خلال المطابخ الخيرية وغيرها من المراكز التي تمد المواطنين بالمساعدات، وتقديم الرواتب للمتطوعين بمبالغ تبدأ من 150 دولاراً أمريكياً.
المرصد السوري رصد خلال الأسابيع الأخير الصراع السياسي والإقليمي الدائر، على أرض ليست لهما، إذ انهما حليفان لجهة واحدة، ومتحالفان في الوقت ذاته مع جهة هي ألد أعداء حليفهما الأول، هما روسيا وإيران، اللتين تتنافسان وتتصارعان على النفوذ داخل الأراضي السورية، في حين في الوقت ذاته تتحالفان مع تركيا التي يعدها النظام السوري أحد ألد أعدائه، ففي الوقت الذي يجري الترقب لعقد اجتماع ثلاثي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني، فإن المناطق السورية تشهد تجسد هذا الصراع بأشكال مختلفة، فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار القوات الإيرانية وسط هذا العداء، بعمليات توغلها الفكري لتوسعة نفوذها العسكري وسيطرتها، داخل الأراضي السورية، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة القوات الإيرانية تحركاتها في نطاق تجنيد مزيد من العناصر ضمن صفوفها، والتقرب من السكان، وتنفيذ مزيداً من عمليات “التشيُّع”، عبر ضم المزيد من السكان للمذهب الشيعي، من خلال دفع أموال أو تقديم معونات أو محاولة حل قضايا عالقة بالنسبة للسكان، كما أن بداية الكف الروسي ليد إيران داخل الأراضي السورية، وإبعادها عن الحلول الداخلية، والمشاركة فيها، على الرغم من التمدد الإيراني العسكري وعلى مستوى المفاوضات، كانت بعد وقف العملية العسكرية لقوات النظام وحلفائها عقب السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، والاكتفاء بما تقدمت إليه قوات النظام عقب تمكنها من السيطرة على عدد كبير من القرى في القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من ريف إدلب، وامتناع الروس والنظام عن التقدم لفك الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي الشرقي، اللتين كانا يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية مع آلاف المقاتلين من أبناء البلدتين، لتمتنع إيران وحلفاءها عن المشاركة في عملية الغوطة الشرقية، أو جرى منعها من قبل الروس، في حين لم تعمد روسيا لبدء عمليات الجنوب، إلا بعد توافق روسي – إقليمي، على عودة إيران وحزب الله اللبناني، لمسافة 40 كلم عن الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، وبعد انسحابها بشكل عسكري، بدأت عملية السيطرة على الجنوب السوري، في حين كان المرصد السوري رصد في وقت سابق اقتراح الروس بانسحاب حزب الله والإيرانيين وتوجههما نحو غرب الفرات لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد رفض توجه القوات الإيرانية وحزب الله إلى الجنوب السوري، وجرى ذلك خلال المفاوضات التي جرت حول جنوب دمشق وريف دمشق الجنوبي.
في حين رصد المرصد السوري في الـ 6 من شباط / فبراير الجاري، أن مجموع من الشخصيات الدينية، من الطائفة الشيعية، من الجنسية الإيرانية، عمدوا لزيارة مدينة الميادين، الواقعة في غرب نهر الفرات، بريف دير الزور الشرقي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الوفد زار المدينة ودغل إلى حي التمر المسيطر عليه من قبل القوات الإيرانية في مدينة الميادين، وأجروا اجتماعاً موسعاً بحضور وجهاء وأعيان من مدينة الميادين وريفها، وحضور مخاتير بقرص وسعلو ومحكان والزباري والقورية، والتي تتبع إداراياً لمدينة الميادين، وشخصيات من العوائل المعروفة بمدينة الميادين، وتحدثت المصادر الموثوقة للمرصد السوري عن أن الوفد حض الشبان في المدينة وريفها، على العودة إلى مناطقهم، والالتحاق بصفوف القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، وأن انتساب الشبان المطلوبين أمنياً إلى القوات سالفة الذكر، سيزيل عنهم الملاحقة الأمنية، وأن على الشبان الانضمام لصفوفهم للدفاع عن “المقدسات الدينية”، فيما عمد الوفد بعد الانتهاء إلى زيارة منطقة عين علي التي حولتها القوات الإيرانية إلى مزار للطائفة الشيعية، حيث أقام الإيرانيون حسينية ومزاراً في منطقة عين علي، ورصد المرصد السوري سابقاً مجيء حافلات تقل إيرانيين من “الزوار الشيعة” من إيرانيين وسوريين وعراقيين، وإقامتهم لشعائر مذهبية شيعية في المنطقة التي تشهد تواجداً عسكرياً كبيراً للقوات الإيرانية
كما أن عملية التمدد هذه من قبل القوات الإيرانية، تأتي في الوقت الذي يتصاعد فيه العداء الإقليمي والدولي، لتواجد القوات الإيرانية في الداخل السوري، فيما تعمد القوات الإيرانية إلى محاولة التمدد فكرياً عبر إنشاء أرضية عسكرية من العناصر السوريين الموالين لها، إذ أن هذه القوات وعلى الرغم من كم العداء المتصاعد، لا تزال تعمل على إيجاد مكان لها، وكعادتها تعمل إيران على التوغل فكرياً مع تصاعد صعوبات التوغل عسكرياً، فيما كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة القوات الإيرانية عمليات تجنيد المقاتلين والعناصر ضمن صفوفها، إضافة للتقرب من السكان، وتنفيذ عمليات “تشيُّع”، عبر ضم مزيد من السكان للمذهب الشيعي، من خلال دفع أموال أو تقديم معونات أو محاولة حل قضايا عالقة بالنسبة للسكان، كذلك رصد المرصد السوري ضم عملية التطوع لكل من، المنشقين السابقين عن قوات النظام والراغبين بـ “تسوية أوضاعهم، بالإضافة لمقاتلين سابقين في صفوف خصوم النظام، ومواطنين آخرين من محافظة دير الزور قالت مصادر أن القسم الأكبر منهم من منطقة القورية بريف مدينة الميادين، كما أن عملية إغراء المواطنين، والمتطوعين تأتي عبر راتب شهري، وتخيير في عملية انتقاء مكان الخدمة بين الذهاب للجبهات أو البقاء في مركز التدريب بغرب نهر الفرات، بالإضافة للحصانة من قوات النظام ومن الاعتقال، فيما تجري عملية التطوع مقابل مبالغ مالية ترصد لهم كرواتب كشهرية، وتتفاوت الرواتب من غرب الفرات إلى الجنوب السوري، حيث تبدأ الرواتب من 150 دولار أمريكي، في حين أن محاولات الإيرانيين استمالة المدنيين في مناطق ريف دير الزور الشرقي، على طريق طهران – بيروت، جاءت كمحاولة لتأسيس حاضنة شعبية في المنطقة، تحول دون خسارتها للطريق الاستراتيجي بين العاصمة الإيرانية طهران والعاصمة اللبنانية بيروت، والذي تستخدمه القوات الإيرانية بشكل رئيسي، وتأتي محاولات الاستمالة هذه من خلال محاولة رد حقوق السكان إليهم، ممن جرى الاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل متطوعين ومجندين في الميليشيات الإيرانية، لكسب ود السكان وإرضائهم ودفعهم للانضمام إلى صفوفها، كما تجري عمليات توزيع مواد غذائية وألبسة وأغطية ومستلزمات للمعيشة ومسلتزمات للدراسة، تحمل كتابات باللغة الفارسية، كما تعمد القوات الإيرانية في عملية تمددها إلى منع قوات النظام من التجاوز على السكان ورد مستحقات السكان إليهم، حيث بات الأهالي يلجأون للقوات الإيرانية لتحصيل ممتلكاتهم وحقوقهم المسلوبة من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها