الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني يستغلان كارثة الزلازل ويدخلان معدات عسكرية متطورة إلى سورية

في الوقت الذي كان الجميع منشغل بتداعيات فاجعة الزلازل التي ضربت الأراضي السورية والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، كان قادة حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني يضعون خططًا لاستغلال الوضع لتهريب معدات عسكرية متطورة إلى سورية، مستغلة
تدفق المساعدات الإنسانية لمتضرري الزلازل من الأراضي العراقية إلى مواقعها في دير الزور.
بدوره، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه العمليات عبر مصادره الخاصة ويستعرضها في خضم التحقيق الآتي:

 

اجتماع سري
أكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اجتماعاً عقد قرب مدينة القائم في الأراضي العراقية مساء يوم 6 فبراير/شباط 2023 عشية الزلزال، حيث ضم الاجتماع قادة من الحرس الثوري الإيراني وقادة اخرين من المليشيات الإيرانية الموالية لإيران في سورية والعراق، وقادة من حزب الله اللبناني وحضر الاجتماع القيادي في الحرس الثوري اقبال بور، وتواجد بالاجتماع أيضاً القيادي أبو مهدي الزاهدي الذي يعد قائد فيلق القدس في سوريا حيث جرى التنسيق للاجتماع بشكل عاجل من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وتمحور الاجتماع حول وضع خطة مستعجلة بطلب إيراني من أجل القيام بإدخال معدات عسكرية حساسة داخل قوافل الإغاثة البرية إلى الأراضي السورية لصعوبة نقلها عبر الجو، حيث جرى الاتفاق على أن تقوم الشاحنات الإيرانية بذاتها بنقل المعدات وإدخالها الى الأراضي السورية وعدم تبديلها في العراق كما جرت العادة سابقاً من خلال نقل أي معدات أو مواد عسكرية إلى سوريا عبر شاحنات عراقية.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن القيادي في الحرس الثوري إقبال بور طلب خلال الاجتماع توخي الحذر أثناء العمل في الأراضي العراقية والسورية من الجواسيس، بالإضافة لطلبه إدخال الشاحنات من معبر القائم الحدودي الرسمي وعدم استخدام المعابر الغير رسمية لعدم لفت الانتباه.

 

تنفيذ الخطة
شهد التاسع من شباط تنفيذ الخطة التي جرى الاتفاق عليها في اجتماع الاثنين، حيث استنفرت الميليشيات التابعة لإيران ودخلت قافلة من شاحنات المساعدات الإنسانية من العراق إلى سورية عبر دير الزور، وبلغ عدد الشاحنات 29 شاحنة، ومن ضمنها كان هناك 5 شاحنات تحمل سلاح وذخائر كصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى، بالإضافة لذخائر، والأسلحة الأبرز والتي احتاجت لهذه الخطة هي طائرات مسيرة وروبوتات عسكرية، وأكملت الشاحنات التي حوت على الطائرات المسيرة من نوع “فرباد” والروبوتات من نوع “حيدر-1” إلى حلب وأشرف على تسلمها ونقلها أيضاً كل من حزب الله والأمن العسكري وسلكت طريقها إلى أطراف مدينة حلب وتحديداً موقعاً قرب معامل الدفاع مواقع محصنة، وعادت الشاحنات بعد إفراغ حمولتها برفقة الأمن العسكري وخرجت من المعبر بنفس اليوم.
وأضافت مصادر المرصد السوري، بأن الطائرات المسيرة والروبوتات التي وصلت لحلب جرى نقلها لاحقاً إلى معسكر التليلة قرب مطار تدمر العسكري والذي يشرف عليه حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني حيث تم وضعها في مستودعات تحت الأرض بمحيط المعسكر.

 

تدريبات خاصة على استخدام “الروبوتات والمسيّرات
يعد معسكر التليلة قرب مدينة تدمر بريف حمص الشرقي من المراكز الرئيسية التي تقوم الميليشيات التابعة لإيران بإجراء تدريبات خاصة حول استخدام الطائرات المسيرة والروبوتات العسكرية، وأكدت مصادر المرصد السوري وصول مجموعة مؤلفة من 50 مقاتل من قوات الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني إلى المعسكر برفقة مقاتلين من الحرس الثوري أيضاً وذلك منتصف شهر شباط، حيث تم اختيارهم بعناية لتلقيهم تدريبات حول استخدام المسيّرات والروبوتات، والشخص الذي اختارهم هو قيادي بحزب الله اللبناني ونجل أبرز قيادات الحزب إذ وصل قبلهم إلى المعسكر وأقام بمقر القيادة رفقة حراسة مشددة.
وفي 21 شباط، وصل خبراء من الحرس الثوري الإيراني لتجميع الروبوتات والمسيرات، ولتدريب المقاتلين على استخدامها أيضاً، وبلغ عدد الخبراء 10 جميعهم إيراني الجنسية، بالإضافة لمرافقة 2 من المهندسين الإيرانيين لهم، وهما يتبعان لشركتي القدس وشاهد وهي شركات إيرانية تصنع الطائرات المسيّرة للحرس الثوري وكانت الولايات المتحدة الأميركية بوضع قيود عليها بسبب صلتها بمسيّرات تستخدمها روسيا بحربها على أوكرانيا.
وبعد تجميع المسيّرات والروبوتات قام الخبراء بتجريبها داخل المعسكر، لاسيما روبوتات “حيدر1” وهو من الروبوتات التي تمتاز بمهاجمة الأفراد والدبابات ويمكن أن يكون روبوت انتحاري وله ميزات أخرى وأنه من أهم الروبوتات العسكرية التي تنتجها إيران.

 

الخاتمة
يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المعلومات الواردة أعلاه حصل عليها من مصادر موثوقة من داخل الميليشيات برفقة تأكيدات وإثباتات، كما يندد المرصد السوري باستغلال الميليشيات التابعة لإيران لفاجعة الزلازل التي أصابت أبناء الشعب السوري لتحقيق مصالح شخصية داخل الأراضي السورية، كما أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إيران وميليشياتها بمثل هكذه عمليات ولن تكون الأخيرة أيضاً، وعليه فإن المرصد يجدد مطالبته بضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية بشتى الطرق والوسائل، شريطة ألا تهدد تلك الوسائل حياة المدنيين وتلحق الضرر بالممتلكات العامة التي هي لأبناء الشعب السوري.