الحوار الكردي-الكردي بين صـ ـر ا ع القوى الكردية والمصالح الدولية التي ترعاها أمريكا
أعادت زيارة الممثل الأعلى للخارجية الأمريكية في المنطقة نيكولاس غرينجر، لشمال وشرق سوريا، الفترة الأخيرة ملف الحوار الكردي-الكردي إلى الواجهة، حيث تحدثت تقارير عن مساعي جدية من واشنطن لتحريك الجمود الحاصل في الحوار المتوقف منذ 2020 نتيجة صراعات سياسية.
وتحدثت تقارير عن أهمية تكثيف اللقاءات بين الأطراف السياسية الكردية للدفع بالحوار وإنجاحه.
والجديد بذكره أن مبادرة كان قد أطلقها القائد الأعلى لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي عام2019، بعد نقاشات وصلت إلى ورقة تفاهم سياسية أولية تتعلق بالمفاهيم المشتركة، ووثيقة ضمانات وتشكيل للمرجعية السياسية الكردية.
وتتصاعد الاتهامات المتبادلة بين الأطراف الكردية بتحميل بعضهما المسؤولية عن الوضع الذي آلت إليه مناطق شمال شرق سورية وعدم تقديم تنازلات تفضي لاستئناف هذا الحوار.
من جانب آخر تتهم تركيا بالتدخل في الحوار وبالضغط بشكل سلبي. ويرى بشار أمين، عضو المكتب السياسي بالحزب الديمقراطي الكردستاني، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه في ظل هذا الوضع المتداخل بين مختلف القوى الإقليمية والدولية، وعبر تجاذباتها للعديد من القضايا ومن بينها الملف الكردي الذي يتعرض للضغوطات والمساومات عليها، في هذا الظرف الهام فإن ملف الحوار الكردي موضوع على الرف..
وتابع: الواقع أن الجانب الأمريكي يبذل جهود ومساعي في هذا الإتجاه وكلما تقترب هذه الجهود لتعطي نتائجها نتفاجأ برسائل رافضة من جانب حزب الاتحاد الديمقراطي وإدارته عبر انتهاكات صارخة، إما بحرق المكاتب أو اختطاف قيادات وكوادر المجلس الوطني الكردي وأحزابه ومكوناته، علما أن الشأن الكردي في هذا الظرف هو بأمس الحاجة إلى تفعيل الحوار والتفاوض بغية التوصل إلى توافق كردي للانتقال إلى التفاهم والتوافق مع المكونات الأخرى المتعايشة من عرب وسريان وغيرهما .. “.
وأضاف: للأسف يبدو أن هناك أكثر من رأي بين قوات سوريا الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي وإدارته العتيدة لدرجة تجاوز وثيقة الضمانات الموقعة من الجانب الأمريكي ورئيس قوات سوريا الديمقراطي ” قسد ” السيد مظلوم عبدي ..أما من جانب المجلس الوطني الكردي فقد أكد مرارا أن التوافق الكردي هو خياره الاستراتيجي ولا بديل عنه اليوم، ولم يمارس حتى الآن أي عمل يسيء أو يعرقل الحوار والتفاوض، ومع كل الانتهاكات والممارسات من الجانب الآخر المتعارضة مع التوافق الكردي، يبقى المجلس على أمل أن تعطي الجهود والمساعي الأمريكية ثمارها في وقت لاحق .. “.
من جانبه، أفاد فيصل يوسف، المنسق العام لحركة الإصلاح الكردية في سورية، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الانسان،
بأن الحوار بين المجلس الوطني الكردي وpyd متوقف منذ نهاية عام 2020 رغم الجهود المبذولة من الجانب الأمريكي لاستمراره في عام 2021 بحسب وثيقة موقعة من الجانب الأمريكي وقائد قسد الجنرال مظلوم عبدي فحواها حرية العمل السياسي للمجلس الوطني الكردي ومنع الانتهاكات التي تجري بحقه من قبل مسلحي pyd والبدء بالمفاوضات من النقطة التي انتهت عندها والمثبتة بموجب محاضر رسمية لدى الراعي الأمريكي وقد أعلن المجلس موافقته على ذلك لكن الطرف الآخر أعلن وفي أكثر من مناسبة أنه لن يشارك فيها .
وأردف: نؤكد أن المجلس لايضع أية عقبة أمام الحوار ويرى أهمية وضرورة وحدة الخطاب والموقف الكردي السوري لتحقيق شراكة الشعب الكردي في سورية المستقبل وكي يكون رافدا قويا للقوى الديمقراطية والعلمانية في البلاد وإبراز الشخصية المستقلة لكرد سورية وفي هذا السباق نعتقد بأن الأوضاع في مناطقنا نستدعي وأكثر من أي وقت مضى تجاوز الخلافات القائمة والعمل بالرؤية السياسية المشتركة التي تم التفاهم حولها في المفاوضات التي جرت في عام 2020 بين المجلس و pyd والتي تستند المرجعية الكردية العليا عليها وبناء إدارة مشتركة تعبر عن الجميع للتعامل مع باقي القوى الوطنية والدول المعنية بالشأن السوري، وهذا خيار استراتيجي برنامجي لدى المجلس الوطني الكردي”
وفي سؤال المرصد السوري عن وجود بوادر لاستئناف الحوار من عدمه، قال يوسف: لم نلمس من راعي الحوار ( الأمريكي)حتى الآن بأنه بصدد توجيه دعوات للبدء بالمفاوضات مرة أخرى..”
من جانبه علّق محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي)، في حديث مع المرصد السوري، قائلا:” بدايةً يجدر القول إنّ الحوار الكردي _الكردي يبقى على صلة وثيقة بالحوار العربي- الكردي والسوري _السوري العام المتعثر، حيث أنّ الكرد والعرب في سورية صنوان لا ينفصمان مهما بلغ العسف والاستبداد”.
وبخصوص حالة الجمود التي يشهدها ملف الحوار الكردي- الكردي، كشف محدثنا أنّ ذلك يعود إلى أسباب وعوامل، أهمها ضعف الدافع الذاتي الكافي لدى المعنيين المحليين بهذا الملف، و قفزهم على واقع الإحتلال التركي لمناطق في شمالي البلاد من بينها مناطق عفرين ورأس العين ، مروراً بغياب تشخيص واقعي لمعطيات المشهد السوري بجمود مساعي تحريك مساره باتجاه حل سياسي ممكن، إضافةً إلى استمرار تموضع البعض في تشكيلات معارضة سورية مرتهنة لخطاب وسياسات الجانب التركي الرسمي بأجنداته الإسلاموية السياسية، مما يعرقل الحوار الكردي الكردي، و يقف حجر عثرة أمام استئنافه.
وأردف: ” في سياق متصل بما يقال عن الجهود الأمريكية في هذا الموضوع الملف، فإنه أمر مبالغ به ، حيث أن الولايات المتحدة بسياساتها الضبابية لا تكترث كثيراً بهكذا جزئية ثانوية من الملف السوري ولا تعيقه، بل تتعامل معه بحياد إيجابي، و ذلك تناغماً وإنسجاماً مع دورها الفاعل في إسناد قوات سوريا الديمقراطية لمواصلة مكافحة أنشطة خلايا تنظيم الدولة (داعش) المنتعشة في بيئات تتفاقم فيها الأزمات ، حيث أن تٱلف القوى المحلية و تلاقي و وحدة صفوف مكونات شمال وشرق سوريا لا تتوافق مع سياسات تركيا التوسعية المعروفة لدى الجميع”.
واعتبر صالح مسلّم الرئيس المشترك لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي”، في حديث مع المرصد السوري، أنّ الحوار الكردي -الكردي يهدف إلى الوصول لمرجعية كردية وهو هدف الشعب الكردي وأصدقائه بما فيه الأميريكان، مشيرا إلى أنّ أعداء الشعب الكردي فقط يعادون هذا الحوار واستمراره.
وأضاف: “مع الأسف ورغم الجهود التي نبذلها ويبذلها أصدقاء الكرد لم نتمكن من تحقيق التقدم الملموس على الأرض بهذا الاتجاه، لأن أعداء الكرد وخاصة تركيا تستطيع التأثير على بعض الأطراف الكردية إما تهديداً أو ترغيباً أو إبتزازاً”.