“الدعشنة” تهمة للكثير من المعتقلين القابعين في سجون “تحرير الشام”.. مُهجر من أبناء حمص يروي للمرصد السوري تفاصيل اعتقاله لمدة عشرة أشهر 

17

تواصل هيئة “تحرير الشام” سياستها القمعية والاستبدادية بحق كل من يخالفها الرأي والتوجه ضمن مناطقها، وعلى الرغم من التبدلات والتغيرات التي ظهرت في سياستها العلنية، إلا أنها لاتزال مستمرة داخلياً على سياستها مثل باقي التنظيمات الجهادية من قمع الحريات وسلب للممتلكات والتحكم بمقدرات المنطقة بالإضافة إلى تضييق الخناق على كل من يخالفها الرأي ولكن بأساليب جديدة عصرية.

“خ.ا” من مدينة حمص، واحد من بين الكثيرين الذين عانوا مرارة الاعتقال في سجون هيئة “تحرير الشام” بتهمة الانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية” حيث سُجن لعدة شهور داخلها وتعرض لأبشع أنواع التعذيب، كما يرويها على لسانه للمرصد السوري: كنت من أوائل الذين خرجوا بوجه النظام بعد اندلاع أحداث الثورة السورية في بداياتها، تركت عملي واتجهت للمشاركة بالمظاهرات والاحتجاجات السلمية، حتى بدأ تشكيل الفصائل المسلحة، حملت السلاح كباقي الشبان للدفاع عن مدينتي وأهلي، وعملت ضمن صفوف المعارضة المسلحة بقيادة “عبد الباسط الساروت” في مدينة حمص.

ويقول عن نفسه: أنا بشكل شخصي لم أتدخل في ما يتعلق بما حدث من اقتتال ما بين كل من تنظيم “الدولة الإسلامية” وهيئة “تحرير الشام” ولم أشارك في اي اقتتال حينها، لكن ذلك لم يشفع لي لدى هيئة “تحرير الشام” التي استمرت بملاحقتي حتى بعد خروجي من حمص إلى الشمال السوري.

ويتابع حديثه قائلاً: بعد عملية التهجير وخروجي إلى الشمال السوري، بدأ الجهاز الأمني التابع لهيئة “تحرير الشام” بملاحقتي بشكل كامل، حتى تاريخ 5/9/2019 عندما جرى اعتقالي من منزلي بمدينة حارم شمالي إدلب، وذلك بعد مداهمة عناصر الهيئة للمنزل بأسلوب همجي “تشبيحي” واعتقالي تعسفياً بعد تعصيب عيني وربط يدي ومصادرة هاتفي الشخصي، ومن ثم اقتيادي لأحد السجون في مدينة إدلب، أمام زوجتي وأطفالي.

ويضيف “خ.أ” في حديثه للمرصد السوري، عن أصناف وأنواع التعذيب التي مورست بحقه داخل أقبية “تحرير الشام” خلال فترة اعتقاله التي استمرت لمدة 10 أشهر “من أشكال التعذيب التي تعرضت لها هي التعذيب بالشبح، حيث يتم ربط اليدين وتعليق المعتقل لفترة طويلة ولا يسمح له بالراحة أبداً إلا في أوقات الطعام، تم شبحي لأكثر من 24 ساعة، مع الضرب بين الحين والآخر والاستجواب في محاولة منهم لإجباري على الاعتراف بما يسموه “الدعشنة” أي انتمائي لتنظيم “الدولة الإسلامية”، أيضاً كان هناك التعذيب بالكهرباء، حيث يقومون بوصل الكهرباء في اليدين والقدمين واللسان، وهناك أيضاً “التابوت” وهو قطعة حديدية يتم ضغطتها على المعتقل وهو واقف وتركه لمدة طويلة، حتى يغمى عليه من التعب بسبب الوقوف لفترة طويلة على الحائط، والضغط عليه بهذه القطعة الحديدة التي تشبه “التابوت”، والعديد من أصناف التعذيب الأخرى، سواءً كانت جسدية أو نفسية، من ضرب وشتم وإهانات، فضلاً عن الأمراض الكثيرة التي كانت منتشرة داخل السجن والأوساخ، والحرمان من الطعام والشراب وحتى من نور الشمس على غرار أساليب التعذيب الموجودة في سجون “النظام السوري”، ويتابع حديثه، رأيت نور الشمس فقط 4 مرات خلال 10 أشهر من الاعتقال.

الشاب “خ.أ” أنهى حديثه للمرصد السوري بالحديث عن خروجه من معتقلات “تحرير الشام” قائلاً: بعد قضاء أكثر من 10 أشهر على اعتقالي تم نقلي للمحكمة للاستجواب أمام عدة قضاة، أذكر منهم، إبراهيم شاشو، و مظهر الويس، وأبو مارية القحطاني، وأبو عزام الجزراوي، وبعد انتهاء جلسة المحكمة تم إعادتي إلى السجن دون معرفة الحكم، وبعد عدة أيام تم إخلاء سبيلي، بشرط وهو عدم البقاء في إدلب وريفها، وإعطائي مهلة 10 أيام للخروج، وأجبرت على تأمين منزل في منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي خلال فترة قصيرة وانتقلت أنا وعائلتي إليها.