الدعم الروسي عامل رئيسي في تقدّم قوات النظام في حلب

38

يشكّل تقدّم قوات النظام السوري وحلفائه نحو الحدود التركية عبر تطويقه مدينة #حلب (شمال) في شكل شبه كامل، محطة حاسمة في الحرب.
ويواصل كل من الجيش السوري والاكراد تقدمهم في شمال سوريا ويقتربون من معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي كما من الحدود التركية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

وفي رأي المؤرخ الفرنسي ستيفان مانتو ان الدعم الروسي فضلاً عن دعم المجموعات الاجنبية وخصوصاً الايرانية شكل عاملاً رئيسياً في تحقيق هذا التقدم الاستراتيجي.

نجاح الهجوم

ويفسّر المؤرّخ نجاح هجوم قوات النظام حول حلب، بالقول ان “هذا الهجوم تم التحضير له جيداً”، مضيفاً ان “الروس دخلوا بقوة”. ويقول ان “التقدّم الميداني يظهر بوضوح الاستراتيجية القائمة على احداث جيوب او عزل الخصم تمهيداً لسحقه عبر قوة نارية كثيفة (طيران ومدفعية)، وهو ما تمكّن الجيش الروسي من القيام به في حرب الشيشان الثانية”. يضيف مانتو: “نظام بشار الاسد يستخدم هذه الاستراتيجية منذ 2013 في شكل ناجح الى حد ما، لكن التدخل الروسي اتاح زيادة فاعليته الى الحد الاقصى، وفي شكل عام، يمكن ان نعزو تقدم قوات النظام الى الجمع بين الضربات الجوية الروسية والالتزام الروسي على الارض (قوات خاصة قليلة العدد ومعدات برية) وتدخل مجموعة واسعة من الحلفاء الى جانب النظام السوري”.

أبرز المجموعات الاجنبية التي تقاتل مع جيش النظام
وبرأي المؤرّخ، فإنّ #حزب_الله حاضر وليس فقط من باب التدريب بل يوفّر قوات على الارض كما أظهرت اشرطة مصوّرة للنظام.

ويقول ان النظام يستطيع خصوصاً التعويل على العديد من الميليشيات العراقية حول حلب حيث هناك ثلاث مجموعات: كتائب “حزب الله” التي وصل لواء منها عند التدخل الروسي، الجناح العسكري لـ”فيلق بدر” الذي أرسل أخيراً لواء في منطقة نبل والزهراء، واخيرا حركة حزب الله النجباء الموجودة منذ التدخل الروسي في جنوب حلب وربما باتت في شمالها الان.

ويضيف انه “يمكن لدمشق أيضاً ان تعوّل على الحرس الثوري الايراني الذي قتل 24 من عناصره في شمال حلب بين الأوّل والخامس من شباط، إضافة الى الجنرال حسين رضائي الذي قتل في الساعات الاخيرة”. ويقول ان “هناك ايضاً الهزارة الافغان من” لواء الفاطميين” الذين دخلوا نبل والزهراء كما أظهرت ايضاً الاشرطة المصورة للنظام”.

أما الميليشيات العراقية، فتؤمّن على الأقل مئات من المقاتلين وربما أكثر، بحسب قوله.  وفي الجانب الايراني، يتدخّل الحرس الثوري بدوره في شكل مباشر على الجبهة ولم يعد يكتفي بالمشورة العسكرية. وبين القتلى الايرانيين ال172 الذين تم احصاؤهم منذ التدخل الروسي في ايلول، فان معظمهم لا ينتمي الى “فيلق القدس” بل الى وحدات نظامية: مدرعات ومشاة مؤلل وقوات خاصة.

أما الافغان الشيعة الهزارة فدفن ثلاثة منهم على الاقل في ايران خلال الهجوم على نبل والزهراء، لكن الخسائر هي على الارجح أكبر، علماً بأن 92 من الهزارة دفنوا في ايران منذ التدخل الروسي في ايلول.

حالياً، تكبد الايرانيون خسائر معلنة اكبر من الافغان ما يظهر مشاركة اقوى، علماً بأن الصورة كانت معكوسة في السابق.

إمكان استعادة الجيش النظامي السيطرة على كامل حلب

أما عن إمكان تلقي المعارضة صواريخ مضادة للطائرات من الجهات التي تدعمهم، بيقول المؤرّخ انه “يمكن لذلك ان يحصل ذلك ببساطة إذا أحسن النظام، كما يفعل منذ 2013، تطبيق استراتيجية الحصار وإحداث الجيوب والقصف الكثيف”، معتبراً انها “على الأرجح الاستراتيجية التي ستعتمد للاقلال من الخسائر، غير ان التدخل الروسي، حتى الجوي، له حدود رغم انه اضطلع بدور كبير في التقدم الذي أحرزه النظام”.

صواريخ مضادة للطائرات للمعارضة؟

من جهة أخرى، يعتبر ان الوضع قد يتبدّل فقط عبر تدخّل عسكري اخر لمصلحة مقاتلي المعارضة او عبر تسليم كميات كبيرة من الأسلحة. ويضيف: “حتى الان، لا ارى مؤشرات الى ان الدول الداعمة للمعارضة ستزودها صواريخ ارض-جو محمولة وخصوصاً ان الغرب لا يزال على تحفظه المعهود عن هذا الأمر”.

 

المصدر:النهار