الساروت بين عشرات القتلى في معارك حماه

71

قتل لاعب كرة القدم السابق والمعارض السوري البارز عبد الباسط الساروت السبت متأثرا بجروح أصيب بها خلال مشاركته في المعارك ضد قوات النظام في شمال غرب سوريا.

والساروت واحد من عشرات القتلى الذين سقطوا خلال اشتباكات عنيفة مستمرة منذ مساء الخميس في ريف حماه الشمالي بين قوات النظام من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة ثانية.

وتأتي المواجهات في إطار التصعيد العسكري المستمر منذ نهاية نيسان/أبريل لقوات النظام وحليفتها روسيا في جنوب محافظة إدلب ومحيطها.

وقال القيادي في فصيل “جيش العزة” محمود المحمود لوكالة الصحافة الفرنسية إن الساروت أصيب في معارك الخميس في قرية تل ملح في ريف حماه الشمالي، وتوفي السبت متأثرا بإصابته.

وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن مقتل الساروت، الذي يعد أحد قادة فصيل “جيش العزة”. وكتب على تويتر “بعد استشهاد والده وأربعة من أشقائه قبل سنوات… معارك ريف حماه تقتل عبد الباسط الساروت أحد أبرز مناهضي نظام بشار الأسد في مدينة حمص”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لقناة “الحرة” صباح السبت إن “125 شخصا قتلوا في اشتباكات ريف حماه خلال الساعات الأخيرة”.

وقبل اندلاع النزاع في سوريا في 2011، كان الساروت (27 عاما) حارس مرمى المنتخب السوري للشباب لكرة القدم ونادي الكرامة الحمصي.

ومع بدء حركة الاحتجاجات، سارع الساروت إلى الانضمام إليها وأضحى أحد أبرز الأصوات التي تقود التظاهرات بالأناشيد، قبل أن يحمل السلاح ويلتحق بالفصائل المعارضة لقتال قوات النظام.

السوريون ينعون “حارس الثورة”

ونعى ناشطون معارضون وقياديون على صفحات التواصل الاجتماعي الساروت، ونشروا صورا له خلال مشاركته وهتافه في الاحتجاجات قبل سنوات.

وكتب الباحث والمعارض أحمد أبازيد على حسابه على تويتر “عبد الباسط الساروت شهيدا حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا ينسى في ذاكرة الثورة السورية”.

وقال المعارض في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة على تويتر “الشاب عبد الباسط الساروت سيبقى حيا، اختار وعقد العزم، واستشهد على أمل أن يتحقق حلم السوريين”.

وغرد البعض بأناشيد للساروت الملقب بـ”حارس الثورة”.

يذكر أن الساروت قاد، إثر اندلاع حركة الاحتجاجات في سوريا، تظاهرات في مدينته حمص التي يعدها ناشطون “عاصمة الثورة” ضد الأسد.

ومع تحول التظاهرات إلى نزاع مسلح، حمل الساروت السلاح وقاتل قوات النظام في حمص قبل أن يغادرها في 2014 إثر اتفاق إجلاء مع قوات النظام بعد حصار استمر عامين للفصائل المعارضة في البلدة القديمة.

وفي 2013، روى فيلم “العودة إلى حمص” للمخرج السوري طلال ديركي، والذي نال جائزة في مهرجان ساندانس الأميركي للسينما المستقلة، حكاية شابين من حمص كان الساروت أحدهما.

“معارك حماه”

وبعد خسائر منيت بها أمام الفصائل المعارضة خلال سنوات النزاع الأولى، تمكنت قوات النظام منذ عام 2015 من استعادة السيطرة على غالبية معاقل تلك الفصائل بدعم جوي روسي وميداني من مقاتلين إيرانيين وحزب الله اللبناني.

ولطالما توعدت دمشق باستعادة كل المناطق الخارجة عن سيطرتها وفي مقدمها إدلب.

ولم تعد الفصائل تسيطر سوى على مناطق محدودة، بينها الجزء الأكبر من محافظة إدلب ومحيطها، والتي تديرها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، كما تنتشر فيها فصائل إسلامية ومقاتلة أقل نفوذا.

وتؤوي تلك المنطقة ثلاثة ملايين نسمة، نحو نصفهم من النازحين ومن المعارضين الذين رفضوا اتفاقات التسوية مع قوات النظام في مناطقهم وأجبروا على الانتقال إلى إدلب.

وتخضع المنطقة لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل، لم يتم استكمال تنفيذه.

وشهدت المنطقة هدوءا نسبيا بعد توقيع الاتفاق في أيلول/سبتمبر، إلا أن قوات النظام صعدت منذ شباط/فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقا. وزادت وتيرة القصف بشكل كبير منذ نهاية شهر نيسان/أبريل، وتركز على ريف إدلب الجنوبي وحماه الشمالي.

وحققت قوات النظام تقدما على الأرض في ريف حماه الشمالي، لكن الفصائل شنت مساء الخميس هجوما اندلعت إثره اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، قتل خلالها أكثر من مئة مقاتل من الطرفين.

وفاقت حصيلة القتلى المدنيين منذ نهاية نيسان/أبريل جراء القصف السوري والروسي 330 شخصا، فيما دفع التصعيد 270 ألف شخص للنزوح إلى مناطق أكثر أمنا غالبيتها بالقرب من الحدود التركية، وفق الأمم المتحدة.

ويرجح محللون ألا يتحول التصعيد إلى هجوم واسع للسيطرة على إدلب كون تركيا وروسيا لا تريدان سقوط الاتفاق.

المصدر: سوا