السباق إلى منبج السورية يحسمه اجتماع موسكو اليوم بين روسيا وتركيا… مصادر “راي اليوم”: الروس سوف يطرحون فكرة تجريد القوات الكردية من السلاح ودمجهم في الجيش السوري… الأخير وصل إلى مشارف المدينة ولم يدخلها… فصائل تركيا تعلن أن الهجوم عليها خلال ساعات.. والكرد يقبلون إستلام الجيش السوري المدينة بشروط
يجتمع في موسكو اليوم السبت وزراء الخارجية والدفاع الروس والأتراك، في صيغة “2+2″، لبحث آخر التطورات في سوريا، والخطوات التي يجب اتخاذها، الاجتماع كما يبدو سوف يركز على موضوعين رئيسيين، الأول الوضع في منبج السورية، حيث تسود حالة توتر وما يشبه السباق بين القوى لحسم مصيرها، والموضوع الثاني بحث مستقبل المناطق في مرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي من سوريا، من الناحية الروسية ما نعلمه من مصادرنا أن الجانب الروسي لديه تصور سوف يطرحه على الأتراك، يقوم على تسليم القوات المسلحة الكردية أسلحتها للجيش السوري، والاندماج الكامل في صفوفه، “لم يحسم بعد مسألة أخذ القوات الأمريكية الأسلحة التي قدمتها لقوات سوريا الديمقراطية”، ومن غير المعروف ماذا سوف يطرح الجانب التركي بالمقابل.
المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بسكوف أكد ، إن الاجتماع المقرر اليوم في صيغة “2+2” سيبحث الوضع في مدينة منبج وخطط أنقرة لإجراء عملية عسكرية في المنطقة، مضيفا أن الاجتماع هدفه بحث “الأوضاع بوضوح تام”.
نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قال من المقرر أن يحضر وزيرا الدفاع والخارجية التركيان، مولود تشاووش أوغلو، وخلوصي أكار، وممثلو هيئات تركية أخرى، لعقد اجتماع مع نظرائهم الروس، وأكد بوغدانوف، أن قمة الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) لعملية أستانا حول سوريا ستعقد في روسيا أوائل العام المقبل.
على الأرض فكل الأطراف تبدو بحالة عجلة من أمرها ، فالإنسحاب الأمريكي من شرق الفرات بما فيه مدينة منبج لم يكتمل بعد ويحتاج إلى شهرين أو ثلاثة، حسب ما أعلن الرئيس ترامب.
الجيش السوري أعلن دخول مدينة منبج ورفع العلم السوري على مبانيها الحكومية، وذلك بعدما دعت وحدات حماية الشعب الكردية القوات الحكومية إلى تأكيد سيطرتها على المنطقة.
وعلى الفور نفى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية أي تغيير في خريطة السيطرة في مدينة منبج شرقي حلب، بعد ساعات من إعلان الجيش السوري دخولها.
وقال التحالف، “على الرغم من عدم صحة المعلومات المتعلقة بالتغييرات التي طرأت على القوات العسكرية في مدينة منبج، فإن التحالف لم يلاحظ أي مؤشر على صحة هذه الادعاءات”.
وأضاف التحالف، “ندعو الجميع إلى احترام سلامة مدينة منبج وسلامة مواطنيها”.
وفي محاولة منا للوقوف على حقيقة الأمر في الميدان ، وضحت مصادر خاصة “لرأي اليوم “أن الجيش السوري دخل إلى محيط منبج ولم يدخل بعد إلى قلب المدينة . وهو ما دفع واشنطن لنفي سيطرته عليها .
تخشى دمشق تكرار سيناريو “عفرين” التي دخلها الجيش التركي قبل أكثر من عام بسبب تردد الوحدات الكردية في تسليم كامل السيطرة للجيش السوري ، واشتراطهم حينها بالاحتفاظ بالسلاح و الوجود العسكري لهم . لذلك حثت دمشق الخطى في مفاوضات مارتونية مع الوحدات العسكرية الكردية لتفوت الفرصة على أنقرة وسحب ذرائعها.
وفي احدث مواقف الكرد قال مسؤول لجنة العلاقات الدبلوماسية التابعة “للوحدات الكردية” (آلدار خليل) “أنه لا مانع لانضمام وحدات حماية الشعب YPG (الجناح العسكري لـ PYD) إلى الجيش السوري وفق تفاهمات محددة”.
وأكد أمس الجمعة “أن مفاوضاتهم مازالت مستمرة مع القيادة السورية وروسيا من أجل إرسال قوات عسكرية إلى الحدود مع تركيا”، فكرة تسليم المواقع الحدودية الأمامية للجيش السوري مع احتفاظ الكرد بجسمهم العسكري داخل المدن، لا تعجب تركيا، وقد لا تقبلها في مفاوضاتهم في موسكو.
تركيا رغم إعلانها تأجيل العمل العسكري شرق الفرات، بناءا على قرار واشنطن سحب قواتها، إلا أنها تستعد عسكريا وبصورة عاجلة.
ما يسمى “الجيش الوطني”، العامل في ريف حلب الشمالي، والتابع مباشرة لتركيا يقول إن قواته بدأت التحرك مع الجيش التركي إلى حدود منبج، لبدء عملية عسكرية في الساعات المقبلة، وفي بيان نشره خلال الساعات الماضية يقول “بدأت الأرتال جنبًا إلى جنب مع قوات الجيش التركي بالتحرك لخطوط الجبهة، معلنةً جاهزيتها الكاملة على حدود مدينة منبج، لبدء الأعمال العسكرية”.
وقال قيادي في “الفيلق الأول” التابع لتركيا إن التحرك باتجاه منبج سيكون في الساعات القليلة المقبلة، قائلًا “من الممكن أن يكون مساءً أو يوم غد… التحركات الحالية تؤكد قرب العمل” حسب قوله .
وقال قائد “فرقة الحمزة” (المنضوية في الجيش الوطني) التابع لتركيا ، حمزة أبو بكر عبر “تويتر”، “ماهي إلا ساعات قليلة ويحق الحق.. قواتنا الآن أصبحت على خطوط التماس مع منبج وننتظر التعليمات لبدء العملية العسكرية”
بالتزامن حذرت وزارة الدفاع التركية، الجيش السوري من أي أعمال استفزازية في منبج، وفي بيان نقلنه وكالة الأناضول عن الوزارة قالت “نحذر جميع الأطراف في سوريا بشأن ضرورة الابتعاد عن كل التصرفات والخطابات الاستفزازية التي من شأنها مفاقمة الوضع”.
وأضافت الوزارة “نحن نتابع هذا الموضوع عن كثب (دخول قوات الأسد إلى منبج)” حسب وصفها، سيحدد اجتماع موسكو اليوم مصير المدينة ومن سيدخلها، بعد أن تخلت واشنطن عن شركائها الكرد، بل سيحدد الاجتماع كذلك مصير منطقة شرق الفرات وبشكل عاجل يمنع الصدام العسكري.
كمال خلف
المصدر: رأي اليوم