السياسي السوري المعارض خالد زيتونة: لا شرعية لانتخابات الأسد والمعارضة خلقت أزمة حقيقية ودفعت إلى تعميق الأزمة.. والجميع من مصلحته تواصل الصراع في سورية

49

بعد عشر سنوات من الحرب، يبدو أن المشهد السياسي يُدفع إلى مزيد التوتر خاصة مع استعداد النظام وإصراره على إجراء انتخاباته التي تصفها المعارضة بالصورية، في ظل وضع اقتصادي وإنساني واجتماعي مأساوي.
ويرى مراقبون أن الأسد لن ينجح في الاحتفاظ برئاسة البلاد أمام ضغط الشارع والمجتمع الدولي وقوات المعارضة التي تلقت اعترافا ودعما دوليا غير مسبوق، علما أن كلا من روسيا وإيران تصران على فوزه والبقاء في سدة الكرسي “المكسّر”.

ويرى السياسي السوري المعارض والقيادي بحزب اليسار الديمقراطي السوري، خالد زيتونة، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان،أن انتخابات النظام غير معترف بها ، لافتا إلى أنها نتاج توافق روسي- إيراني.

س- تعهد وزراء خارجية 18 دولة أوروبية بالالتزام بضمان عدم إفلات تنظيم “الدولة الإسلامية” والنظام السوري من العقاب، وذلك على خلفية اتهامهما بارتكاب اعتداءات بالأسلحة الكيماوية وعمليات خطف وإخفاء، وسبقتها منذ سنوات دعوات أخرى وإصرار على المحاسبة، كيف ترون بحزب اليسار طريق المحاسبة، ضد منتهكي حقوق الإنسان؟

ج- عندما تم اغتيال رفيق الحريري تشكّلت محكمة دولية وتم البحث والتحقيق فترات طويلة ،ولكن يا ترى، ألم تكن تلك الدول تعلم أنه بتفويض إيراني تم اغتيال الشهيد الحريري ؟ طبعا الجميع كان يعلم وبيده الأدلة الكافية لإدانه حزب الله وبشار الأسد والنظام الإيراني ولكن وضعوها في الدرج إلى حين حاجتها ،ونفس الشيء الآن روسيا تستهدف المعارضة المعتدلة ولا أحد يحرّك ساكنا ،والآن عندما أراد هؤلاء الضغط نوعا ما على روسيا تم تحريك الملف.. برأيي العملية كلها مساومات على حساب الشعب السوري .
-أنا سوري من الأقليات، والنظام يقول إنه يحمي الأقلّيات، وعندما جلب النظام المقاتلين من مخيّم اليرموك إلى شرقي السويداء لمهاجمة محافظة السويداء لم نسمع كلمة إدانة، لأن حينها لم يكن من مصلحتهم إدانة تنظيم الدولة .
-فرنسا قبل ثلاث سنوات أفادت بأن لديها أدلة كافية تثبت أن النظام هو من استعمل الأسلحة الكيماوية.. فأين هي من حينها إلى اليوم ؟

س- من يسعى إلى تعطيل الجهود لإيجاد اتفاق سلام دائم لإنهاء النزاع في سورية الذي وضع القوى العالمية في مواجهة بعضها البعض ؟

ج- من يقف وراء تعطيل الجهود وشعبنا يتعرض للجوع والقتل والتعذيب والتشرد هي المعارضة الانتهازية وعلى رأسها “الإخوان المسلمين” وتركيا.. روسيا وإيران قدِمتا إلى سورية بنية الاستعمار، أحرقتا البلد وقطعتا الحجر قبل الشجر وشردتا الشعب، أما من يقول إنه صديق للشعب السوري مثل تركيا فهو يحاول جاهدا أن يعطل أي حل بسورية لأن أول حل سوف يقرّره العالم هو خروجها من سورية وهذا لايناسبها والحال أنها احتلت عاصمة سورية الصناعية حلب .. هؤلاء غاياتهم استعمارية بحتة.
-لا أحد يسعى إلى إحداث تسوية سياسية في سورية والجميع من مصلحتهم تواصل الأزمة، والشعب السوري وحده من يعرف مأساته ويحس معاناته المستمرة، فعندما خرج وهتف وطالب بالحرية لم يكن ينتظر لا أمريكيّا أو روسيّا أو إيرانيا أو تركيا يناصره.

س- لماذا بقيت السياسة الأمريكية حيال ملف الصراع في سورية أسيرة مواقفها السابقة في عهد ترامب وأوباما .. فمنذ عهد هذا الأخير الذي اشتهر بمقولته “النظام السوري فقد شرعيته” مرورًا بسياسة دونالد ترامب التي كانت تخلق انطباعات بعدم الاهتمام بالملف السوري، لم يتقدم بايدن خطوة واحدة باتجاه تحديد سياسة بلاده حيال الكارثة السورية؟

ج–واشنطن في عهد الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب، استخدمت الملف السوري للضغط على روسيا وإيران حسب ما يكون مناسبا لمصلحتها.. عندما كانت مصلحتها تدمير النظام العراقي السابق من خارج منظومة مجلس الأمن شكلت تحالفا ودُمّر العراق وسقط.. عندما تكون مصلحتهم إسقاط النظام ستوجد عدة طرق لإسقاطه، بل بالعكس أمريكا ساعدت وساندت النظام السوري كي لا يسقط ، ولكن ثق تماما أن الشعب السوري سوف يسقطه ولا يمكن أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء.

س- هل تؤيدون في حزب اليسار فكرة تشكيل مجلس عسكري؟

ج أنا شخصيا مع تشكيل مجلس عسكري لتحقيق الاستقرار بسورية، لكن حزب اليسار الديمقراطي ليس مع الفكرة ،لأن السوري تعب من نظام العسكر الاستبدادي

س- برغم رفض النظام القرارات الأممية من أبرزها 2254 الذي تتمسك به المعارضة، لم تقدم الأخيرة على خطوة أخرى لطرح التسوية السياسية، لماذا برأيكم ؟

ج- يرفض النظام رفضا قاطعا تنفيذ القرار2254 لأنه يعلم جيّدا أنه سوف يؤدي إلى رحيله، والمعارضة الفاشلة الاخوانية لم تقدّم أي تسوية لأنه ليس من مصلحتها الشخصية أن توافق على أي حل أو بالأحرى لم تستلم تعليمات من أنقرة، وتركيا حاليا ليس من مصلحتها الخروج من سورية.
-بالرغم من الدمار والموت والتشرد الذي تشهده سورية منذ عقد من الزمن، تمسّك بشار الأسد بتجاهل القرارات الأممية.. هناك مرجعية للقرار 2254 هي بيان جنيف والقرار 2218، وكلاهما يحدّدان الانتقال الديمقراطي هدفاً وحيداً للتفاوض.
ليس من صلاحيات أي طرف منح حقوقٍ سياديةٍ لمجرمٍ مارس أفظع إرهاب دولة منظم ضد قطاعاتٍ واسعةٍ جداً من شعب سورية الأعزل، وقتل من مواطنيه عددا تقدّره الأمم المتحدة بمئات الآلاف، على أقل تقدير، دع عنك الجرحى والمشوّهين، ومن فقدوا أطرافهم وأخفتهم الأجهزة الأمنية أو ألقتهم في المحارق ، ودفنتهم في مقابر جماعية، وقصفتهم بالغازات السامة والأسلحة الكيميائية…
-بعد عشر سنوات من اندلاع تحركات شعبية ضده، يستعد مجددا بعد أشهر لخوض غمار انتخابات رئاسية تبدو نتائجها محسومة لصالحه وسط صمت دولي.

س– هل دفع تشتت المعارضة في الداخل والخارج إلى مزيد تعميق الأزمة ، وما حلول توحيدها برغم عقد من الصراع ؟

ج- نحن شعب عاش القمع والاستبداد عقودا من الزمن، وفي كل ثورة عبر التاريخ يظهر تشتت في الثورة، ولكن في ثورتنا تدخُّل كلٍّ من تركيا وإيران روسيا عمّق هذا التشتت .. أغلب الشعب السوري عرف الإخوان وتركيا على حقيقتهم وعرف جبهة النصرة من هي.. أقول إن فشل المعارضة قبل تشتتها خلق أزمة أخرى في سورية.

س- ماذا عن الإنتخابات القادمة في ظل غياب “المعارضات”؟

ج- اتسائل وأمرّ..على أي أساس سوف تجرى هذه الانتخابات ؟ فسورية محتلة، والشعب جائع..
-تسعى موسكو من خلال انتخاباتها الصورية إلى تثبيت الأسد مجددا وتريد فرضه بالقوة لمرحلة جديدة من الاحتلال ومن أجل إعادة الإعمار والسرقة.
-السوريون في الداخل مغلوب على أمرهم ومع هذا هناك رفض كبير للنظام وانتخاباته .

س-برغم كل الدمار، هل ترون حلا في الأفق؟

ج- لدينا بسورية مثل شعبي يقول “مابحك جسمك غير ظفرك” ،بالنهاية الحل قادم ولكن متى ؟..لا أعلم…قد يطول وقد يكون قريبا.