السيطرة على دابق تقضي على أهم ذرائع تنظيم “الدولة الإسلامية”.
علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعمة بالدبابات والطائرات التركية تمكنت من السيطرة على بلدتي صوران اعزاز واحتيملات بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، في حين أصبحت بلدة دابق مطوقة بشكل كامل من قبل الفصائل هذه، ومعلومات عن انسحابات جرت من بلدة دابق ليلاً نفذها عناصر التنظيم، إلى مناطق سيطرتهم الأخرى في ريف حلب الشمالي الشرقي، وتأتي هذه السيطرة على احتيملات وصوران اعزاز عقب هجوم عنيف بدأته الفصائل فجر أمس، تمكنت فيه من السيطرة على قرى يسيطر عليها التنظيم بين أخترين ومارع، متمكنة بذلك من محاصرة التنظيم وقطع خطوط الإمداد بين دابق وصوران اعزاز، وبين بقية المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بريف حلب الشمالي الشرقي، وأجبر هذا الهجوم التنظيم على الانسحاب اليوم من صوران واحتيملات.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الأول الجمعة، أن نشطاءه رصدوا خلال الأيام الفائتة إرسال تنظيم “الدولة الإسلامية” لأكثر من 1200 من عناصره، بعضهم قام التنظيم بسحبهم من جبهات حمص وجبهات مع قوات سوريا الديمقراطية، وأرسلهم إلى جبهة دابق ذات الأهمية الدينية، ومن ضمنهم نحو 1000 مقاتل استقدمهم التنظيم من خارج سوريا، وقدموا إلى الرقة ومن ثم توجهوا إلى دابق، التي تشهد القرى القريبة منها عمليات كر وفر بين الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالدبابات والطائرات التركية من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، سيطرت فيها الفصائل على قرى قريبة من داعش وباتت في أقرب نقطة على بعد نحو كيلومترين ونصف من دابق، في تحضير لبدء الهجوم على البلدة من أكثر من محور بعد تأمينها محوري تركمان بارح ودويبق، ومحاولة استعادة السيطرة على احتيملات التي خسرتها بعد هجوم معاكس للتنظيم، حيث قضى وقتل عشرات المقاتلين والعناصر من الجانبين، فيما أصيب عشرات آخرون بجراح، خلال الاشتباكات المستمرة في المنطقة.
كذلك كان خطباء المساجد في الرقة يوم أمس الأول عملوا خلال خطبة الجمعة، إلى حثِّ المواطنين على “مبايعة” تنظيم “الدولة الإسلامية” بسبب ما قال الخطباء أنه “”اقتراب موعد ملحمة دابق التي سيطر فيها الصليبيون مع المرتدين على قرى قريبة منها واقتربوا إلى بلدة دابق””، وخاطب أئمة المساجد المصلين في صلاة الجمع اليوم، قائلين لهم بأن “”من يكون مع جيش الخلافة سيفوز بالجنة لأنه جيش منصور وموعود له الجنة””، وأبلغت مصادر أهلية نشطاء المرصد بأنهم رصدوا قيام عناصر من التنظيم بالتوجه إلى خطيب المسجد، و””مبايعة أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي على الموت””، ورجحت المصادر أن عناصر التنظيم حاولوا بهذا التصرف شحذ الهمم وحث الناس على “المبايعة والانضمام لجيش الخلافة”.
كما يشار إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطر على دابق في الـ 13 من شهر آب / أغسطس من العام 2014، عقب اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، في معركة أطلق عليها التنظيم حينها تسمية “الثأر للعفيفات”، حيث شحذ تنظيم “الدولة الإسلامية” حينها همم مقاتليه وجيَّش عواطفهم، مدعياً أن هذه المعركة هي ثأر ” للأخوات”، اللواتي اعتدي عليهن و”اغتصبن” من قبل مقاتلي الكتائب في مدينة حلب وبلدة تل رفعت، واللواتي لا يزلن معتقلات لدى هذه الكتائب، وشحذ التنظيم همم مقاتليه وعناصره” لـ “معركة دينية فاصلة” في دابق، وطلب منهم ” الثبات والإقدام” في الاشتباكات.