الشريط الحدودي بين نهري دجلة والفرات… بداية كارثة لا تكترث لها تركيا… فتنة اجتماعية وملايين السكان والنازحين أمام خيارين “الموت أو النزوح”

9

تتصاعد حدة اللهجة التركية تجاه شرق الفرات، فيقف رئيسها أمام العالم ليعلن أن عملية شرق الفرات قادمة، ليرصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تسارع وتيرة التحضيرات في صفوف القوات التركية وصفوف الفصائل السورية – المعارضة، التي سبق لها وأن تشاركت مع تركيا واتبعت أوامرها، وتلقت دعمها الكامل، ضمن عمليتين إحداهما في آب / أغسطس من العام 2016 ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، تحت مسمى عملية “درع الفرات”، في آخر نافذة للتنظيم مع العالم الخارجي، بريف حلب الشمالي الشرقي، وثانيها كانت في الـ 20 من كانون الثاني / يناير وهمي عملية “غصن الزيتون” التي جرت فيها السيطرة على منطقة عفرين التي كانت تسيطر عليها القوات الكردية، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 48 ساعة الأخيرة تصاعد التحضيرات لعملية عسكرية تركية في شرق الفرات، حيث شوهد آلاف الجنود وهم ينتشرون في قواعد على الشريط الحدودي مع شرق الفرات، وتكثف وجودهم قبالة منطقتي رأس العين (سري كانيه) بريف الحسكة الشمالي الغربي، وتل أبيض بريف الرقة الشمالي، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن القوات توزعت من قبالة منطقة عين العرب (كوباني) وحتى قبالة مدينة القامشلي، وتزامن ذلك وفق ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان مع تحضيرات من قبل آلاف المقاتلين من الفصائل السورية الإسلامية والمقاتلة، المؤتمرة بامر تركيا، في انتظار الضوء الأخضر من تركيا للقيام بعملية عسكرية تحاول من خلال تحقيق سيطرة جديدة ونفوذ أكبر.

هذا الطموح التركي لتوسعة السيطرة في منطقة شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية من قوات كردية وعربية وسريانية وآشورية، ينذر بكارثة، لم تبدي تركيا تجاهها أدنى مسؤولية أو إنسانية، حيث أكدت المصادر المتقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن منطقة شرق الفرات تحوي ملايين السكان في مئات المدن والبلدات والقرى، بالإضافة لمئات آلاف النازحين الذين قدموا من محافظات سورية مختلفة، وأطلقت التهديدات التركية هذه حول العملية العسكرية، المجال لمخاوف المواطنين الذين أكدوا بأن لا مجال أمام المدنيين اليوم، ولا مهرب لديهم، فيما ينذر الهجوم التركي بكارثة ستحل على منطقة شرق الفرات، قد تصل لضعف المأساة الإنسانية التي لم يأبه لها المجتمع الدولي، ألا وهي منطقة عفرين، التي شهدت عملية تهجيراً من أكبر عمليات التهجير التي جرت خلال نحو 8 أعوام، حيث جرى تهجير مئات آلاف المدنيين من سكان عفرين والنازحين إليها من مناطق سورية مختلفة، وقتل مئات المدنيين وجرح مئات آخرين، واعتقال واختطاف الآلاف من قبل القوات التركية والفصائل العاملة، فضلاً عن عمليات التعفيش والسرقة والنهب والسلب والاستيلاء والاتجار بالمختطفين وفرض الضرائب والأتاوات على السكان المتبقين ممن رفضوا النزوح والتهجير.

ومع كل هذه السيناريوهات التي لا تكترث السلطات التركية لهان ولا حتى المجتمع الدولي الذي لا يزال صامتاً مع الأطراف الإقليمية وحتى المحلية منها، والتي تسعى تركيا لتحقيقها، تشهد منطقة شرق الفرات خطراً جرى التحضير له بعناية من قبل السلطات التركية، وهو إشعال فتنة عربية – كردية، من خلال اتفاقات مع مجموعات محلية، ودعم أطراف وخلايا عاملة في شرق الفرات ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري، في محاولة لضرب المنطقة ببعضها، ونشر المرصد السوري في الـ 5 من ديسمبر الجاري، أن القوات الأمنية في ريف الرقة، اعتقلت خلية مؤلفة من 3 أشخاص، بحوزتهم معدات والغام حاولوا زراعتها في ريف منطقة عين عيسى، في القطاع الشمالي الغربي من ريف الرقة، حيث اتهم الأشخاص الثلاثة بدفعهم من قبل تركيا لإحداث فوضى وفلتان أمني في المنطقة، وجاءت هذه الحادثة بعد نحو يوم من نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان ما حصل عليه من معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أكدت للمرصد السوري أن القوات الأمنية في منطقة منبج، اعتقلت خلية نائمة في المنطقة التي تسيطر عليها قوات مجلس منبج العسكري في غرب نهر الفرات، بالقطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، وفي التفاصيل التي أكدتها المصادر الموثقة فإن الاعتقال جرى خلال الساعات الـ 24 الأخيرة لخلية نائمة متهمة بتبيعتها لتركيا، وجاء اعتقال هذه الخلية في أعقاب عمليات تفجير عديدة شهدتها مدينة منبج وأطرافها من قبل مسلحين مجهولين عمدوا لزرع عبوات ناسفة وألغام مستهدفين عسكريين ومدنيين ضمن المنطقة، التي تتواجد فيها قوات من التحالف الدولي وبخاصة القوات الأمريكية.

المرصد السوري نشر في الـ 20 من تشرين الثاني / نوفمبر الفائت من العام الجاري 2018، أن السلطات التركية تعمد للإشراف على تشكيل خلايا نائمة تنشط ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن السلطات التركية تقوم بإنشاء خلايا بإشراف من مخابراتها، مكونة من في غالبها من أبناء محافظتي الرقة ودير الزور، وتشرف على تدريبهم في معسكرات تدريبية سرية ضمن مناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات” وفي منطقة عفرين وريف حلب الشمالي، حيث تجري عمليات التدريب على التفجيرات والاغتيالات وتنفيذها بشكل دقيق وسريع، وأكدت المصادر أن عملية تشكيل الخلايا وإرسالها إلى مناطق شرق الفرات، يأتي بناء على استغلال المخابرات التركية للبطاقات الشخصية للسوريين المعروفة باسم “الكيملك”، والتي يجري تسليمها من قبل المواطنين السوريين عند مغادرة الأراضي التركية، نحو أي دولة مجاورة، حيث يجري استخدام بطاقات لمواطنين سوريين وإرسال هذه الخلايا بواسطتها إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات.

المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن عشرات آلاف السوريين الذين غادروا تركيا خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، جرى الاحتفاظ ببطاقاتهم الشخصية المستخرجة في تركيا، وأودعت لدى السجلات التركية، فيما يجري استخدامها لتمرير هذه الخلايا بذريعة زيارة ذويهم، فيما تعمل الخلايا هذه على تنفيذ اغتيالات لشخصيات قيادية وسياسية وعسكرية بالإضافة لمحاولة خلق فتنة بين المكونات ضمن منطقة شرق الفرات، وكان المرصد السوري نشر في الـ 30 من تشرين الأول / أكتوبر الفائت من العام الجاري 2018، أن السلطات التركية ومخابراتها، أخفقت في خلق فتنة عشائرية في ريف الرقة، والذي تمثل أحد أشكاله، بمحاولة 8 أشخاص من عشيرة الهنادي، خلق فتنة مع عشيرة البوعساف، عبر اختطاف أحد أفراد العشيرة الأخيرة، وضربه وإهانته، باسم عشيرة الهنادي في منطقة البوز بريف تل أبيض، لتعمد قوات الأمن الداخلي الكردي “الآسايش” لاعتقالهم، والتحقيق معهم، حيث أكدت المصادر الموثوقة أنهم اعترفوا بأنهم مدفوعون من قبل تركيا لخلق فتنة عشائرية، في محاولة لخلق فوضى في المنطقة، بالتزامن مع التحضيرات التركية لعملية عسكرية ضد منطقة شرق الفرات، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وانتشر الشريط المصور الذي يظهر الشبان وهم يعذبون الرجل من عشيرة البوعساف ويكيلون له الشتائم والإهانات، إلا أن تدخل أعيان ووجهاء وقوات الأمن الداخلي الكردي بين العشيرتين، أوضح وجبهات النظر بينهما وقربها، وحال دون اقتتال عشائري كان يهدف عناصر الخلايا النائمة لزرعه بين أبناء العشائر