الشهر 110 على إعلان “خلافة البغدادي”: نحو 25 شهيداً وقتيلاً من المدنيين وقوات النظام بعمليات التنظيم في البادية وتراجع كبير جداً بنشاط الخلايا في مناطق قسد
يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” نشاطه على الأراضي السورية، ليثبت تواجده الفعلي، خلافا لإعلان قيادة التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” هزيمته في شهر مارس/آذار من العام 2019، ويكمن نشاط التنظيم من خلال الهجمات التي يشنها على قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية كلٌ في مناطق نفوذه، والتي يقابلها عمليات عسكرية مضادة تشنها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، إضافة إلى العمليات الأمنية التي تشنها قوات النظام بالتعاون مع القوات الروسية، بهدف مواجهة خلايا التنظيم في مناطق سيطرتهما. وتسعى خلايا التنظيم لاستغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف التي تعمل من خلالها على إرسال رسالة مفادها أن التنظيم سيظل باقياً.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر 110 من عمر “الخلافة”، 5 عمليات قامت بها خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 4، هم: مدني، و3 من قوات سوريا الديمقراطية.
وتوزعت العمليات على النحو الآتي:
– عمليتان في الرقة أسفرت عن مقتل 3 من العسكريين
– 3 عمليات في دير الزور أسفرت عن مقتل 1 من المدنيين
ويستعرض المرصد السوري تفاصيل هذه العمليات وفق الآتي:
– 29 آب، قتل عنصر وأصيب آخر من قوات سوريا الديمقراطية، إثر تفجير عبوة ناسفة من قبل خلايا “التنظيم”، تزامنا مع مرور عربة عسكرية، على الطريق الواصل بين بلدة تل السمن والهيشة بريف الرقة الشمالي.
– 16 أيلول، أصيب عنصر من قوات سوريا الديمقراطية بجراح، في استهداف مسلحين، يرجح أنهم تابعين لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث جرى استهدافه بالرصاص على أطراف بلدة الحجنة بريف دير الزور الشرقي، ونقل على إثره إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما فرّا المسلحون إلى جهة مجهولة.
– 18 أيلول، اقتحم مسلحون يستقلون دراجة نارية، يرجح أنهم تابعين لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، منزلاً في بلدة الكشكية بريف دير الزور الشرقي، ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، وأطلقوا الرصاص بشكل مباشر على شخص، ما أدى إلى مقتله على الفور، فيما لاذا المسلحون إلى جهة مجهولة.
– 24 أيلول، استهدف مسلحون يرجح انتماؤهم لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” منزل أحد الوجهاء المقربين من “قسد” والداعمين لها في بلدة غرانيج بريف دير الزور، عبر فتح قنبلة ورميها على المنزل بغية قتله، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية واقتصرت الأضرار على الماديات.
– 28 أيلول، قتل عنصران من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب 3 آخرون بجروح، إثر استهداف خلايا “تنظيم الدولة الإسلامية”، بعبوة ناسفة، عربة عسكرية تابعة لقوات “قسد”، على طريق عين عيسى ــ تل السمن التابع لريف محافظة الرقة.
وتمكنت قوات التحالف الدولي من اعتقال 6 من قيادات وعناصر التنظيم بعمليات أمنية مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية بالحسكة ودير الزور والرقة.
بالإضافة لذلك، اعتقلت قوات “التحالف الدولي” قياديين اثنين في تنظيم “الدولة الإسلامية”، في عملية إنزال جوي، على قرية أم جلود قرب مدينة رأس العين ضمن مناطق “نبع السلام” شمالي الحسكة، ووفقا للمصادر فإن أحد المعتقلين أمير بالتنظيم وهو من جنسية عراقية، والآخر سوري الجنسية، وذلك بتاريخ 24 أيلول.
في حين قتل عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” بحادثة فلتان أمني بمحافظة درعا جنوبي سوريا.
وبالانتقال إلى البادية السورية، فقد شهد الشهر 110 لإعلان “خلافة البغدادي” عمليات متواصلة للتنظيم ضمن البادية السورية، والتي تتمثل بشن الهجمات ونصب الكمائن واستهدف قوات النظام والميليشيات الموالية لها، سواءًا في محيط جبل البشري بريف الرقة أو محور آثريا والرهجان ومحاور أخرى بريف حماة الشرقي بالإضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلاً عن الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، واكب هذه العمليات، موثقاً 7 عمليات لعناصر التنظيم، خلفت مقتل 20 من عناصر قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
كما قتل 2 من التنظيم باشتباكات ضمن البادية خلال الحملات الأمنية المضادة.
بالإضافة لمقتل 3 مدنيين على يد التنظيم.
وتوزعت العمليات على النحو الآتي:
– 2 عمليات في بادية حمص أسفرت عن مقتل 4 عسكريين.
– 4 عمليات في بادية دير الزور أسفرت عن مقتل 13 عسكريين، و2 من التنظيم، و3 من المدنيين.
– عملية في بادية الرقة أسفرت عن مقتل 3 من العسكريين.
وفيما يلي يستعرض المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل العمليات والهجمات في الشهر:
– 9 أيلول، قتل ضابط في قوات النظام على طريق دير الزور، ضمن مناطق نفوذ النظام والميليشيات الموالية لها، في عملية اغتيال طالته من قبل مسلحين، يرجح أنهم تابعين لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث جرى استهدافه بعد نصب كمين له في المنطقة.
– 9 أيلول، قتل 10 هم: 7 عناصر من المجموعات و3 من رعاة الأغنام، إضافة لإصابة نحو 10 آخرين وذلك على إثر هجوم نفذه عناصر “التنظيم” على المجموعات أثناء تواجدها للبحث عن رعاة أغنام في بادية الشولا بريف دير الزور وسط معلومات عن اختطاف 5 من رعاة الأغنام، حيث هاجم عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” مجموعات من الدفاع الوطني ولواء القدس، بعد انطلاقهم للبحث رعاة أغنام اختطفهم عناصر “التنظيم”، في بادية الشولا.
– 10 أيلول، قتل 3 عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني جراء استهدافهم بشكل مباشر على يد مسلحين يرجح تعبيتهم لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، في منطقة بادية الشولا قرب حقل الخراطة النفطي جنوبي دير الزور.
– 13 أيلول، قتل عنصر من قوات النظام، متأثرا بجراح أصيب بها بتاريخ 11 آب الفائت، في هجوم دموي نفذه تنظيم “الدولة الإسلامية” على حافلة مبيت عسكرية في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، على طريق دير الزور- حمص.
– 18 أيلول، قتل 3 عناصر من الميليشيات الموالية لقوات النظام وأصيب أخرون بجراح متفاوتة، في هجوم جديد نفذته خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، على إحدى الدوريات العسكرية، بشكل مباغت، حيث جرى استهدافهم بالأسلحة الرشاشة، على الطريق الواصل بين مدينة السخنة ومنطقة كباكب بريف حمص الشرقي.
– 19 أيلول، قتل عنصر من قوات النظام، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في بادية حمص، ووفقا لنشطاء المرصد السوري، فإن العنصر ينحدر من قرية السويعية بريف البوكمال، وسبق تعرض لاعتقال على حاجز البانوراما في دير الزور لأسباب مجهولة.
– 28 أيلول، قتل 3 عناصر من قوات النظام، نتيجة انفجار عبوة ناسفة، زرعها عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” على طريق أثريا-الطبقة ضمن مناطق نفوذ قوات النظام غرب الرقة، حيث جرى تفجير العبوة تزامنا مع مرور العناصر.
– 28 أيلول، قتل عنصر بقسم الدراسات في شعبة المخابرات العسكرية، إثر استهدافه، بالرصاص المباشر، من قبل مسلحين مجهولين، يرجح تبعيتهم لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك في بلدة الشميطية غربي ديرالزور، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية.
المختطفون لدى التنظيم.. شهر جديد والتجاهل مستمر حول مصيرهم
على الرغم من انقضاء نحو 54 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبدالله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.
وعلى ضوء التطورات المتلاحقة فيما يتعلق بتنظيم “الدولة الإسلامية” ونشاطه الكبير، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم.
كما يشير “المرصد السوري” إلى أنه سبق وأن أشار مراراً وتكراراً أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم ينتهي وجوده في سورية في آذار/مارس 2019، بل ما جرى هو إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان، بينما لايزال التنظيم يواصل عملياته في مناطق واسعة من الأراضي السورية ويوجه رسائل إلى العالم أجمع بأنه لم يفقد قوته ولم تستطع قوات النظام وروسيا ولا التحالف وقسد بالحد من نشاطه على الرغم من الحملات الأمنية المتكررة.
كما يشير المرصد السوري أنه سبق وحذر قبل إعلان التنظيم عن “دولة خلافته” في سورية والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري.