الشهر 80 من مشاركة الروس العسكرية في سورية يشهد استمرار الدوريات المشتركة مع الأتراك شمال شرق البلاد وتراجع بالاستهدافات الجوية على البادية السورية
استكملت القوات الروسية الشهر الـ 80 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر السابع من العام السابع سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث قليلة قياساً بالشهر الفائت في ظل عودة تراجع الدور الروسي في سورية مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره رصد أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 80.
ففي شمال غرب سورية، شهدت منطقة “بوتين-أردوغان” 16 غارة جوية شنتها المقاتلت الحربية الروسية على على أماكن متفرقة من منطقة خفض التصعيد، 6 منها جرت بصواريخ جو-جو، أسفرت تلك الضربات عن سقوط جرحى، وفي تفاصيل الغارات التي رصدها نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أطلقت المقاتلات الروسية 6 صواريخ جو-جو، في أجواء معرة مصرين والبارة ضمن الريف الإدلبي، في 7 أيار، وفي 12 أيار، قصفت المقاتلات الروسية بغارتين اثنتين حرش بينين ضمن القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، وفي 13/14 أيار، قصفت الطائرات الروسية بـ8 غارات، 4 منها استهدفت محيط الفوج 111 بريف حلب الغربي، والأربعة الأخيرة على محيط قرى منطف و كفرلاتا ومعرزاف بريف إدلب، ما أسفر عن إصابة مواطن.
وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 4 من الدوريات المشتركة خلال الشهر 80 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية، 3 منهم جرت بريف عين العرب (كوباني) ضمن محافظة حلب، بتواريخ 9و16و23 أيار، وجابت قرى حدودية مع تركيا بريف المنطقة، بينما الدورية الرابعة كانت بريف الحسكة وتحديداً ريف درباسية قرب الحدود مع تركيا بتاريخ 19 أيار.
على صعيد آخر، شهدت أجواء مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” الموالية لأنقرة استهدافات من قبل طائرات حربية روسية في الأيام الأخيرة من أيار جرت جميعها بصواريخ جو-جو.
أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 80 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 8 عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 13 آخرين، جراء نحو 370 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية، غالبيتهم قتلوا ضمن بادية الرقة ودير الزور وحمص وبدرجة أقل مثلث حلب – حماة – الرقة.
شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.