الشهر 88 من مشاركة الروس العسكرية في سورية يشهد تراجع كبير جداً بالتحركات الروسية في البادية وضمن منطقة “بوتين-أردوغان” وسط تسيير دوريات اعتيادية مع الجانب التركي

استكملت القوات الروسية الشهر 88 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر الأول من العام الثامن سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث قليلة في ظل عودة تراجع الدور الروسي في سورية مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره رصد أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 88.

ففي شمال غرب سورية، وتحديداً ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، لم يرصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أي غارة جوية من قبل المقاتلات الحربية الروسية على المنطقة، كما لم يرصد أي حدث يذكر بما يتعلق بالجانب الروسي.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 6 دوريات مشتركة خلال الشهر 88 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية، 4 منها بريف عين العرب (كوباني) ضمن محافظة حلب، و2 في ريف درباسية ضمن محافظة الحسكة.

وجاءت التفاصيل على النحول التالي:
-2 كانون الثاني الجاري، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية، دورية عسكرية مشتركة في ريف عين العرب (كوباني) الغربي، مؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية و تركية، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة.

وانطلقت الدورية من قرية آشمة بريف عين العرب (كوباني) الغربي وصولاً إلى قرية “زور مغار”، التي تقع قبالة مدينة جرابلس على الضفة الشرقية لنهر الفرات، ثم عادت أدراجها إلى مركزها في بلدة صرين بريف عين العرب (كوباني) الجنوبي.

-9 كانون الثاني، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية، دورية مشتركة مع الجانب التركي في ريف عين العرب (كوباني) الشرقي، وانطلقت الدورية المؤلفة من 7 عربات عسكرية روسية وتركية، من قرية غريب الواقعة على بعد “15 كم” شرق عين العرب (كوباني)، وصولاً إلى مفرق قرية خرابيسان فوقاني، ثم عادت الدورية بعدها إلى نقطة انطلاقها في قرية “غريب”.

-16 كانون الثاني، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية، دورية مشتركة في ريف عين العرب (كوباني) الغربي، حيث انطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية برفقة مروحيتين روسيتين، من قرية “آشمة” 20 كيلومتر غرب عين العرب (كوباني)، وجابت قرى “جارقلي فوقاني، قران، ديكمداش، خورخوري، بوبان، جول بك”، وصولاً إلى قرية تل شعير 4 كم غربي مدينة كوباني.

-23 كانون الثاني، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية، دورية مشتركة مع الجانب التركي في ريف عين العرب (كوباني) الشرقي، وانطلقت الدورية المؤلفة من 7 عربات عسكرية روسية وتركية، من قرية غريب 15 “كيلومتر”شرقي عين العرب (كوباني).

 – 12 كانون الثاني، انطلقت 4 عربات روسية برفقة 4 عربات تركية من معبر شيريك الواقع غربي درباسية، وجابت قرى ريف المنطقة، وصولاً إلى ريف عامودا الغربي، وتجولت الدورية المشتركة، بينما قام أهالي برشق الدورية بالحجارة في قرية الكربطلي كتعبير منهم على رفض الاتفاقات الروسية-التركية وتواجد الأتراك في مناطقهم.

– 26 كانون الثاني، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية صباح اليوم دورية عسكرية مشتركة في ريف الدرباسية بريف الحسكة الشمالي. وانطلقت الدورية من قرية شيريك غربي الدرباسية بمشاركة 4 عربات من كل طرف، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة، وجابت قرى دليك، وملك، وعباس، وعالية، وظهر العرب، وكسرى، وكوركوند، وتورات، وقيروان، وبركة، وعطيشان، قبل أن تعود أدراجها من ذات الطريق.

وفي سياق آخر، انطلقت عربات عسكرية تابعة لقوات النظام والقوات الروسية، برفقة عربة لمكتب العلاقات التابع لقوات سوريا الديمقراطية، من مطار القامشلي، وقامت بتوزيع مواد لوجستية على النقاط العسكرية التابعة لقوات النظام على الحدود السورية – التركية، وذلك بتاريخ 26 الشهر،

ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن العربات بدأت من ريف عامودا الغربي وصولاً لريف الدرباسية وريف أبو راسين، حيث توجد نقطة لقوات النظام في قرية الأسدية التي تعتبر آخر نقطة فاصلة بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية و قوات النظام من طرف، ومنطقة “نبع السلام” الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا من طرف آخر شرقي رأس العين بريف الحسكة الشمالي.

كما أصيب طفل يبلغ من العمر 15 عاماً بجراح بليغة جراء دهسه من قبل عربة عسكرية روسية في الشارع الرئيسي وسط عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، حيث جرى نقل الطفل إلى مشفى “الشهيد عمر علوش” لتلقي العلاج ليتم بعدها نقله إلى مدينة الرقة.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ 15 كانون الثاني الجاري، إخلاء القوات الروسية تواجدها من قاعدتها العسكرية في قرية بئر حسن الواقعة شرقي عين عيسى على طريق الـM4 على إثر خلاف مع أهالي القرية.

ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الخلاف بدأ عندما حاول بعض الجنود الروس التقرب من فتاة تعمل في أحد المحلات التجارية عن طريق تقديم ألبسة نسائية كهدية لها الأمر الذي أثار غضب ذويها وأهالي القرية ليحدث خلاف على إثر ذلك مما استدعى تدخل قوات سوريا الديمقراطية وإخلاء القاعدة الروسية.

وفي إطار استغلال حاجة المواطنين وإظهاراً لإنسانيتها إعلامياً، قامت القوات الروسية بتاريخ 28 الشهر بتوزع سلال إغاثية على المواطنين في إحدى قرى ريف دمشق، حيث وزعت سلل على الأهالي في قرية البيطارية بريف دمشق، وتتضمن السلال الدائمة للقوات الروسية 1 كغ من السكر والشاي والرز والبرغل وعدة معلبات أخرى، وتتخذ القوات الروسية هذا الأسلوب في التعامل مع المواطنين لإظهار إنسانيتها من جهة، ومستغلة حاجة المواطنين من جهة أخرى، كون المواطنون يعيشون واقعا اقتصاديا مترديا.

في حين هبطت طائرات مروحية وحربية تابعة للنظام السوري في مطار الجراح العسكري أو مايعرف بمطار كشيش غرب بحيرة الأسد شرق محافظة حلب، لاعادة افتتاحه بعد خروجه عن الخدمة منذ 9 سنوات، وذلك بتاريخ 22 الشهر، كما نشرت القوات الروسية منظومات دفاع جوي في المطار.

وافتتح المطار بإستعراض عسكري للمشاة والطائرات الحربية والمروحية يوم أمس السبت، بمشاركة القوات الروسية.

يشار إلى أن مطار الجراح سيطرت عليه فصائل الجيش الحر عام 2013، قبل سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليه وعودته لسيطرة النظام عام 2017 بعد 3 سنوات من سيطرة التنظيم عليه.

ويقع مطار الجراح شرق قرية المهدوم في منطقة منبج، ويحتوي على 12 حظيرة ومدرج واحد بطول 3.1 كيلومتر.
وتتمركز القوات الروسية في قاعدة حميميم في ريف اللاذقية منذ توقيع الاتفاق مع النظام السوري في العام 2015، بموجبه منح الحق للقوات العسكرية الروسية باستخدام قاعدة حميميم في كل وقت من دون مقابل ولأجل غير مسمى.

أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر 88 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 3 عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 10 آخرين، جراء نحو 40 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية.

يذكر أن حصيلة الخسائر البشرية بالقصف الروسي بلغت 21123 منذ الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015 حتى 30 من كانون الثاني/يناير من العام 2022:: 8697 مواطن مدني هم، 2112 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1321 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و5264 رجلاً وفتى، إضافة لـ 6201 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و6225 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية لمادة “الثراميت” – “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.