الشهر 96 من مشاركة الروس العسكرية: أكثر من 45 ضربة جوية على منطقة “بوتين-أردوغان” ومناطق الفصائل الموالية لأنقرة.. واستمالة الأهالي مستمرة عبر توزيع مساعدات دورية بمختلف المحافظات

883

استكملت القوات الروسية الشهر 96 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر الحادي عشر من العام الثامن سلسلة من التدخلات الروسية مع عودة الروس إلى الساحة العسكرية بشكل كبير، بدوره، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 96.

ففي شمال غرب سورية، وتحديداً ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، نفذت الطائرات الحربية الروسية 38 غارة جوية استهدفت خلالها كل من محيط وأطراف البارة وكنصفرة والملاجة وبلشون واحسم والفطيرة والحلوبة بريف إدلب، والعنكاوي بريف حماة.

وتسببت تلك الضربات بمقتل 5 من عناصر أنصار التوحيد الجهادي وإصابة 3 بجراح متفاوتة.

وتوزعت تفاصيل تلك الضربات ونتائجها على النحو الآتي:

– 30 آب، نفذت 3 طائرات حربية روسية، 6 غارات على ريف إدلب، استهدفت محيط كنصفرة والبارة اللتان تعدان طرقات إمداد لقرية الملاجة التي سيطر على تلتها مقاتلو أنصار التوحيد.

– 3 أيلول، نفذت طائرات حربية روسية 4 غارات على ريف إدلب ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، واستهدفت مقلع بلشون ومحيط احسم والفطيرة بجبل الزاوية جنوبي إدلب.

– 5 أيلول، نفذت الطائرات الحربية الروسية 10 غارات استهدفت بلدة الفطيرة جنوب جبل الزاوية، واقتصرت الأضرار على الماديات.

– 6 أيلول، شن الطيران الحربي الروسي 7 غارات على محيط قريتي الفطيرة والبارة بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، ما أدى لمقتل 5 عناصر من فصيل أنصار التوحيد الجهادي وإصابة 3 بجروح متفاوتة، وذلك في محور الفطيرة.

– 25 أيلول، نفذت طائرات حربية روسية 8 غارات جوية، استهدفت محيط قرية الحلوبة بريف إدلب الجنوبي، وقرية العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الغربي، ويشار بأن المناطق المستهدفة تنتشر فيها نقاط لهيئة تحرير الشام وأنصار التوحيد والحزب الإسلامي التركستاني وعدة فصائل أخرى بينها فصائل تابعة للجيش الوطني.

– 27 أيلول، شنت طائرات حربية روسية 3 غارات جوية جديدة، ضمن منطقة “بوتين- أردوغان، استهدفت محيط قرية الحلوبة بريف إدلب الجنوبي، وقرية العنكاوي بمنطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.

وليس بعيداً عن منطقة بوتين- أردوغان، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات على مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة بالريف الحلبي، توزعت تفاصيلها على النحو الآتي:

– 1 أيلول، شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية قرية المحسنلي بريف منبج شرقي حلب بعد السيطرة عليها من قبل الفصائل الموالية لتركيا.

– 2 أيلول، قصفت طائرة حربية روسية، محيط قرية عرب حسن ضمن المناطق التي تسيطر عليها فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، دون ورود معلومات عن خسائر، تزامنا مع استمرار الاشتباكات بين مجلس منبج العسكري من جهة، وعناصر “الجيش الوطني”.

وفي السابع من أيلول، أفاد نشطاء المرصد السوري، بتوجه رتل عسكري روسي وبرفقة عربة لـ “ٌقسد”، إلى مناطق شرق الفرات، مؤلفاً من 10 مدرعات عسكرية، تحمل على متنها مواد لوجستية وأسلحة، قادمة من مناطق حلب.

وهذه الارتال تعتبر الأولى من نوعها، منذ التصعيد التركي والفصائل الموالية لها في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية دورية مشتركة وحيدة خلال الشهر 96 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية، وكانت بريف الحسكة، ففي 21 أيلول، سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية دورية عسكرية مشتركة بريف الحسكة الشمالي ، حيث انطلقت الدورية من معبر قرية شيريك غرب الدرباسية بمشاركة 8 عربات عسكرية لكلا الطرفين وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة.

على صعيد متصل، سيّرت القوات الروسية بتاريخ 9 أيلول، دورية عسكرية منفردة، مؤلفة من 5 مدرعات عسكرية، على الطريق الدولي M4 بريف منبج شرقي حلب، لرصد ومتابعة الأحداث في المنطقة.

وفي إطار استغلال حاجة المواطنين وإظهاراً لإنسانيتها إعلامياً، وزع مركز المصالحة الروسي مساعدات في كل من دير الزور ودرعا وريف دمشق جاءت تفاصيلها وفق الآتي:

– 5 أيلول، وزع مركز المصالحة الروسي 300 سلة إغاثية للمعلمين ملاك مديرية التربية في مدينة ديرالزور، بحضور الضابط الروسي رئيس المركز ومدير التربية وعضو المكتب التنفيذي، حيث تم توزيع المساعدات على 300 معلم ومعلمة، و تضمنت مواد متنوعة طحين ورز وسكر وشاي وزيت، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

– 8 أيلول، وزع مركز المصالحة الروسية أطنان من المساعدات الغذائية والملابس، على أهالي منطقة القطيفة بريف دمشق، ضمن مناطق نفوذ قوات النظام، في خطوة لاستمالة الحاضنة الشعبية وكسب ولائهم، ولتقوية نفوذه في المنطقة.

– 15 أيلول، وزع مركز المصالحة الروسي مساعدات جديدة على الأهالي في مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الإيرانية بدير الزور، حيث جرى توزيع سلل غذائية تضم سكر وطحين وشاي وزيت وأرز على عشرات العوائل في بلدة مراط بريف دير الزور.

– 15 أيلول، وزع مركز المصالحة الروسي، 300 مساعدات شملت سلل غذائية، على أهالي قرية المال بريف درعا، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، كما شمل التوزيع فحص من قبل طبيب روسي لعدد من المرضى وتقديم الأدوية لهم.

– 19 أيلول، وزّع مركز المصالحة الروسي مساعدات غذائية لـ 300 عائلة في بلدة حطلة شمالي مدينة دير الزور، ضمن مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الإيرانية، وتضمنت مواد “سكر، أرز، طحين ،شاي وزيت”.

وبذلك، بلغت حصيلة الخسائر البشرية بالقصف الروسي بلغت 21174 منذ الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015 حتى 30 من سبتمبر/أيلول من العام 2023:: 8714 مواطن مدني هم، 2115 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1321 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و5278 رجلاً وفتى، إضافة لـ 6201 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و6259 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية لمادة “الثراميت” – “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.