الطائرات الروسية تصعِّد قتلها للمواطنين السوريين وترفع إلى أكثر من 7850 عدد الضحايا المدنيين جراء غاراتها وقصفها الصاروخي

39

تواصل روسيا بعد نهش حاضر السوريين ومستقبلهم، بعد أن طمست ماضيهم تحت الركام الذي تخلفه ضرباتها الصاروخية والجوية، تواصل نهشها لحوم أبناء الشعب السوري، لتشبع نهمها وتسكت جوع مصاصي دماء هذا الشعب وقتلته، لتحقيق مصالحها الشخصية في هذه البلاد، مستولية على زمام معظم ما فيها، فاليد الروسية التي أوغلت بتهجير أبناء الشعب السوري وتغيير خارطتهم السكانية، لم تفلح في الظهور كيد سلام، بل كانت يد قاتلة في كل مرة، تتحكم أهواءها بها فتارة تصعِّد وتيرة القتل وأخرى تخفِّضها، ليكون الضحايا دائماً من أبناء الشعب السوري، لتوقع آلاف الشهداء المدنيين والجرحى خلال 33 شهراً من مشاركتها في العمليات العسكرية المباشرة داخل الأراضي السورية، منذ بدء ضرباتها في الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015، وحتى يوم الـ 30 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2018، حيث تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد ومقتل 17634 مواطن مدني ومقاتل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن قضوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت عدة محافظات سورية.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 120 مدنياً بينهم 27 طفلاً و21 مواطنة، استشهدوا في الغارات الروسية منذ الـ 30 من أيار / مايو الفائت من العام 2018، وحتى الـ 30 من حزيران الجاري، فيما توزع المجموع العام للخسائر البشرية خلال 33 شهراً من القصف الروسي على الشكل التالي:: 1885 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1165 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و4803 رجلاً وفتى، إضافة لـ 4982 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و4799 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

يشار إلى أن روسيا استخدمت خلال ضرباتها الجوية مادة “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

من جهته أنهت طائرات النظام الحربية والمروحية الشهر الثامن من العام الرابع على التوالي، لتصعيدها القصف على الأراضي السورية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، مستهدفة المدن والبلدات والقرى والمزارع السورية، بعشرات آلاف البراميل المتفجرة والغارات، محدثة دماراً كبيراً في البنى التحتية والمرافق العامة وممتلكات المواطنين، موقعة خسائر بشرية في كل مرة، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 20 من شهر أكتوبر / تشرين الأول من العام 2014، وحتى يوم الـ 30 من حزيران / يونيو من العام 2018، تنفيذ طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية، أكثر من 135678 غارة على الأقل، إذ قصفت الطائرات المروحية المناطق السورية بأكثر من 67589 برميل متفجر، فيما نفذت الطائرات الحربية 68089 غارة على الأقل.

هذا القصف العنيف خلال 44 شهراً، أوقع آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، في عشرات المجازر التي طالت المدن والمناطق السورية، حيث وثق المرصد السوري منذ الـ 20 من شهر أكتوبر / تشرين الأول من العام 2014، وحتى يوم الـ 30 من حزيران / يونيو من العام 2018، استشهاد 12979 مواطن مدني هم 2967 طفلاً دون سن الـ 18، و1967 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و8045 رجلاً، بالإضافة إلى إصابة نحو 77 ألفاً آخرين من المدنيين بجراح، عدد من وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان من شهداء وجرحى في القصف الجوي لطائرات النظام الحربية والمروحية خلال 44 شهراً، حيث تعرض الآلاف لإعاقات دائمة وفقدان أطراف.

أيضاً قضى جراء غارات الطائرات الحربية، والبراميل المتفجرة ما لا يقل عن 7478 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام وتنظيم “الدولة الإسلامية” والحزب الإسلامي التركستاني وعدة فصائل أخرى، إضافة لإصابة آلاف آخرين بجراح.

في حين ارتفعت بدورها الخسائر البشرية من المدنيين في غارات طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار / مارس من العام 2011 وحتى يوم الـ 30 من حزيران / يونيو من العام 2018، وبلغت 25507 شهيد مدني هم:: 16170 رجلاً و5712 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و3625 مواطنة فوق سن الـ 18.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من استمرار روسيا في إطلاق الادعاءات والأكاذيب الروسية المتواصلة حول عدم قتل طائراتها وضرباتها الصاروخية للمدنيين، ومحاولاتها إرساء حلول وفق مقتضيات مصلحتها، لا يزال يرى روسيا الاتحادية -العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، مستمرة في قتل المدنيين السوريين، وسط استمرار المجتمع الدولي في صمته وصمِّه لآذانه، والتعامي عن هذه المجازر والجرائم المرتكبة بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قبل روسيا، والتي تنفذها بذريعة محاربة “الإرهاب”، في الوقت الذي لم يخرج عن المجتمع الدولي سوى تنديدات إعلامية منه ومن مبعوثه الأممي إلى سوريا عن الجرائم المتواصلة بحق أبناء الشعب السوري، كما أننا نسعى من خلال نشر هذه الإحصائيات المرعبة، لتوثيقات الخسائر البشرية، التي كان المواطن المدني السوري، الضحية الأساسية للعمليات العسكرية في سوريا، لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، محملة بأوجاع وآلام وصرخات أبناء الشعب السوري، لعلَّ هذا الارتفاع المخيف والمستمر بأعداد الخسائر البشرية، وصرخات وآلام الجرحى والمصابين وذويهم، تحرك ما تبقى من ضمير هذا المجتمع، ونجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، إدانتنا الشديدة لاستمرار قتل المدنيين في سوريا، وندعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، للعمل بشكل أكثر جدية، لوقف القتل اليومي بحق المواطنين السوريين الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، وإحالة المجرمين إلى المحاكم الدولية المختصة، كي ينالوا عقابهم.