الطائرات الروسية ومروحيات النظام تنفذان أعنف قصف على محافظة إدلب ومحيطها بحوالي 90 غارة وضربة منذ بدء التحشد لعملية إدلب الكبرى من قبل النظام وحلفائه
لا تزال الطائرات الحربية والمروحية تواصل تكثيف غاراتها وضرباتها على مناطق سريان الهدنة الروسية – التركية، التي بدأ تطبيقها في الـ 15 من آب / أغسطس من العام الجاري 2018، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع أعداد الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية إلى 68 غارة طالت مناطق في خان شيخون واللطامنة وأماكن في منطقتي التمانعة وحيش والسرج وعابدين، بالتزامن مع قصف بأكثر من 19 برميل متفجر على مناطق في خان شيخون والهلبة وتل عاس وبابولين واللطامنة والصياد وكفرزيتا بريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي، وليسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان القصف الأعلى كثافة والأعنف منذ الت 10 من أغسطس / آب الفائت من العام الجاري، حيث تكون هذه الغارات هي الأعلى خلال كامل فترة سريان الهدنة الروسية – التركية، لتخلي بذلك روسيا بوعودها وضماناتها التي قدمتها للطرف الآخر من الهدنة بالالتزام بها.
هذه الغارات المكثفة اليوم السبت الـ 8 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام الجاري 2018، والتي تعد أعنف غارات منذ الإعداد لمعركة إدلب والتشحد لها وبدء الحديث عن المعركة الكبرى التي تقودها قوات النظام وحلفاؤها ضد إدلب، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل قوات النظام بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، ما تسبب بمزيد من الأضرار والدمار في ممتلكات المواطنين والبنى التحتية، كما تسبب القصف الجوي بسقوط خسائر بشرية، إذ وثق المرصد السوري 4 شهداء هم 3 بينهم طفل ومواطنة استشهدوا في الغارات الجوية على محيط عابدين وطفلة استشهدت في القصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي على منطقة الهلبة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، ولا تزال أعداد الشهداء قابلة للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم أنه رصد مزيداً من الخروقات في اليوم الـ 25 من سريان الهدنة الروسية – التركية، حيث رصد قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام صباح اليوم على بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، بعد أن استهدفت البلدة بعدة قذائف عقب منتصف ليل الجمعة – السبت، كما قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس بشكل متقطع أماكن في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، كذلك رصد المرصد السوري اشتباكات جرت على محور الليرمون شمال غرب مدينة حلب، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، ولا معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، فيما دون ذلك يسود الهدوء الحذر عموم مناطق الهدنة الروسية – التركية المطبقة في حلب وحماة واللاذقية وإدلب، والتي دخلت يومها الـ 25 على التوالي، على صعيد متصل رصد المرصد السوري إغلاق المدارس في جسر الشغور وريفها اليوم السبت الـ 8 من شهر أيلول / الجاري، تخوفاً من عمليات القصف الموسعة التي تستهدف الريف الإدلبي والذي تسبب بخسائر بشرية ومادية، وكان المرصد السوري نشر مساء أمس، أنه رصد تصاعد الخروقات اليوم الجمعة الـ 7 من أيلول / سبتمبر من العام الجاري 2018، بحق الهدنة الروسية – التركية، السارية في محافظات إدلب وحماة واللاذقية وحلب، حيث رصد المرصد السوري قصفاً مساء اليوم طال بأكثر من 70 قذيفة مناطق في بلدة قلعة المضيق الواقعة في الريف الشمالي الغربي لحماة، عند الحدود الإدارية مع محافظة إدلب، استهدفت في قسم منها مقراً لفصيل عامل في المنطقة، وتسبب القصف المكثف بسقوط خسائر بشرية، حيث استشهد طفل وقضى مقاتل من فصيل مقاتل، بالإضافة لإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، ليرتفع إلى أكثر من 300 عدد القذائف التي استهدفت ريف إدلب الجنوبي والريف الشمالي لحماة، حيث طال قسم من القصف مناطق في بلدة الهبيط ومحيطها، ومناطق أخرى في خان شيخون ومحيطها، فيما طال القسم الأكبر من القصف مناطق في كفرزيتا ومحيطها بريف حماة الشمالي، ومناطق في سهل الغاب بالقطاع الشمالي الغربي لحماة، كما كان المرصد السوري وثق 22 غارة، نفذتها الطائرات الحربية، طالت 10 منها محيط بلدة الهبيط، فيما استهدفت 6 أخريات مدينة خان شيخون، بينما نفذت اثنتان على منطقة تل عاس واثنتان على قرية الصياد ومثلها على محيط كفرزيتا، قضى واستشهد على إثرها 5 أشخاص هم مدني و4 مقاتلين من حركة إسلامية، استشهدوا جميعاً في الضربات التي طالت مناطق في محيط بلدة الهبيط، ولا تزال عدد من قضوا قابلاً للازدياد لوجود 15 جريحاً بعضهم لا تزال جراحه خطرة، كما تسبب القصف بدمار في مقر تابع للحركة، ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه ارتفع إلى 7 هم 5 مقاتلين من حركة إسلامية عدد من قضوا اليوم بالقصف الجوي والبري، ومواطن وطفل استشهدا في القصف ذاته على محيط الهبيط وقلعة المضيق، بريفي إدلب وحماة، أيضاً نشر المرصد السوري خلال الساعات الفائتة ما رصده من تصاعد ترجيحات انطلاقة المعركة الكبرى في كل يوم بشكل أكبر، مع تحضُّر قوات النظام لها بشكل أكبر، وفي الوقت ذاته تحضر الفصائل المقاتلة والإسلامية لعملية صد الهجوم هذه، ووسط هذين التحضرين، لا يزال المدنيون هم الضحية الأولى، والمنكوبون الأوائل لأية عملية قصف مدفعي أو صاروخي أو جوي أو معارك قد تجري في الفترة المقبلة، فمحافظة إدلب والأجزاء المتصلة معها من جبال اللاذقية الشمالية، وسهل الغاب بشمال غرب حماة، وريف حماة الشمالي، وأرياف إدلب الجنوبية والشرقية والجنوبية الشرقية، وريفي حلب الجنوبي والجنوبي الغربي، تضم الملايين من سكان المنطقة والمازحين إليها من مناطق سورية أخرى والمهجَّرين إليها من درعا والقنيطرة وجنوب دمشق وشرقها، وغوطة دمشق الشرقية والغوطة الغربية وريف دمشق الغربي، ومحافظة حمص وجنوب حماة، ومناطق أخرى، والذي وقعوا بين مطرقة النظام وحلفائه وسندان الحدود المغلقة والمساحة الجغرافية الضيقة، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تصاعد وتيرة تحضيرات النظام بشكل أكبر، لبدء معركة إدلب الكبرى، وعلم المرصد السوري من مصادر متقاطعة، أن قوات النظام حشدت غالبية قواتها التي خاضت معارك سابقة ضد الفصائل وتنظيم “الدولة الإسلامية”، ونقلتها إلى خطوط التماس وجبهات القتال في أرياف إدلب وحماة واللاذقية وحلب، بغية كسب ورقة رابحة في المعركة، التي حشدت لها أكثر من 2000 مدرعة لحد الآن، واستدعت لذلك عشرات آلاف العناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها، مع استدعاء ضباطها وقادة عملياتها وعلى رأسهم العميد في قواتها سهيل الحسن والمعروف بلقب “النمر”، فيما اتبعت قوات النظام تكتيك القصف المتبعثر، عبر نقل محور القصف بين اليوم والآخر، وتركيز القصف في كل مرة على منطقة دون الأخرى، لتشتيت المقاتلين في الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل العاملة في مناطق سيطرة الفصائل، شمال وشرق وغرب خط التماس بين قوات النظام والفصائل الممتد من جبال اللاذقية الشمالية وصولاً لريف حلب الجنوبي مروراً بسهل الغاب وريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، فيما شهدت مناطق سيطرة الفصائل من الفصائل المقاتلة والإسلامية والجبهة الوطنية للتحرير والحزب الإسلامي التركستاني وهيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين، تحضراً هي الأخرى لمواجهة هذه الحشود الكبيرة في حال انطلقت المعركة، فعمدت لحفر الأنفاق والخنادق وتقوية نقاط تمركزها، وزيادة محارسها وأعداد مقاتليها على الجبهات.