الفرقة الرابعة تستمر بعملية هدم المدارس في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي

23

استكمل أحد العاملين بمجال مقاولة البناء المقرب من “الفرقة الرابعة” التي يقودها “ماهر الأسد” العمل على هدم ما تبقى من مدارس مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي عقب الانتهاء من عملية هدم 7 مدارس في مدينة الرستن بوقت سابق من شهر مايو/ أيار الماضي.

نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكدوا قيام آليات الهدم (تركسات وبواكر) بهدم 4 مدارس ضمن أحياء مدينة تلبيسة وهي مدرسة “جعفر بكور” ومدرسة “الطلائع” ومدرسة “المحدثة” بالإضافة لمدرسة “الشهيد سليمان محيميد”.

وأفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بقيام متعهد المشروع المقرب من “الفرقة الرابعة” المدعو “سليمان الحسن” بالعمل على استخراج حديد الأسقف والجدران الاستنادية بالإضافة لما تبقى من أبواب الحديد وشبكات النوافذ ومن ثم نقلها إلى ساحة البورة التي يشرف عليها عناصر من “الفرقة الرابعة” بمنطقة حسياء الصناعية تمهيداً لصهرها وإعادة تدويرها.

يقول (م.و) أحد سكان مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي في شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان: إن المدينة افتقرت منذ بدء أحداث الثورة السورية مطلع العام 2011 للشُعب الصفية، وذلك نتيجة قصف المدارس التعليمية بشكل ممنهج بعدما تم الاعتماد عليها كمراكز لإيواء النازحين هرباً من آلة الموت التابعة لقوات النظام والميليشيات الداعمة له.

مضيفاً، أن القصف الذي طال المدارس كان له الأثر الأبرز بانخفاض أعداد الشُعب الصفية القابلة لاستيعاب طلاب مختلف المراحل التعليمية، الأمر الذي انعكس سلباً على سير العملية التعليمية عقب سيطرة قوات النظام على كامل الريف الحمصي منتصف العام 2018 بموجب اتفاقية وضمانة روسية بين فصائل المعارضة المسلحة من جهة، وقوات النظام والمليشيات الداعمة له من جهة أخرى.

لافتاً، إلى أن الأعوام الخمسة التي تلت سيطرة النظام على المنطقة شهدت اكتظاظاً لافتاً بعدد الطلاب داخل الشُعب الصفية، حيث تجاوز عدد الطلاب ضمن الشعبة الواحدة لما يزيد عن 45 طالب، الأمر الذي ساهم بدوره بانخفاض تركيز الطلاب والمعلمين على حد سواء، وسط تدهور غير مسبوق بالواقع التعليمي ضمن مناطق سيطرة النظام في الداخل السوري.

من جهته تحدث ( ج.و) أحد أولياء الطلاب للمرصد السوري لحقوق الإنسان قائلاً، أنه فضل إرسال ابنه من طلاب المرحلة الثانوية إلى إحدى المدارس الخاصة داخل مدينة حمص لضمان حصوله على تعليم أفضل من تلك التي يتلقاها ضمن المدارس الحكومية التي غابت عنها الكفاءات من المدرسين الذين هاجر معظمهم خارج سوريا بحثاً عن مستقبل أفضل لهم.

وأشار، إلى أن الأوضاع الأمنية داخل سوريا أجبرت مئات المدرسين من ذوي الكفاءات على الهجرة خارج البلاد والهروب من أداء “الخدمة الإلزامية” والتي تتراوح مدتها ما بين 5-8 أعوام الأمر الذي يعني القضاء على مستقبل المعلمين الذين تخرجوا حديثاً من الجامعات، ما دفع مديرية التربية بدورها للتعاقد مع عدد من المدرسين بنظام التدريس بالساعات لتعويض النقص الحاصل بهجرة الخريجين الجامعيين من ذوي الكفاءات.

يشار، إلى أن ورشات الهدم التابعة لـ “الفرقة الرابعة” انهت العمل على هدم 7 مدارس في مدينة الرستن الشهر الماضي وهي مدرسة “محمد سعيد ايوب” ومدرسة البنات والمدرسة الصناعية ومدرسة “محمد علي فرزات” ومدرسة “16 تشرين” بالإضافة لمدرسة “عبد القادر طلاس”، يضاف إليها هدم 4 مدارس في مدينة تلبيسة ليكون مجموع المدارس التي هدمت بريف حمص الشمالي خلال شهر واحد 11 مدرسة بالوقت الذي يتأمل الطلاب بإعادة تشييدها بعد أن أغرى الحديد المستعمل ضباط “الفرقة الرابعة”

لاستخراجه دون الاكتراث لما سينتج عن هذا الفعل من عمليات تسريب طلابي وحرمان المئات من طلاب المراحل التعليمية المختلفة الباحثين عن فرصة للنجاح من الولوج ضمن مدارسهم وشعبهم الصفية.