الفصائل المدعمة تركياً تعاود السيطرة على تركمان بارح بعد أن قضى وجرح فيها 50 مقاتلاً على الأقل بانفجار ألغام فيها في السيطرة الأولى لها منذ يومين
علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعمة بالدبابات والطائرات التركية عاودت السيطرة على بلدة تركمان بارح الواقعة جنوب غرب من بلدة الراعي الاستراتيجية، والتي تبعد كذلك عن بلدة دابق ذات الرمزية الدينية لدى تنظيم “الدولة الإسلامية، بنحو 3 كلم إلى الشرق منها، وتأتي هذه السيطرة الجديدة بعد يومين على انسحاب الفصائل هذه من البلدة بعد سيطرتها عليها لساعات، نتيجة انفجار عدد كبير من الألغام التي زرعها التنظيم في البلدة، والتي قضى وجرح فيها ما لا يقل عن 50 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعمة بالدبابات والطائرات التركية خلال تمشيطهم لبلدة تركمان بارح، وأكدت المصادر حينها أن 21 على الأقل منهم قضوا فيما أصيب بقية المقاتلين بجراح خطرة ومتوسطة، حيث كانت هذه أكبر خسارة بشرية يلحقها تنظيم “الدولة الإسلامية” بالفصائل المدعمة تركياً، منذ دخولها في الـ 24 من آب / أغسطس الفائت من العام الجاري وسيطرتها على مدينة جرابلس والشريط الحدودي الواصل بينها وبين بلدة الراعي ذات الأهمية الاستراتيجية للتنظيم.
وتحاول الفصائل المدعمة بالطائرات والدبابات التركية توسيع نطاق سيطرتها في محيط بلدة الراعي وريفها، في محاولة للوصول إلى بلدة دابق ذات الرمزية الدينية والأهمية الاستراتيجية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي يعتبر هذه البلدة “منطلقاً للجيوش الإسلامية للسيطرة على العالم وقتال الروم “مستنداً إلى الحديث النبوي عن أبو هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«لاتقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق – أو بدابِقَ – فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا ، قالت الروم : خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون : لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم ؟فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا ، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله ، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا ، فيفتَتحِون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد عَلَّقوا سُيوفَهُهْم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ فد خَلَفَكم في أهاليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبيناهم يُعِدِّون القتال، يُسَوُّون صفوفَهم، إذا أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى بن مريم ، فأمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب في الماء فلو تركه لا نزاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده -يعني المسيح- فيريهم دَمه في حربته””.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد أعد قواته في الأشهر الفائتة، لمعركة دابق، وقام في نهاية نيسان / أبريل، ومطلع أيار / مايو من العام الجاري، بإرسال نحو 800 من مقاتليه إلى منطقة دابق الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، من بينهم كتيبة “أبو الأنصاري المهاجر”، والتي تعد من أقوى كتائب التنظيم في سوريا، حيث رفضت قيادة الكتيبة في البداية التخلي عن جبهاتها مع قوات سوريا الديمقراطية في ريف الرقة الشمالي، إلا أن قادة “شرعيين” في التنظيم أقنعوهم بضرورة توجههم إلى دابق، لأنها “باتت في خطر ومن الممكن أن يفقدوا السيطرة عليها”.