الفلتان الأمني المتواصل في إدلب يمكِّن مسلحين مجهولين من اختطاف مدير مشفى في مدينة إدلب وتعذيبه بعد مئات الاغتيالات ومحاولات القتل في المحافظة

24

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام مسلحين مجهولين، باختطاف طبيب سوري، وهو مدير المشفى التخصصي في مدينة إدلب، وذلك مساء أمس الخميس الـ 30 من آب / أغسطس الجاري، من أمام منزله في المدينة، قبل أن تتم إعادته بعد ساعات من اختطافه وعليه آثار تعذيب في مناطق متفرقة من جسده، دون معلومات حتى اللحظة عن هوية المختطفين والأسباب التي دفعت إلى ذلك، وتأتي عملية الاختطاف هذه في ظل الانفلات الأمني المتواصل في محافظة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل وهيئة تحرير الشام، كما شهدت المحافظة عمليات اختطاف وتعذيب واغتيالات لعدة أطباء في المحافظة، ونشر المرصد السوري يوم أمس الخميس، أنه يتواصل الفلتان الأمني في محافظة إدلب، والأرياف التي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية وهيئة تحرير الشام، في محيط المحافظة، والذي بدأ بالتصاعد في الـ 26 من شهر نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري، فمن قتل بتفجير عبوات ناسفة إلى قتل برصاص مجهولين، وصولاً لاختطاف أو اختفاء، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان سماع دوي انفجار عنيف في مدينة إدلب، ناجم عن تفجير عبوة ناسفة، قرب دوار الساعة بمدينة إدلب، استهدفت سيارة تابعة لهيئة تحرير الشام، ما أسفر عن إصابة عنصرين اثنين من التركستان، أحدهم في حالة خطرة، فيما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل أمس أنه هز انفجار عنيف منطقة في مدينة سلقين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف إدلب، ناجمة عن تفجير عبوة ناسفة، تسبب في أضرار مادية، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية، ويأتي التفجير ضمن سلسلة الاغتيالات ومحاولة الاغتيال المتواصلة التي تستهدف مدنيين ومقاتلين وقادة سوريين وغير سوريين، لإيقاع المزيد من الخسائر البشرية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، 290 شخصاً على الأقل ممن اغتيلوا في أرياف إدلب حلب وحماة، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 57 مدنياً بينهم 9 أطفال و6 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و201 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و30 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تصاعد الاغتيالات هذه منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت، من العام الجاري، لتستكمل شهرها الرابع على التوالي، يوم الـ 26 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، حيث نفذت الاغتيالات في قسمها الأكبر من قبل خلايا نائمة تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي بدأت تنشط في أعقاب إنتهاء وجودها في إدلب وريف حماة الشرقي، حيث نفذت الاغتيالات بوسائل مختلفة، من إطلاق نار إلى تفجير عبوات ناسفة، إلى تفجير دراجات نارية مفخخة، وصولاً لتفجير سيارات وعربات مفخخة، واختطاف وذبح وتعليق جثامين، وجرت عمليات الاغتيال في مدينة إدلب وأريافها الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، وريف حلب الغربي، والقطاع الشمالي من ريف حماة، وسفوح جبال اللاذقية، كذلك كان رصد المرصد السوري إخفاق الفصائل العاملة في الريف الإدلبي وأرياف حلب وحماة، في ضبط الفلتان الأمني، على الرغم من الحملات الأمنية التي ساهمت في اعتقال عشرات الأشخاص بتهم الانتماء لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، واعتقال وإعدام وقتل العشرات من العناصر المنتمين لهذه الخلايا، خلال الحملات الأمنية في مناطق سريان واستشراء الفلتان الأمني، إذ أن بعضهم جرى إعدامه بعد اعتقاله مباشرة، والبعض الآخر أعدم بعد التحقيق معه، وبعضهم قتلوا خلال القتال والاشتباكات عند مداهمة مقرات هذه الخلايا التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية، إذ بلغ 75 على الأقل عدد عناصر التنظيم والخلايا هذه الذين قتلوا منذ نهاية نيسان / أبريل من العام الجاري 2018، من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية، من ضمنهم 36 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة في مناطق سلقين وسرمين وسهل الروج وعدد من المناطق الأخرى في الريف الإدلبي.