القصف الجوي المكثف أوقع أكثر من 135 شهيداً وجريحاً في أول يومٍ دامي من ((معركة الطرق الدولية)) بحلب وإدلب والهدوء يتزامن مع دخول شحنة تركية إلى المنطقة

40

يتواصل الهدوء الحذر في منطقتين تعرضتا لعمليات قتل وقصف جوي مكثف، تسبب في إحداث دمار وأضرار وإيقاع خسائر بشرية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الهدوء بعد يوم دامي، شهد عمليات قصف بنحو 115 غارة وبرميل متفجر، نفذتها الطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام، والتي أحدثت دماراً كبيراً عبر استهداف بلدة اورم الكبرى في القطاع الغربي من ريف حلب، ومدن وبلدات خان شيخون والتح والتمانعة وسكيك وتل عاس وتحتايا وأم جلال ومناطق أخرى من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ما تسبب بإيقاع عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 30 مواطناً هم 18 مواطناً بينهم رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة، استشهدوا في مجزرة أورم الكبرى التي نفذتها الطائرات الحربية، و9 مواطنين بينهم طفل و3 مواطنات استشهدوا في مجزرة خان شيخون، و3 مواطنين بينهم طفلان استشهدوا في القصف الجوي على بلدة التح، كما تسبب القصف الجوي المكثف في المنطقتين، بإصابة وفقدان أكثر من 105 أشخاص، حيث لا تزال أعداد الشهداء قابلة للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، ووجود مفقودين تحت أنقاض الدمار لم يعرف مصيرهم إلى الآن، حيث أدى القصف لإحداث دمار وأضرار جسيمة في البنى التحتية وممتلكات مواطنين.

 

هذا الهدوء الحذر والذي جاء في أعقاب تمهيدات من قبل قوات النظام، لاستعادة كامل طريق اللاذقية – حلب، وحلب دمشق، وافتتاح طريق حلب – غازي عنتاب، بغية تنشيط عملية التنقل وتسهيلها، كما يأتي الهدوء الحذر اليوم، بالتزامن مع إدخال القوات التركية لشحنة جديدة من الكتل الإسمنتية، والجدران مسبقة الصنع، عبر المعبر الواصلة بين تركيا وسوريا، حيث تستخدمها القوات التركية في تحصين نقاطها العسكرية ومحاوطتها بالكتل والحوائط الاسمنتية تحسباً من هجمات مباغتة قد تستهدفها ولزيادة حماية عناصرها، في حين كانت الغارات جاءت عقب استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية ضخمة من آليات وجنود لأرياف كل من حماة وإدلب واللاذقية، تمهيداً لعملية عسكرية، كما جاء هذا القصف الجوي على ريف إدلب، بعد أقل من شهر على الضربات الجوية من مروحيات النظام التي طالت مناطق في القطاع الغربي من ريف جسر الشغور، عند مطلع الثلث الثاني من شهر تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2018، في أعقاب هجوم عنيف من قبل فصائل إسلامية على قوات النظام في جبال اللاذقية الشمالية والمحاذية لريف إدلب الغربي، كما أن مصادر متقاطعة رجحت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون هذه الضربات على القطاع الجنوبي من ريف إدلب، وعودة القصف الجوي إلى المنطقة، باكورة لعملية عسكرية تلوح بها قوات النظام وحلفائها من جنسيات سورية وغير سورية في محافظة إدلب، بعد أن أجرت عملية عسكرية قبل أشهر وسيطرت على عشرات القرى والبلدات في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، بدعم من القوات الروسية، ووصلت لريف إدلب الشرقي ومطار أبو الضهور العسكري، قبيل أن تنتشر قوات تركية في مناطق متفرقة من محافظة إدلب وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي ومناطق متصلة بسفوح جبال اللاذقية.