القوات الكردية ترفع راية النصر بالباغوز وتعلن القضاء التام على “داعش”

12

أعلنت قوات سوريا الديموقراطية امس، القضاء التام على تنظيم “داعش” الإرهابي، بعد السيطرة على آخر جيوبه عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، لتطوي بذلك نحو خمس سنوات أثار فيها التنظيم الإرهابي الرعب بقوانينه المتشددة واعتداءاته الدموية.
ومع السيطرة على بلدة الباغوز بالكامل في ريف دير الزور الشرقي، لم يعد للتنظيم الإرهابي أي أراض تحت سيطرته في سوريا، بعد أكثر من عام على دحره من العراق المجاور.
وقال مدير المركز الاعلامي في قوات سوريا الديموقراطية في تغريدة على تويتر بالانكليزية “تعلن قوات سوريا الديموقراطية القضاء التام على “داعش” الإرهابي وخسارة التنظيم الإرهابي لأراضي سيطرته بنسبة مئة في المئة”، وفي تغريدة أخرى قال : “الباغوز تحررت والنصر العسكري ضد داعش الإرهابي تحقق” مضيفاً “بعد سنوات من التضحيات الكبرى نبشر العالم بزوال دولة الخلافة المزعومة”.
ورفعت قوات سوريا الديموقراطية رايتها الصفراء على مبنى داخل آخر بقعة كانت تحت سيطرة التنظيم في الباغوز. وهتف مقاتل في صفوفها “داعش” الإرهابي انتهى.. نحن نعيش الفرحة الآن”.
على بعد أمتار من نهر الفرات، الذي تقع الباغوز على ضفافه الشرقية، شاهد صحافي راية التنظيم الإرهابي السوداء مرمية على الأرض.
وأعلن التنظيم الإرهابي في العام 2014 إقامة “الخلافة الإسلامية” على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور، تعادل مساحة بريطانيا. وتمكن خلال نحو خمس سنوات من فرض قوانينه المتشددة وأحكامه القاسية في مناطق سيطرته وإثارة الرعب باعتداءاته الوحشية حول العالم.
وجاءت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على آخر جيوب التنظيم الإرهابي بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية. ودارت معارك عنيفة بين الطرفين منذ التاسع من شباط/فبراير، تخللها قصف مدفعي وغارات للتحالف.
وفي وسط المخيم الذي شكل آخر بقعة للتنظيم الإرهابي قبل انكفاء مقاتليه في الأيام الأخيرة الى جيوب على ضفاف النهر، شاهدت صحافية امس، خنادق محفورة تحت الأرض وبطانيات مبعثرة وآوان منزلية ومولدات كهرباء مرمية في كل مكان، بين خيم مهترئة وأخرى محروقة أو مغطاة ببطانيات وقماش ملون.
وقالت إن عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة كانت متوقفة بين الخيم، غالبيتها باتت عبارة عن هياكل حديدية جراء القصف، بينما كانت أسلحة مثبتتة على عدد منها، وهي محترقة بالكامل جراء ضربات جوية للتحالف على الأرجح.
وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت قوات سوريا الديموقراطية خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم الإرهابي منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف إرهابي تم توقيفهم. وبين الخارجين عدد كبير من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم الإرهابي، ضمنهم عدد كبير من الأجانب، الذين تم نقلهم الى مخيمات لا سيما مخيم الهول.
وأسفر الهجوم منذ سبتمبر عن مقتل 750 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية ونحو ضعف هذا العدد من مقاتلي التنظيم الإرهابي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واضطرت قوات سوريا الديموقراطية مراراً إلى تعليق هجماتها خلال الأسابيع الأخيرة تمهيداً لخروج المحاصرين. واتهمت التنظيم الإرهابي باستخدام المدنيين كـ”دروع بشرية”.
وواصل مقاتلو التنظيم الإرهابي الرافضين للاستسلام القتال حتى اول امس، وتحصنوافي خنادق وأنفاق حفروها في الباغوز.
وأوضح المتحدث باسم الهجوم في دير الزور عدنان عفرين اول امس أن “مجموعات صغيرة من داعش “الإرهابي” رافضة للاستسلام تشن هجمات وقواتنا ترد عليها”. وأضاف “قواتنا تضغط عليها للاستسلام أو إنهاء الأمر بالقتال”.
وأفاد صحافي أن مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية كانوا يتوزعون على سطوح عدد من الابنية التي لا تزال قائمة في الباغوز.
ولا يعني حسم المعركة في منطقة دير الزور انتهاء خطر “التنظيم”، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف.
وعلى صعيد متصل أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس، أن “داعش” الإرهابي لم ينته حتى في شرق الفرات.
ونوّه المرصد السوري بأن هناك معلومات استخباراتية سابقة كانت قد أفادت بوجود قادة “داعش” الإرهابي في أنفاق الباغوز.

المصدر: الوطن