اللاجئون السوريون في لبنان… هل تخلى المجتمع الدولي عنهم؟

568

مع اقتراب العودة المدرسية، يكافح اللاجئ السوري في لبنان ظروفاً صعبة فمن يقاوم من أجل توفير لقمة العيش بات صعباً عليه إرسال أبنائه للمدارس.
ومع معاناة الحاجة والخصاصة والفقر وعدم القدرة على توفير الضروريات يحاول اللاجئون السوريون لملمة جروحهم للتعايش مع الواقع المحاط بهم.

وأكد الباحث الصحفي، درويش خليفة، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه من المتوقع أن يواجه اللاجئون السوريون في لبنان تحديات كبرى في قادم الأيام، لا سيما فيما يتعلق بالموسم الدراسي الذي بات على الأبواب، وكذلك بالحصول على المياه النظيفة للشرب والاستخدام اليومي، مما قد يزيد من تفشي الأمراض ويؤثر على الصحة العامة،مؤكداً أن مصير اللاجئين السوريين في لبنان، في ظل هذه الظروف الصعبة، يعتمد على عدة عوامل، منها الدعم الدولي فإذا استمر المجتمع الدولي في تقديم الدعم المالي واللوجستي للمنظمات الإنسانية العاملة في لبنان، قد يتمكن اللاجئون من تجاوز هذه الأزمة بشكل مؤقت، إضافة.الى الضغوط المحلية حيث تعاني الحكومة اللبنانية من ضغوط اقتصادية واجتماعية تجعلها أقل قدرة على تقديم المساعدة للاجئين، مما قد يؤدي إلى مزيد من التقييد على الموارد المتاحة لهم، وذلك بعد انحياز حكومة نجيب ميقاتي للمحور الإيراني الذي يعاني من عقوبات غربية على اقتصاده المتهالك، وترك دول المنطقة لبنان إلى مصيره، في ظل هيمنة حزب الله وتعاليه على منطق الدولة.
وأكد أن الوضع الصعب قد يدفع ببعض اللاجئين إلى التفكير في العودة إلى سوريا، رغم المخاطر الأمنية وعدم الاستقرار هناك، الأمر الذي يثير مخاوفهم بعد أن اعتقلت الحواجز المنتشرة والفروع الأمنية العديد من السوريين العائدين إلى بلدهم، ومع ازدياد الضربات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني ونزوح الآلاف من سكان هذه المناطق والقرى إلى الداخل، ما تزداد المعاناة سوءً على لبنان وشعبه ولاجئيه، مما يتطلب تدخل دولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والمنطقة على صفيح ساخن.

وأشار محدثنا إلى أنه نظراً لجملة العوامل السابقة، أطلقت وزارة الداخلية بالتعاون مع البلديات بحملة إحصاء وتسجيل قيود اللاجئين السوريين في مناطقها علها تستطيع حصر أعدادهم ورفعها للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لوضعها أمام مسؤولياتها.
وتابع” بشكل عام، يتوقع أن تستمر معاناة اللاجئين السوريين في لبنان ما لم يتم إيجاد حلول مستدامة، سواءً من خلال تحسين الأوضاع في لبنان أو تسهيل عودتهم بأمان إلى سوريا بعد تطبيق القرارات الدولية التي تتصل بالشأن السوري”.

بدوره، قال عبد الناصر حوشان، المحامي والحقوقي، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان ، إن المجتمع الدولي بدأ بالتخلي عن مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، خلال السنوات الأربع الماضية، حيث تم التضييق عليهم في لقمة عيشهم من خلال تخفيض المساعدات الدولية ، التي وصلت هذا العام إلى مستوى خطير ينذر بكارثة إنسانية.
ولفت إلى أن أغلب التمويل الذي يرصد باسمهم يذهب إلى حكومات الدول المستضيفة ، بينما الشريحة الأكثر تضررا هي تلك التي تقطن في الشمال، حيث لم يتوقف الأمر عند تخفيض المساعدات بل تعداه إلى فتح باب الترحيل القسري إلى مناطق سيطرة النظام كما هو الحال في لبنان وهو أخطر ما يتعرض له اللاجئ السوري ، كما يتسرب عن خطط بعض الحكومات الغربية لترحيل اللاجئين إلى دول ثالثة أو إعادتهم إلى مناطق النظام،وغيرها من الممارسات العنصرية والتمييزية.
واعتبر أن كل هذا يحصل أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ، و المعارضة السورية التي لا حيلة لها في وقف هذه الممارسات والانتهاكات.