“اللغة هي هوية الإنسان وعامل السلام بين الشعوب”.. أكراد سوريا يحتفلون بيوم اللغة الكردية بعد سنوات من رفض النظام الاعتراف بها

270

يصادف اليوم 15 أيار يوم اللغة الكردية الذي يحتفل فيه الأكراد في العالم وفي سوريا بلغتهم الكردية الأم التي منعهم النظام من تعلمها والتحدث بها طيلة عقود مضت، كما يحتفلون بصدور أول مجلة باللغة الكردية تصدر في العاصمة السورية دمشق عام 1932، ويؤكدون خلال احتفالهم في هذا اليوم من كل عام على استمرارهم بالتمسك بلغتهم و هويتهم وحقوقهم التي سلبها النظام على مر سنوات حكمه.

تقول (ن.ج) وهي معلمة لغة كردية في مدينة الحسكة، في شهادتها للمرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ آلاف السنين كان الشعب الكردي مضطهد ومسلوب حقوقه إن كانت تاريخياً او ثقافياً او لغوياً، و هو شعب مكافح في كل مرحلة تاريخية وهناك صفحة كردية و للمقاومة التي بذلوها واستشهد الكثير في الثورات دفاعاً عن حقوقهم المشروعة في تعلم لغتهم الأم، و معروفة تاريخهم وثقافتهم التي دمرت بين أيادي سلطات و احتلال على كوردستان باربع أجزاءه، وكان تعلم اللغة الكردية في سوريا ممنوع من قبل النظام، وكان كل من يتعلم اللغة الكردية ينتهي مصيره في السجون.
مضيفة، ولكن مع قدوم الإدارة الذاتية في سوريا أصبحت اللغة الكردية رسمية في المدارس بعد مقاومة عنيفة لأن النظام لم يتنازل عن تفكيره السلطوي البعثي لأنه له أهداف ثلاثة هي الوحدة الحرية الإشتراكية وأن الوطن العربي بما فيه سوريا يجب أن يتكلم فقط العربية ولا مجال لأي لغة أخرى هنا، وفي ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية أصبح حلم آلاف السنين محققاً وأصبحنا نتعلم ونتكلم بلغتنا الأم وبدأنا بالأحرف ثم دخلنا المدارس و ثم تم بناء المعاهد والأكاديميات باللغة الكردية الأم وأصبحنا ندرس في معاهدنا ثم درسنا في جامعاتنا بلغتنا الأم.
وتتابع، أصبحنا من الذين يتكلمون بلغتهم الأم بطلاقة وبدون أي قيود أو خوف ولا زلنا مستمرين في تعليم والتعلم وندفع أجيالنا ونحو مستقبل زاهر ونبني جيل حر بدون أي قيود وسنعمل ونستمر في العمل لنبني أجيال أخرى ومهما كان الثمن يجب أن ندافع ونكافح من أجل قضيتنا ولغتنا وتاريخنا خاصة من أجل دماء شهدائنا الذين دافعوا عن الأرض بدمائهم.

بدوره يتحدث (ع.س) الكاتب والعضو في إتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة، للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلاً: يصادف اليوم 15 أيار يوم اللغة الكردية وصدور أول مجلة كردية في دمشق عام 1932 باسم “هاوار” ويعد حدثاً مهماً بالنسبة للشعب الكردي.
ويضيف، اللغة هي هوية الإنسان، هناك صراع عبر التاريخ والكثير من الشعوب حافظت على عاداتها وثقافاتها عبر اللغة، وهناك كثير من اللغات انصهرت على مر التاريخ لكن اللغة الكردية حافظت على نفسها، والكرد ناضلوا عبر سنين للحفاظ على قيمهم الإنسانية، في السابق كان النظام البعثي يضطهد الأكراد ولم يمنحهم الحقوق الثقافية، وكانوا يعانون الأمرين في المدارس والمؤسسات الحكومية لكن بعد تجربة الإدارة الذاتية رأينا الكثير من المدارس لتعليم اللغة والآن الأكراد ينشرون هذه اللغة.
ويتابع، الشعب الكردي غني بثقافته وهو جزء من الشعب السوري ولا بد في المستقبل أن يكون هناك تغيير في الدستور السوري وأن يعترف باللغة الكردية كلغة ثانية في البلاد، يجب أن يكون هناك حقوق ثقافية لكل مكونات الشعب السوري.
مؤكداً، بأن اللغة هي عامل السلام والمعرفة بين الشعوب، ونبارك للشعب الكردي في هذا اليوم.
يشار بأن النظام رفض خلال السنوات الماضية من حكمه بالاعتراف بحقوق المكون الكردي في تعلم اللغة الكردية ورفض تدريس اللغة ضمن المناهج الدراسية كما رفض منح أبناء المكون الكردي حقوقهم في الهوية ونشر الثقافة واضطهادهم قبل بداية الثورة السورية عام 2011 التي كانت نقطة تحول بالنسبة للقضية الكردية في سوريا.