المخدرات وحزب الله اللبناني… المرصد السوري يسلط الضوء على أماكن التصنيع والترويج في القلمون عند الحدود السورية-اللبنانية

185

يواصل المرصد السوري لحقوق الإنسان، تسليط الضوء على قضية “المخدرات” المنتشرة بصورة كبيرة جداً في عموم الأراضي السورية وعلى اختلاف مناطق السيطرة، وفي سياق ذلك، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، من منطقة القلمون الحدودية مع لبنان بريف دمشق، إلى تصاعد تجارة “الحشيش والحبوب المخدرة” في عموم المنطقة، وذلك من قبل مسؤولين وعناصر في حزب الله بمشاركة ميليشيات محلية موالية لهم، حيث يتم الترويج للحبوب المخدرة بشكل كبير، في الوقت الذي يكون إنتاجها في معامل متواجدة بالمنطقة، يقدر عددها وفقاً لمصادر المرصد السوري بنحو 14 معمل، توزعوا على الشكل التالي: ( 3 معامل في سرغايا ومعملان اثنان في كل من رنكوس وعسال الورد والجبة، ومعمل واحد في كل من تلفيتا وبخعة والطفيل ومضايا والصبورة)، حيث يتم بيع منتجات تلك المعامل في المنطقة ويتم تصديرها لمناطق سورية مختلفة لا تقتصر على مناطق النظام، بالإضافة لخروجها خارج الأراضي السورية.
وكان المرصد السوري أشار في 16 من الشهر الفائت، إلى أن قضية مادة “الحشيش والحبوب المخدرة” تتصاعد بين أوساط السوريين داخل البلاد عامة، وبين الشبان والفتيات على وجه الخصوص، حيث باتت شوارع العاصمة دمشق وريفها، وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، تنتشر بها مادة “الحشيش والحبوب المخدرة” بشكل علني وبأسعار رخيصة، مقارنة بأسعارها في باقي دول العالم، وبات من السهل لأي شخص الحصول عليها من أي مكان يقوم ببيعها بالخفاء وبالعلن قد يكون بقالة أو محل تجاري لبيع الألبسة مثلاً.
مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكدت أن مجموعات عسكرية موالية لـ”حزب الله” اللبناني، هي المسؤولة عن انتشار مادة “الحشيش والحبوب المخدرة” بكثافة في مناطق النظام، حيث لاتزال شحنات “الحشيش” تدخل من لبنان عبر المعابر الغير رسمية التي يسيطر عليها الحزب في ريف دمشق، كمنطقة سرغايا الحدودية مع لبنان وعسال الورد والتي تعد من أبرز المناطق التي يتم إدخال شحنات “الحشيش” منها إلى الأراضي السورية، بالإضافة إلى المعابر الغير رسمية مع مدينة القصير بريف حمص وبإشراف ضباط وعناصر من قوات “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري، المواطن “م.ع” من سكان العاصمة دمشق، وموظف في دوائر النظام الحكومية، قال للمرصد السوري، أن منطقة البرامكة في العاصمة دمشق، أصبحت مرتعاً لسماسرة “الحشيش والحبوب المخدرة”، يقفون على قارعة الطرقات وأيديهم في جيابهم، يصطادون الأطفال في بعض الأحيان، والشبان والشابات، ويقومون ببيعهم المواد المخدرة بشكل شبه علني، هذا ما رأيته عندما أقدم أحد الشبان على شراء المادة من أحد السماسرة أمام عيني عند وقوفي وانتظاري للباص.
وبالانتقال إلى مناطق ريف دمشق، تشهد جميعها حركة كبيرة في بيع مادة “الحشيش والحبوب المخدرة”، المواطن “س.ق” من سكان منطقة سرغايا بريف دمشق قال للمرصد السوري باللغة العامية “بيع الحشيش والحب صارت شغلة يلي ماله شغلة أي شب معو شوية مصاري بيشتري من ضباط الدفاع الوطني شوية حشيش وببلش يبيع فين لهالشباب” في إشارة منه إلى انتشار بيع المادة بشكل كبير بين أوساط الشبان، فجميع المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام، تشهد حالة مشابهة لما ذُكر أعلاه، حيث أن سورية باتت المنفذ الوحيد لبيع المخدرات من قِبل المقربين من”حزب الله” اللبناني.
يذكر أن المرصد السوري أشار مراراً وتكراراً، في تقارير وأخبار سابقة، إلى أن “المخدرات” باتت تنتشر بين أوساط السوريين دون وجود أي رقابة حكومية، إذ باتت المخدرات في سورية من السهل جداً أن تكون في متناول الأطفال والفتيات والشبان، حيث أشار المرصد السوري في التاسع من أبريل/نيسان من العام 2020 المنصرم، إلى أن “الشرطة العسكرية” الروسية داهمت مستودعاً يحوي مواد مخدرة في منطقة معربا بريف دمشق الغربي، حيث تعود وصاية المستودع لشخص سوري مقرب من “حزب الله” اللبناني، ووفقاً لمصادر “المرصد السوري” فإن المداهمة الروسية جاءت بعد شكاوي عدة قدمها أعيان البلدة إلى “الشرطة العسكرية الروسية” بسبب انتشار المواد المخدرة بشكل كبير بين متناول الشبان في المنطقة، حيثُ يتم ترويجها وطرحها في السوق عن طريق أشخاص من الجنسية السورية من الموالين لـ”حزب الله” اللبناني، وعلى إثر تلك الشكاوي اقتحمت الشرطة العسكرية الروسية مستودعاً يحوي كميات كبيرة من المخدرات قادمة من لبنان قبل نحو أسبوع، لتصادر كافة المواد الموجودة بداخله، دون معلومات حتى اللحظة عن مصير المسؤول عن الشحنة إذا ما تم اعتقاله أم أنه لايزال حر طليق.
وأشار المرصد السوري، في أوائل العام 2020 المنصرم، إلى أن اقتتال مسلح عنيف شهدته بلدة فليطة بالقلمون الغربي، بين عناصر مسلحة تابعة لـ “حزب الله اللبناني” من جهة، وقوات “الدفاع الوطني” من جهة أُخرى، ووفقاً لمصادر “المرصد السوري” فإن الاشتباكات جرت يوم الجمعة الفائت واستمرت لساعات متواصلة، استخدم خلالها الطرفين أسلحة متوسطة، وتركزت على حاجز العقبة التابع لـ “الدفاع الوطني” بالقرب من جرود فليطة، وامتدت إلى الجرود الخاضعة لسيطرة مسلحين موالين لـ”حزب الله اللبناني”، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة نحو 7 عناصر من كلا الطرفين، فيما قالت مصادر المرصد السوري أن الاقتتال جرى بسبب وجود خلافات على أرباح مالية بتجارة المخدرات بين قادات “الدفاع الوطني” والقادات الموالين لـ”حزب الله”.