المرصد السوري لحقوق الإنسان: اشتباكات واستنفار في الشمال السوري وترقب لعملية عسكرية تركية وشيكة

36

تسود مناطق شمال وشمال غربي سورية حالة من الاستنفار والترقب، وسط توقعات بانطلاق عملية عسكرية تركية ضد مواقع “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، فيما اندلعت اشتباكات محدودة بين الجانبين في ريف حلب الشرقي.

ودرات اشتباكات فجر اليوم الجمعة على محور الدغلباش بريف مدينة الباب شرقي حلب بين فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا وقوات “مجلس الباب العسكري” التابعة لـ”قسد”، وسط قصف متبادل، بعد أن كان الجانبان قد تبادلا القصف المدفعي الليلة الماضية على محاور كفر كلبين بريف حلب الشمالي.

وقال الناشط محمد الشمالي لـ”العربي الجديد” إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجانبين على جبهتي كفركلبين وكلجبرين بريف حلب الشمالي، حيث قصفت قوات “قسد” بقذائف الهاون الأطراف الغربية لمدينة أعزاز، في حين ردت مدفعية الجيش التركي بقصف على مواقع “قسد” في قريتي عين دقنة وبيلونية، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات حربية واستطلاعية، تابعة للقوات الروسية في أجواء المنطقة.

وذكرت وكالة الأنباء الكردية “ANHA” أن الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني” أطلقا مساء أمس قذائف وصواريخ على قرى عين دقنة والبيلونية، حيث انفجرت عشرات القذائف في هذه المناطق.

وكانت فصائل “الجيش الوطني” في ريفي حلب والرقة قد أكدت جاهزيتها لأي عملية عسكرية تقودها تركيا ضد قوات “قسد” في المنطقة، وذلك من خلال تنظيمها استعراضاً عسكرياً واسعاً تزامناً مع دخول أرتال ضخمة للجيش التركي إلى مدينة تل أبيض، حيث تمركزت بالقرب من خطوط التماس، فيما شهدت مناطق سيطرة “قسد” استنفاراً وتعزيزات عسكرية للتعامل مع أي هجوم مرتقب.
من جهتها، ذكرت شبكات محلية، منها “عين الفرات”، أن طائرات حربية روسية من نوع “سوخوي 27” وصلت يوم أمس، وللمرة الأولى، إلى القواعد الروسية في مطاري “الطبقة” غرب الرقة، و”القامشلي” بريف الحسكة، وذلك بهدف تدريب طيارين من قوات النظام السوري لاستخدامهم في مناطق سيطرة “قسد” شرق الفرات، وهو ما يفسر أنه تحضير لمشاركة روسيا وقوات النظام السوري إلى جانب قوات “قسد” في أية مواجهات محتملة.

وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة “نوفوستي” الروسية أن الجيش التركي وبالاشتراك مع فصائل المعارضة السورية يستعد لإطلاق عمليتين عسكريتين جديدتين في سورية، قد تبدآن في أي لحظة، ودون إعلان مسبق.

وقالت الوكالة، نقلاً عن مصادرها في المعارضة السورية، أمس الخميس، إن فصائل المعارضة وضعت في حالة التأهب القتالي التام، وذلك بناء على تعليمات من أنقرة، وفق ما نقل موقع “روسيا اليوم” عن الوكالة.

وأضافت أنه تم تقسيم الوحدات المسلحة للعمل على عدة اتجاهات في محافظة إدلب وبعض القرى في ريفي مدينتي مارع وأعزاز وقرب مطار منغ العسكري في محيط مدينة منبج، وكذلك عند الحدود مع القامشلي والحسكة.

ووفق المصدر الذي استندت إليه الوكالة، فإن “الفصائل السورية المعارضة تستعد لشن عمليتين عسكريتين في آن واحد، إحداهما في محافظة إدلب بغية دعم التشكيلات المسلحة هناك، والثانية في شمال شرقي البلاد ضد قوات (قسد)”، مشيراً إلى أن العمليتين قد تطلقان بشكل مفاجئ في أية لحظة، مرجحاً أن يحدث ذلك قبل اللقاء المتوقع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن في مدينة غلاسكو الاسكتلندية مطلع الشهر المقبل.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو قال أمس إن بلاده ستعمل “ما يلزم” تجاه تزايد اعتداءات “قسد” والفصائل الكردية المسلحة، مؤكداً عدم وفاء روسيا والولايات المتحدة بوعودهما بشأن سحب هذه التنظيمات من المناطق السورية المحاذية للحدود مع تركيا.

في شأن آخر، ذكر الناشط محمد المصطفى لـ”العربي الجديد” أن قوات النظام السوري قصفت فجر اليوم قرى وبلدات فليفل وبينين والفطيرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، مشيراً إلى أنها استهدفت كذلك قرية العمقية بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي بالرشاشات الثقيلة، موضحاً أن القصف ترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء محافظة إدلب.
من جانب آخر، شاركت 3 طائرات حربية روسية في قصف البادية السورية، مساء أمس، ليرتفع عدد الغارات التي شنتها يوم أمس إلى 38 غارة طاولت كلّاً من جبلي العمور والبشري ومواقع في بادية حماة الشرقية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

 

 

المصدر: العربي الجديد