المرصد السوري لحقوق الإنسان: انهيار مبنى حي الشيخ مقصود.. “لن يكون الأخير” في مدينة حلب
باتت مدينة حلب السورية، تستيقظ صباحاً وأمامها احتمالات وسيناريوهات مرعبة تتعلق بالمباني الآيلة للسقوط.
وقبل أيام، انهار مبنى سكني في حي الشيخ مقصود، ما أدى إلى وفاة 16 شخصاً، وإصابة أربعة آخرين بجراح.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن البناء المنهار مؤلف من خمسة طوابق، تعيش فيها سبع عائلات، أما سبب الانهيار، فهو تسرب المياه إلى أساسات المبنى.
وتأتي هذه الحادثة بعد أشهر قليلة من حادثة مماثلة، وقعت في حي الفردوس شرقي حلب، حيث أدى انهيار مبنى سكني إلى وفاة نحو 17 شخصا بينهم خمسة أطفال.
وأوضح مجلس مدينة حلب حينها، أن سبب الانهيار “عدم وجود أسس هندسية”.
ووفق آخر الإحصائيات التي نشرتها صحيفة “البعث” السورية الموالية للنظام، قبل عامين، فإن هناك 23 منطقة مخالفات وعشوائيات تشغل %40 من مساحة مدينة حلب، وتضم أكثر من عشرة آلاف مبنى، يقطن فيها مئات الآلاف.
وأوردت الصحيفة، أن هذه الأبنية الخطرة التي تزيد عن خمسة طوابق مشيدة بشكل عشوائي وفوضوي وأساساتها هشة وضعيفة ولا تستند إلى الحد الأدنى من شروط السلامة العامة، وأغلبها تم ترخيصها وشرعنتها بقرارات ما يسمى (حكم المحكمة) عن طريق المحاكم، وتخضع لمعاملات الأسهم والبيع والشراء وغيرها، ما ثبت دعائم هذه المخالفات بشكل أكبر ووسع من رقعتها.
ويؤكد أحد المهندسين الذي عملوا في إحدى دوائر حلب الخدمية، رفض الإفصاح عن اسمه، لـ”ارفع صوتك”، أن “مباني أحياء حلب الشرقية هي عشوائيات بطبيعة الحال ونسبتها تتجاوز 70% من مباني المدينة، لكن هناك ما هو أفظع من الأبنية العشوائية التي انتشرت خلال العقود الأخيرة، وهي الأبنية العشوائية المتصدعة جراء الحرب”.
ويضيف أن “سكان هذه الأبنية يدركون أو لا يدركون أن الأبنية معرضة للسقوط في أي وقت، ولا يمكن الآن الحديث عن غياب السلامة العامة للأبنية إذا كانت هذه الأبنية أصلا في مرحلة ما قبل السقوط، فهزة أرضية بسيطة لمدة ثوانٍ يمكنها أن تسقط أحياءً بأكملها”.
وكان رئيس مجلس مدينة حلب معد المدلجي، أكد في نوفمبر 2022، أنه تم التوقيع على إخلاء 1500 مبنى آيل للسقوط مبدئياً.
وقال إن قرارات الإخلاء تحتاج إلى مصادقة وخطة عمل ليتم إخلاء السكان الذي يعيشون تحت الخطر وتأمين سكن بديل لهم.
وأكد المدلجي أن الأحياء الشعبية تعاني من مشكلات كثيرة، منها الاكتظاظ السكاني وانتشار المخالفات حول عمليات بناء دون أسس هندسية وعلى أرض رخوة، كحيي العامرية والفردوس، ما يتسبب بانهيار الأبنية، إضافة إلى تضرر البنى التحتية من شبكات الصرف الصحي والمياه.
المصدر: ارفع صوتك