المرصد السوري لحقوق الإنسان: تركيا تركز على إعادة الإعمار بعد الزلزال والسوريون يطلبون مزيداً من المساعدات
حولت تركيا تركيزها يوم امس إلى إعادة الإعمار وحثت من يسكنون في مناطق ضربها الزلزال وثبت أن البنايات التي يقطنون فيها آمنة على العودة لمنازلهم.
وفي شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة، الذي يعاني بالفعل من آثار القصف جراء صراع مستمر منذ أكثر من عقد، تسبب الزلزال في ترك الكثير من الأسر المنهكة من الحرب بالفعل يكافحون وحدهم وسط الركام مع بطء وصول المساعدات الدولية.
وارتفع عدد قتلى الزلزال في الدولتين لما يفوق 41 ألفا، كما يحتاج الملايين لمساعدات إنسانية في ظل عدم وجود مأوى للكثير من الناجين في الشتاء القارس، بينما أصبحت عمليات الإنقاذ قليلة ومتباعدة.
وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن نحو نصف المباني في إقليم هاتاي جنوب البلاد إما انهارت أو لحقت بها أضرار جسيمة أو تحتاج للهدم بسرعة.
لكن الحكومة حثت السكان على العودة لمنازلهم إن استطاعوا، بناء على عمليات فحص قامت بها لبعض البنايات.
وقال وزير السياحة التركي نوري آرصوي في مؤتمر صحفي في ملاطية، التي تبعد نحو 160 كيلومترا عن مركز الزلزال «نريد من المواطنين تتبع حالة بناياتهم عبر النظام المتاح عبر الإنترنت والعودة للبنايات التي تلقت تقريرا بأنها آمنة من وزارة الإسكان من أجل البدء في عودة الأمور لطبيعتها».
وكتب وزير البيئة والتطوير العمراني مراد قوروم في تغريدة «سنقوم بسرعة بهدم البنايات التي تحتاج للهدم ونبني منازل آمنة».
وفي وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة جهود الإنقاذ والانتشال بعد إخراج تسعة ناجين من بين الأنقاض يوم الثلاثاء.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن امرأة في الثانية والأربعين من عمرها انتشلها منقذون من تحت أنقاض بناية في مدينة كهرمان مرعش جنوب البلاد يوم الأربعاء بعد مرور ما يقرب من 222 ساعة من وقوع الزلزال المدمر.
لكن سلطات الأمم المتحدة قالت إن مرحلة الإنقاذ توشك على الانتهاء مع تحول التركيز للإيواء وتوفير الغذاء والتعليم.
ورغم مرور أكثر من أسبوع على حدوث زلزال كهرمان مرعش المدمر، فإن الهزات الارتدادية لا تزال مستمرة، حيث أعلن مركز أبحاث الزلازل بجامعة البوسفور التركية مساء الاثنين عن هزة ارتدادية بقوة 4.9 درجات ضربت مجددا الولاية الواقعة جنوبي البلاد.
وفي سوريا ،أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بدخول 391 شاحنة مساعدات عبر المعابر الحدودية إلى شمال غرب سوريا منذ الزلزال.
فيما أعلن مدير منظمة الصحة العالمية عن موافقة الرئيس السوري بشار الأسد بفتح المزيد من المعابر الحدودية، كما أكد على ضرورة مضاعفة التبرعات لسوريا، مشيرا إلى أن المساعدات التي دخلت سوريا عبر المعابر كانت موجودة قبل الزلزال.
ورحّب الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأي «موقف إيجابي» يصدر من الدول العربية، التي قطع عدد منها علاقته مع دمشق منذ بداية النزاع في سوريا.
وقال الأسد، وفق ما نقلت حسابات الرئاسة، إن «الشعب السوري يرحب ويتفاعل مع أي موقف إيجابي تجاهه وخاصة من الأشقاء العرب»، مشدداً على «أهمية التعاون الثنائي بين سوريا والأردن».
وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال وداعه نظيره الأردني في مطار دمشق في تصريحات لقناة المملكة الأردنية «نتعاون منذ وقت طويل، لكن نقدر عالياً هذه الزيارة لأنها تأتي في وقت مناسب».
من جهته، أكد الصفدي أنه «لا يمكن للأردن إلا أن يقف جنباً إلى جنب مع سوريا بعد حدوث الزلزال».
وأفادت مصادر «العربية» باستمرار دخول شاحنات المساعدات عبر معبر باب الهوى إلى شمال غرب سوريا، حيث دخلت 22 شاحنة مساعدات أممية، اليوم الخميس، عبر معبر باب الهوى ليصل الإجمالي إلى 106.
وتتألف قافلة المساعدات من 11 شاحنة مقدمة من المنظمة الدولية للهجرة، التي أفادت أن المساعدات تشمل مستلزمات إيواء وبطانيات وسجادا.
في الأثناء، تتواصل في تركيا وسوريا عمليات رفع الأنقاض فيما تستمر حصيلة ضحايا الزلزال بالارتفاع، إذ بلغت أكثر من 39 ألف قتيل في كلا البلدين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أعلن، الاثنين، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا لمدة 3 أشهر، في خطوة قوبلت بانتقاد من منظمة الخوذ البيضاء. وأضاف المسؤول الأممي أن موافقة النظام جاءت من أجل إدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال.
كما أتى في بيان غوتيريش أن الأمم المتحدة ترحّب بالقرار الذي اتّخذته دمشق اليوم بفتح معبري باب السلام والراعي بين تركيا وشمال غرب سوريا لفترة أولية مدّتها 3 أشهر.
المصدر: اللواء