المرصد السوري لحقوق الإنسان: مسيّرات مجهولة تستهدف قافلة شاحنات تنقل أسلحة إيرانية إلى سوريا
مقتل سبعة أشخاص بغارة جوية في ريف مدينة البوكمال بدير الزور الشرقي فور دخولها من العراق المجاور.
قتل سبعة أشخاص بغارة استهدفت ليل الأحد – الاثنين “قافلة شاحنات تبريد لميليشيات إيرانية” في شرق سوريا فور دخولها من العراق المجاور، مما أدى إلى تدميرها، وفق ما ذكر صباح الاثنين المرصد السوري لحقوق الإنسان، لافتا إلى أنها كانت تنقل أسلحة إيرانية.
ولم يتضح بعد من يقف وراء الهجوم على الشاحنات في منطقة البوكمال الحدودية بمحافظة دير الزور السورية، لكن هذه المناطق تخضع لسيطرة جماعات مسلحة مدعومة من الحرس الثوري الإيراني.
وأحصى المرصد مقتل “سبعة من سائقي الشاحنات ومرافقيهم من جنسيات غير سورية”، في الغارة التي شنتها “طائرات مجهولة” واستهدفت الشاحنات في ريف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.
وتحولت شاحنات لنقل البضائع قادمة من العراق نحو سوريا إلى كتلة من نار بعدما أمطرتها مسيّرات مجهولة المصدر بوابل من القذائف، وأحرقتها بشكل كلي بالقرب من مدينة البوكمال الحدودية.
وبحسب وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر ميدانية، بلغ عدد الشاحنات المحترقة 6 مركبات مغلقة، وقد تم نقل الجرحى عبر سيارات الإسعاف.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الشاحنات كانت تنقل أسلحة إيرانية”.
وأفاد بأن قافلتين مماثلتين دخلتا على الأقل خلال هذا الأسبوع من العراق، وأفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، مرجحا نقلها “أسلحة متطورة” إلى مجموعات موالية لطهران.
وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لضربات مماثلة، تطول تحديدا تحركات لمجموعات موالية لطهران.
ويأتي الهجوم في خضم صراع بين إيران وإسرائيل وتهديدات من الجانبين بشن عمليات انتقامية، لتتحول الساحة السورية من ساحة معركة داخلية بين قوات النظام والمعارضة المسلحة إلى ساحة مواجهة إقليمية بين دمشق وأنصارها من جهة، وإسرائيل من الجهة الأخرى.
وفي موقف نادر من حرب إسرائيل ضد إيران والقوات العميلة لها في جميع أنحاء المنطقة، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، الشهر الماضي، إلى أن إسرائيل تقف وراء الهجوم على قافلة شاحنات في سوريا في نوفمبر الماضي.
وهجوم الأحد جاء بعد وقت قصير على استهداف طائرات مسيّرة محملة بالقنابل مصنعا عسكريا في مدينة أصفهان وألحقت أضرارا به.
وكتبت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مسؤولين استخباراتيين كبار مطلعين على المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول الهجوم على منشآت عسكرية في أصفهان، أن هذا الهجوم بطائرات مسيّرة، والذي أدى إلى انفجار كبير في وسط مدينة أصفهان، كان من عمل الموساد.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين أميركيين وأشخاص مطلعين على العملية، أن إسرائيل مسؤولة عن هجوم بطائرات مسيّرة على أحد مجمعات ورش وزارة الدفاع الإيرانية في أصفهان.
ومحافظة دير الزور مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر قوات النظام ومقاتلون إيرانيون ومجموعات موالية لهم على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، فيما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية.
وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية ومجموعات موالية لطهران، بينها حزب الله اللبناني، في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي، خصوصا بين مدينتي البوكمال والميادين. ويقدر المرصد عدد أفراد تلك المجموعات بنحو 15 ألف مقاتل.
وأقر التحالف الدولي مرارا بتنفيذه ضربات في المنطقة طالت مقاتلين موالين لطهران.
وجرى مرارا استهداف مقاتلين موالين للنظام في المنطقة، إذ قتل 55 منهم، من سوريين وعراقيين، في يونيو 2018 في ضربات قال مسؤول أميركي إن إسرائيل تقف خلفها، إلا أن الأخيرة رفضت التعليق.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعا داميا متشعب الأطراف، تسبب منذ اندلاعه في مقتل نحو نصف مليون شخص وفي دمار هائل في البنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
المصدر: العرب