المرصد السوري لحقوق الإنسان: مقتل ضابط سوري ومواليين لإيران بقصف إسرائيلي في ريفي حماة وطرطوس
قُتل ثلاثة أشخاص أمس الأحد بينهم عسكري جراء قصف شنته إسرائيل على مواقع عدة في وسط سوريا وغربها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “القصف الاسرائيلي استهدف مستودع أسلحة تابعاً لمجموعات موالية لإيران في منطقة جبلية متداخلة بين محافظتي طرطوس (غرب) وحماة (وسط) ومواقع تابعة لقوات الدفاع الوطني” الموالية لدمشق.
وأضاف عبد الرحمن أن القصف أدى إلى مقتل ضابط سوري برتبة رائد، ومقاتلَين مواليين لطهران” لم يتمكن من تحديد جنسيتيهما، مشيراً إلى إصابة اثنين آخرين بجروح. وكانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت عن مقتل شخصين. وقالت وكالة النظام الرسمية “سانا”، إن ثلاثة عسكريين أصيبوا بجروح جراء عدوان إسرائيلي، استهدف بالصواريخ بعض النقاط في ريفي طرطوس وحماة، فيما أسقطت دفاعاتنا الجوية عدداً من صواريخ العدوان.
ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري قوله: “حوالي الساعة السابعة و15 دقيقة من صباح اليوم (الأحد)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال لبنان، مستهدفاً بعض النقاط في ريفي طرطوس وحماة، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”، مشيراً إلى “إصابة ثلاثة عسكريين بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية”.
مصدر عسكري واسع الاطلاع قال لـ”القدس العربي” إن القصف الإسرائيلي استهدف موقعين، الأول شاحنة عسكرية كانت تدخل إلى مستودع أسلحة على طريق مصياف – دير ماما – القدموس، أما الهدف الثاني فهو كتيبة دفاع جوي إس 200. وأوضح المصدر أن الضربات الإسرائيلية نفذت من سهل البقاع في البنان، وأسفرت عن مقتل ضابط برتبة رائد ومعه ثلاثة عناصر للنظام من الدفاع الجوي، كما أسفرت عن تدمير رادار الإطلاق.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الأحد، عن تفاصيل الهجوم الجويّ الإسرائيلي على مواقع النظام في مصياف وريف طرطوس شمال غربي سوريا. وحسب الصحيفة، فإن الغارات استهدفت مركز البحوث العلمية المختصّ بتطوير دقة الصواريخ في منطقة مصياف في محافظة حماة، التابع لوزارة الدفاع بحكومة النظام. وأوضحت أن هذا المركز هو أحد أبرز المراكز العلمية في سوريا بعد مركز السفيرة جنوبي حلب وجمرايا غربي دمشق.
وأشارت الصحيفة إلى أن مركز البحوث العلمية في مصياف يعتبر “قريباً نسبياً” من حدود لبنان، والتي توجد فيها مصانع صواريخ تابعة لحزب الله اللبناني، وبالتالي فهي قريبة من العمق العملياتي واللوجستي لحزب الله، وفق الموقع.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر مطلعة أن القصف الجوي استهدف مواقع الميليشيات الإيرانية وشاحنات عسكرية في منطقة حير عباس على طريق وادي العيون ومنطقة البحوث العلمية في الجبال المطلة على مدينة مصياف غربي حماة.
وأوضحت المصادر، أن الانفجارات تواصلت بعد الضربة الجوية لمدة طويلة، إذ يعتقد أنها ناجمة عن انفجار مقذوفات وأسلحة كانت ضمن المنطقة المستهدفة، فضلاً عن اندلاع حرائق ضخمة. ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، اكتفى متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقول “لا نعلق على تقارير واردة في وسائل الإعلام الأجنبية”.
وهذه الضربات هي الثانية خلال أسبوع على سوريا بعد قصف طال ليل الاثنين/الثلاثاء مطار حلب الدولي، ما أخرج هذا المرفق الحيوي عن الخدمة لأيام بعدما كان وجهة رئيسية لطائرات المساعدات التي تصل سوريا منذ الزلزال المدمر. وكانت وزارة الدفاع السورية أفادت عن خروج المطار من الخدمة من دون الإعلان عن سقوط قتلى. وفي 19 شباط/فبراير، قتل 15 شخصاً جراء قصف إسرائيلي استهدف حياً سكنياً في دمشق، وفق المرصد السوري.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافًا إيرانيّة وأخرى لحزب الله بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه محاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ 2011 تسبّب بمقتل حوالي نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتيّة وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، 5 ضربات إسرائيلية منذ مطلع العام الجاري أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 8 أهداف ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر، ومقرات ومراكز وآليات. وتسببت الضربات – 4 منها جوية و1 برية – بمقتل 26 من العسكريين وإصابة 13 آخرين منهم بجراح متفاوتة، وهم 12 من قوات النظام بينهم ضباط، و13 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات مختلفة، وعضو في الجناح العسكري لحزب الله اللبناني.
وتوزعت الاستهدافات على 2 لدمشق وريفها، و1 للقنيطرة و1 لحماة، و1 لطرطوس، و1 لحلب، و1 للسويداء. ويشير المرصد السوري إلى أن إسرائيل قد تستهدف بالمرة الواحدة أكثر من محافظة وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات.
المصدر: القدس العربي